الجمعة، 20 سبتمبر 2024

03:44 ص

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

غزة تحت الركام.. وزير الأوقاف الفلسطيني لـ«الجمهور»: 600 مسجد تم تدميرها في غزة

الدكتور حاتم البكرى وزير الأوقاف الفلسطيني

الدكتور حاتم البكرى وزير الأوقاف الفلسطيني

حوار / أحمد محمود

A A

-مفاوضات مع مؤسسات دولية من أجل إعادة بناء وترميم المساجد المدمرة

-عدد كبير من أئمة المساجد ما بين القتل والاعتقال

-استهداف المساجد في غزة هدفه عدم إيجاد أي موقع أو مكان لإيواء الناس

لم يعد هناك مكان آمن في غزة، فمنذ بداية العدوان الإسرائيلي على القطاع في 7 أكتوبر الماضي وهناك استهداف لكل شيء، سواء كان يتحرك أو ثابتا، فما بين استهداف للمدنيين عزل من شيوخ ونساء وأطفال، وقصف للمستشفيات ودور العبادة والمدارس ومراكز الإيواء، آلاف الشهداء والجرحى، وسط صمت من المجتمع الدولى.

ومنذ بداية العدوان، وعمل الاحتلال على تدمير المساجد في قطاع غزة،  رغم أنها أماكن محمية من قبل القانون الدولى، حيث جاء في المادة "27" في القسم الثاني من اللائحة المتعلقة بقوانين وأعراف الحرب البرية الصادرة في لاهاي 1907، التى نصت في حالات الحصار أو القصف، يجب اتخاذ جميع التدابير اللازمة لتفادي الهجوم قدر المستطاع على المباني المخصصة للعبادة شريطة ألا تستخدم في الظروف السائدة آنذاك لأغراض عسكرية، ويجب على المحاصرين أن يضعوا على هذه المباني أو أماكن التجمع علامات ظاهرة محددة يتم إشعار العدو بها مسبقا، وبالتالي فإن أماكن العبادة بصفتها ممتلكات مدنية محمية بموجب جميع هذه الأحكام بوضوح، ويحظر استخدامها لأغراض عسكرية كما يحظر مهاجمتها عن قصد، كما نصت المحكمة الجنائية الدولية في المادة الثامنة 8 المتعلقة بجرائم الحرب من نظامها الأساسي المعتمد في روما في  يوليو 1998 على أنّ استهداف المباني المخصصة للأغراض الدينية يعدُّ من جرائم الحرب.، إلا أن إسرائيل ضربت بالقوانين الدولية والإنسانية الدولية عرض الحائط.

تواصنا مع الدكتور حاتم البكرى، وزير الأوقاف الفلسطيني، الذي كشف لنا عن حجم المساجد التي دمرها الاحتلال منذ بداية العدوان، والإجراءات التي تتخذها الوزارة لإعادة ترميم تلك المساجد من جديد بعد تدميرها، وأسباب تعمد الاحتلال استهداف دور العبادة في غزة، والدعم الأمريكي لجرائم الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، وكذلك الجهات التي أعلنت إمكانية تبرعها لإعادة بناء المساجد المدمرة، وغيرها من القضايا والموضوعات في الحوار التالي.

الاحتلال استهدف العديد من المساجد خلال عدوانه على غزة.. كم مسجد تم هدمهم بشكل جزئى وكام بشكل كلى؟

المساجد التي استهدفها الاحتلال خلال هذه الحرب المسعورة التي يشنها على قطاع غزة بلغت حوالى 220 مسجدا، بالإضافة إلى 400 مسجدا تم إصابتها بشكل نسبي بمعنى أن بعض هذه المساجد تم إصابتها بنسبة 10% وبعضها بنسبة 20% وبعضها بنسبة 30% وبعضها بـ40% وغيرها من النسب، أي أن المساجد التي شهدت تدمير في قطاع غزة سواء بشكل كلى أو بشكل جزئي وصلت لحوالي 600، وهو أمر من الأمور التي لم يعهد لها في التاريخ من قبل مثل هذا العمل الذي تعرضه له المساجد في هذه المرحلة.

هل خاطبتكم جهات دولية لمحاسبة إسرائيل على تدميرها للمساجد في غزة؟

ما تعرضت له المساجد أصبح واضحا للعيان ومشاهدا ومسموما ومحسوسا لكل المؤسسات الدولية، ونحن تحدثنا مع المؤسسات الدولية ومع المؤسسات الإسلامية وأصبحت القضية مطروحة الآن أمام الرأي العام العالمي.

كيف ترى صمت العالم على جرائم الاحتلال؟

للأسف الشديد ونحن نقولها وبكل صراحة أن الرأي العام العالمى يجابه بالفيتو الأمريكي، وبالتالى كل المناشدات والصيحات التي انطلقت من فلسطين من أجل حماية المقدسات لم تلق آذان صاغية حتى هذه اللحظة، وما يتم من عدوان إسرائيلى على غزة وما يتم من قصف للمساجد يدلل على ذلك ، وهذه الأعداد الكبيرة من المساجد التي دمرت والتي أصيبت بشكل جزئى أيضا أكبر دليل على أن العالم في وادي والحالة المسجدية في فلسطين في وادي آخر.

برأيك لماذا يتعمد الاحتلال استهداف المساجد بالتحديد؟

المساجد عندما يتعرض لها الاحتلال فإنه يدرك تمام الإدراك أن هذه الأماكن هي التي يمكن أن أماكن رفض لهذا الاحتلال وترفض وجود هذا الاحتلال، وهي أماكن توعوية وتثقيفية تنطلق منها التثقيف الصحيح والسليم والإرشاد الدينى الصائب الذي يمكن من خلاله أن يرفض هذا الاحتلال، لذلك رأينا استهداف للمساجد.

ما هي الرسالة التي يستهدف الاحتلال توصيلها من استهداف المصلين والمساجد؟

استهداف المساجد في قطاع غزة من قبل الاحتلال الهدف منه عدم إيجاد أي موقع أو مكان لإيواء الناس في هذه الحرب المسعورة والمجنونة التي وقعت على أهلنا في قطاع غزة، وهذا الاستهداف أصبح واضحا لأن هناك عملية طرد المواطنين وألا يكون الأهالى في غزة في مأمن.

كم موظفا بوزارة الأوقاف تم استهدافهم حتى الآن خلال العدوان الأخير؟

الموظفون بوزارة الأوقاف الذين تم استهدافهم في قطاع غزة فيهم عدد كبير من أئمة المساجد، وهناك عدد كبير تم اعتقالهم في الضفة الغربية، وما زالوا رهن الاعتقال من قبل الاحتلال، بجانب أن هناك عددا كبيرا من الموظفين في مساجد غزة استشهدوا خلال القصف إما على المساجد أو على منازلهم.

هل تم حصر الشهداء والمعتقلين من موظفي الأوقاف حتى الآن؟

الإحصائية الرسمية للعدد لا يمكن أن نصل إليها إلا إذا انتهت هذه الحرب وتم إحصاء ما بقى على الحياة من موظفي وزارة الأوقاف.

هل تضعون خطة لإعادة ترميم تلك المساجد التي هدمت بشكل جزئى؟

عملية إعادة بناء المساجد التي تم تدميرها، فإن هناك مفاوضات بيننا وبين مؤسسات دولية من أجل إعادة بناء وترميم المساجد المدمرة، ولكن في هذه المرحلة الحديث عن هذا الأمر هو غاية في الصعوبة لأن العدوان على غزة ما زال مستمرا، والقصف والهدم والتدمير مازال صباحا ومساء يتجه نحو غزة، وبالتالي من المستبعد أن يتم أي شيء في هذه المرحلة تجاه هذه المساجد.

أي أن إعادة ترميم المساجد ما زال مجرد خطة ولن يتم تنفيذه الآن؟

هناك فكرة وهناك تخطيط لإعادة ترميم هذه المساجد، وهذا مما لا شك فيه أن المساجد ستظل محط اهتمام ورعاية ونظر وزارة الأوقاف والشئون الدينية بجانب الحكومة الفلسطينية التي تعمل على ترميم المساجد التي تم هدمها خلال الفترة المقبلة.

هل هناك تبرعات يتم جمعها لإعادة ترميم المساجد؟

في هذه المرحلة لا يوجد أي تبرع ولا يوجد جمع تبرعات لإعادة بناء المساجد.

لماذا؟

 لأن هذه المرحلة هي مرحلة هجوم شرس من قبل الاحتلال خلال حربه المستعرة على شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، ولا يمكن أن نقوم بأي ترميم أو جمع تبرعات إلا إذا توقفت هذه الحرب وانتهى هذا القتل والإجرام الإسرائيلي على غزة.

القانون الدولى يحرم استهداف دور العبادة في الحروب والنزاعات.. بما تفسر تعمد الاحتلال عدم الالتزام بالأعراف الدولية؟

مما لا شك فيه أن الأعراف والقوانين الدولية والشرائح السماوية كلها حرمت الاعتداء على الأماكن الدينية، خصوصا في الشرعية الإسلامية التي منعت استهداف الكنائس والصوامع، ولكن الاحتلال الإسرائيلي لا يلقى لهذا بالا وهو يقوم صباحا ومساء بالاعتداء والتدمير والقصف لهذه الأماكن وهذه رسالة واضحة من الاحتلال أنه لا يوجد شيء مقدس أو تحت الخطوط الحمراء، وأن كل ما يراه الاحتلال يمكن أن يستهدفه ويدمره وهذا ما يحدث كل يوم صباحا ومساء في كل المؤسسات والوزارات التي لم تسلم من قصف الاحتلال بقطاع غزة، وكذلك استهداف النقابات والجمعيات ، وكذلك الطرق والحواري وبيوت المواطنين ، فكل شيء يتحرك في غزة يتم قصفه، وكل شيء يمكن أن يكون مأوى في القطاع استهدفته قوات الاحتلال، كما أن مئات الآلاف من الشقق السكنية تم تدميرها وأصبحت أثرا بعد عين في مدينة غزة بشكل كامل.

كيف ترى الدعم الأمريكى للاحتلال؟

الدعم الأمريكي لإسرائيل في هذه الحرب واضح أنه دعم كبير بلا حدود، وعندما تأتى القيادة الأمريكية على مستوى الصف الأول من الرئيس الأمريكي جو بايدن ووزير الخارجية أنتونى بلينكن ليحضر مجلس الحرب، فإن هذا يدل على أن هناك دعما غير محدود من الإدارة الأمريكية للاحتلال الإسرائيلي، في شنه حرب إبادة جماعية ضد شعب غزة، وهذا لا يخفى على أحد.

إذن فإن الإدارة الأمريكية هي من تتحمل مسئولية هذه الحرب والجرائم التي تحدث؟

بالفعل.. فالإدارة الأمريكية وعلى رأسهم جو بايدن وأنتونى بلينكن أعطوا الضوء الأخضر لهذه الحرب ولهذه النتائج الكارثية التي وقعت على قطاع غزة.

هل تتوقع انتهاء العدوان على غزة قريبا؟

نأمل أن تكون هذه الحرب قد شارفت على الانتهاء وتبدأ بالانتهاء قريبا، لأن النتائج كارثية من هذه الحرب من القتل والتدمير والتشريد والإبادة ومن التحطيم وتدمير البنية التحتية والفوقية لقطاع غزة كبير للغاية، ونأمل أن تتوقف هذه الحرب بأسرع وقت وتدخل المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى قطاع غزة، كى تعود الحياة لهؤلاء الناس الذين ما زالوا تحت التدمير منذ ما يقرب من 3 أشهر حتى الآن.

search