عمره 60 عاما.. تمثال أحمد عرابي تحفة فنية تخلد ذكرى زعيم الحرية
تمثال عرابي في موقعه الجديد
الزهراء علام
«لقد خلقنا الله أحراراً ولم يخلقنا تراثاً أو عقاراً فوالله الذي لا إله إلا هو لن نورث ولن نستعبد بعد اليوم».. عبارات رددها قائد مصري مرتديا زيه العسكري من أعلى حصانه، يقف شامخا أمام الخديوي توفيق في قصر عابدين، الذي ردد أنه ورث هذه البلاد وأن كل من فيها عباد له ولسلطته.
أعمال ترميم تمثال أحمد عرابي
كشف عن ستار تمثال الزعيم أحمد عرابي وذلك بعد الانتهاء من أعمال ترميمه، بمتابعة الدكتور ممدوح غراب محافظ الشرقية ويسري راشد رئيس حي أول الزقازيق أعمال نقل التمثال، ووضعه في مكانه الجديد بالميدان بما لا يخل بالشكل الجمالي والحضاري للمنطقة، مع إقامة جدارية خلفه بطول 20م وارتفاع 2.25م إلى جانب إنشاء مقاعد انتظار للمواطنين.
تأتي أعمال إعادة ترميم التمثال وتجميل الميدان من جانب لجنة مكبرة بالاشتراك بين مديرية الإسكان وجهاز التراث الحضارى والجهات المعنية، وذلك يالتزامن مع اقتراب افتتاح نفق سيارات يحمل اسم عرابى، الذى يعد من أهم المشروعات القومية بالمحافظة، حيث سيربط شرق المدينة بغربها، وسيحل جزءا كبيرا من الأزمة المرورية.
تمثال أحمد عرابي
من أشهر الرموز التاريخية في محافظة الشرقية، يقف التمثال في مكان مميز بمدينة الزقازيق، يوجَد التمثال في ميدان أحمد عرابي قريب من ساحة التحرير، بني من قبل الجمعية المصرية للتراث الثقافي بواسطة الفنان التشكيلي الكبير مصطفى نجيب صنعه من البرونز الذي يعطيه مظهرًا جمالياً فريد، وكان أول ظهور له عام 1964، وذلك عند اعتبار 9 سبتمبر عيدا قوميا لمحافظة الشرقية.
يظهر تمثال عرابي في وضعية واقفة، مرتديا زيًا عسكريًا، تكريما لدوره الوطني في قيادة الثورة المصرية عام 1881، ومثال لتضحياته وشجاعته يوضح التمثال وجه الزعيم أحمد عرابي، مما يعبر عن ملامح شخصية أحمد عرابي القيادية.
كما أن التمثال من معالم محافظة الشرقية، ورمز تاريخي يخلد جهود أحد أبنائها العظماء، هو تذكير لقصة تضحية وتفاني فداء للوطن، حيث يعتبر إرث تاريخي ووطني لزعيم قدم الكثير من أجل وطنه ووقف أمام الخديوي مطالبا بحقوق أبناء وطنه.
أحمد عرابي
أحد أهم الشخصيات التاريخية في مصر، ولد في 31 مارس 1841م في قرية هرية رزنة بمحافظة الشرقية، وهو ابن عمدة القرية وأشرافها، ألحقه والده بالأزهر الشريف، حفظ القرآن الكريم كاملا وأجزاء من التفسير والفقه بعد أربع سنوات فقط من التحاقه بالأزهر.
توفي والده في عمر 63 بمرض الكوليرا، عندما كان عرابي يبلغ من العمر 8 سنوات، تولى مهمة الاهتمام بعرابي وتعليمه أخاه الأكبر محمد، ترك والدهما ثروة قدرت بـ 74 فدانا، كانت مصدر دخل الأسرة وإخوته حيث كان لعرابي 3 إخوة أكبرهم محمد وهو الابن الثاني ولديه شقيقان أصغر منه.
عين عرابي بقرار من محمد سعيد باشا بإلحاق أبناء المشايخ والأعيان بالجيش محاولة منه للمساواة بين المصريين والشركس، استطاع عرابي بجهوده وبفضل تعليمه أن يصل لرتبة عقيد قبل أن يبلغ العشرين عاماً، وكان ممن يثق فيهم والي مصر « محمد سعيد باشا» لدرجة أنه كان يشارك عرابي معه في المناورات الحربية.
شعلة الثورة العرابية
تعددت الأسباب قبل اندلاع ثورة عرابي ومنها اضطهاد سياسة «عثمان رفقي» ناظر الجهادية آنذاك، وكان شركسيا للضباط المصريين شركسيا وانحيازه للضباط الشراكسة والأتراك واستبدال كبار الضباط المصريين بالأتراك والشراكسة الأمر الذي أثار غضب الضباط المصريين، لأن الجيش المصري لن يصبح للمصريين وأثار لديهم مخاوف من عودة ما يشبه بدولة المماليك، لذا طالب الضباط بمطالب كان من ضمنها زيادة أعداد الجيش المصري إلى 18 ألف جندي.
وبالرغم من استماتة عرابي وأتباعه لنجاح ثورتهم غير أن السلطان العثماني أعلن عصيان عرابي وقتل كل مؤيدة ونفيه إلى جزيرة سيلان، عاد إلى مصر بعد 20 عام قضائها في المنفى.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً