«أنا الضحية».. قصة محمد عباس من نجم يناطح الخطيب إلى مدمن مخدرات
محمد عباس لاعب الأهلي السابق
علي نصير
«أنا الضحية».. جملة ترتبط بشدة عند جماهير الكرة في مصر بمختلف انتماءاتها مع مجموعة من اللاعبين، الذين تعرضوا للظلم سواء من الظروف أو من بعض المؤثرات الخارجية أو حتى من أنفسهم، حتى وصلت بهم الحال للابتعاد عن حلم النجومية في الملاعب، برغم كونهم يمتلكون قدرات وإمكانات عديدة كانت تؤهلهم لأن يصبحوا أحد أساطير الرياضة المصرية.
ويأتي على رأس قائمة سلسلة «أنا الضحية» محمد عباس نجم النادي الأهلي الأسبق في فترة الثمانينيات، وأحد الأسماء التي كانت يُتنبأ لها أن تسطر التاريخ مع ناديه ومنتخب مصر، خاصة أنه يعد من أمهر المواهب الكروية التي جاءت في تاريخ الكرة المصرية، لكنه اختار طريقا آخر جعله ينهي مسيرته مع الساحرة المستديرة، ويظل أشهر قصة في الملاعب المصرية.
محمد عباس لاعب الأهلي في ثمانينيات القرن الماضي، شكل ثنائية قوية مع الأسطورة محمود الخطيب، رئيس النادي الحالي، تميز بالقدرة على المراوغة وتسجيل الأهداف، بالإضافة لحركته السريعة ورشاقته وسرعة رد الفعل في إنهاء الفرص، كما كانت لديه القدرة على التسجيل بكلتا القدمين وبالرأس ومنح التمريرات الذهبية، لكن كل هذا لم يشفع له أن يكون في نفس طريق صديق دربه الخطيب.
مسيرة محمد عباس
رحلة محمد عباس لم تستمر سوى 5 سنوات تقريبا، حيث بزغ نجمه في عمر الـ18، خلال لقاء ودي أمام فريق ساوثهامبتون الإنجليزي، فيما كانت ذروة تألقه في موسمي 1978-1979 و1979-1980، وسجل في الأول 13 هدفاً والثاني 11 هدفاً، كثاني هدافي الفريق خلف الخطيب في الموسمين، ونال عباس إعجاب مدرب الأهلي الشهير ناندور هيديكوتي، وبقي مع الفريق حتى عام 1983، قبل أن ينضم للمصري البورسعيدي، ثم يقرر الاعتزال نهائياً.
محمد عباس كان يُعرف بلقب "جوهرة الأهلي السمراء"، كما كان يلقب أيضًا "بيليه الأهلاوي" .
بدايته مع المخدرات
نظرًا لتعليمه المتواضع، نجح أصدقاء السوء في قيادته إلى الطريق الخطأ، حيث السهرات غير البريئة وشرب المخدرات وهي الأمور التي تسببت في أزمات بينه وبين إدارة النادي الأهلي.
واعترف محمد عباس بعدها بتصريحات واصحة قال فيها: "خلال إحدى السهرات مع أصدقائي، عرض عليّ سيجارة بها مخدر (الحشيش)، ولم أمانع، وشعرت بعدها بأنني سعيد، ومن هنا بدأت مسيرتي مع عالم المخدرات".
الحبس مرتين
حاول محمود الجوهري مدرب الأهلي وقتها تقويمه، ولكنه رفض كل تلك المحاولات، وأصر على طريقه، حتى اتخذ الأهلي قرارًا بإيقاف محمد عباس ثم شطبه من سجلات النادي، وبعدها تم القبض عليه في مكان مشبوه، يتعاطى المخدرات، وتم حبسه، ولكنه هرب خلال أحداث الأمن المركزي الشهيرة عام 1986.
وبعد هروبه قام محمد عباس بتسليم نفسه إلى السلطات المصرية، ثم أعيدت محاكمته وتمت تبرئته، ولكن تم القبض عليه مرة أخرى وحكم عليه بالسجن وتم تنفيذ الحكم.
وقال محمد عباس بعد كل هذه السنوات خلال تصريحات إعلامية مؤخرًا: "أعتذر للجماهير، لقد أسأت للاعبي الأهلي بتصرفاتي الصبيانية، وأنا أعلم ذلك، ولن أخادع نفسي".
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً