الخميس، 11 يوليو 2024

04:44 ص

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

ERGdevelopments

متحدث حركة فتح في حوار لـ«الجمهور»: الهدنة مطلوبة بشروط.. ونتنياهو عمره قصير

عبدالفتاح دولة المتحدث باسم حركة فتح

عبدالفتاح دولة المتحدث باسم حركة فتح

حوار - أحمد محمود

أثيرت خلال الساعات الماضية أحدايث عن هدنة إنسانية محتملة في قطاع غزة، خلال الساعات المقبلة، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والذي خلف آلاف الشهداء والجرحى، في الوقت الذي تقف فيه المؤسسات الدولية وعلى رأسها مجلس الأمن عاجزا على اتخاذ قرار يتضمن وقف تام للحرب في القطاع.

وتستمر الولايات المتحدة الأمريكية في دعمها غير المتناهى للاحتلال، الذي يضرب بالقوانين الدولية والإنسانية عرض الحائط، ومؤخرا خرج قرار من مجلس الأمن يتضمن سرعة نفاذ المساعدات إلى القطاع، وهو قرار وصفه كثير من المراقبين بأنه محبط ومتأخر، وأن هناك ضرورة للوصول لقرار يتضمن يقاف كامل لإطلاق النار في غزة.

كان لنا حوار مع عبدالفتاح دولة، المتحدث باسم حركة فتح، الذي حدثنا عن موقف الحركة من الأخبار المنتشرة بشأن الهدنة الإنسانية، بجانب قرار مجلس الأمن بسرعة نفاذ المساعدات الإنسانية للقطاع، وما إذا كانت الحركة تجهز ملفا عن انتهاكات الاحتلال بغزة لتقديمه للمحكمة الجنائية الدولية وغيرها من القضايا والموضوعات التي تخص العدوان الإسرائيلي على غزة وإلى نص الحوار.

 كثر الحديث مؤخرا عن هدنة في غزة .. هل تتوقع أن تكون مقدمة لوقف إطلاق نار تام بالقطاع؟

هناك جهود متواصلة تبذل للتوصل إلى هدنة إنسانية في قطاع غزة وتبادل للأسرى، لكن الاحتلال يسعى لفرض شروطه في طبيعة وأعداد الأسرى الذين ستشملهم الصفقة مقابل هدنة إنسانية قصيرة، بينما تصر المقاومة على شروطها بوقف إطلاق النار وأن أي صفقة للتبادل يجب أن تشمل كافة الأسرى في سجون الإحتلال مقابل أسرى الاحتلال لدى المقاومة، ولا أعرف مدى إمكانية تعاطي المقاومة مع  هدنة إنسانية لأيام . 

كيف تفسر تصريحات الاحتلال بشكل مستمر أنه لن يتم إيقاف الحرب في غزة؟

من الواضح وفقا لتصريحات رئيس وزراء الاحتلال نتنياهو ومجلس حربه، أن أي حديث وتفاوض حول هدنة إنسانية وتبادل للأسرى لا يعني وقف العدوان والعملية العسكرية في ظل الإعلان عن المرحلة الثالثة منها وإقامة منطقة عازلة في غالب أراضي القطاع، والتي تعني العودة إلى احتلال أحزاء من القطاع واستمرار العدوان على باقي الأجزاء ما يدلل أن الاحتلال يسعى إلى إعادة أسراه لدى المقاومة والاستمرار في العدوان، ما من شأنه إفشال أي هدنه إنسانية إن لم يكن الأمر مرتبط في موقف دولي حازم لوقف النار.

ما موقف حركة فتح من الهدنة الإنسانية؟

أي جهد لوقف المعاناة عن شعبنا في قطاع غزة هو أمر مطلوب ومرحب به، لكن علينا أن نكثف كل الجهود لوقف العدوان بشكل كامل حماية لشعبنا وما تبقى من قطاع غزة.

كيف ترى قرار مجلس الأمن باكتفائه بسرعة إنفاذ المساعدات لقطاع غزة؟

قرار مجلس الأمن بشأن سرعة إنفاذ المساعدات رغم أهمية دخول المساعدات إلى شعبنا في القطاع وزيادتها بعد التعديلات التي أجرتها الولايات المتحدة الأمريكية على مشروع القرار الذي تقدمت به دولة الإمارات بجهد مصري ودعم كامل من المجموعة العربية، والتي سعت من خلاله لوقف إطلاق النار، لكن خرج بهذا الشكل فهو يسهم في إغاثة شعبنا المنكوب جراء مجازر الابادة الجماعية والدمار الشامل.

هل ترى أن القرار يمثل أهمية في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة؟

 هناك نقطة في غاية الأهمية وهي ضرورة الوصول إلى وقف النار والعدوان لأن وصول المساعدات لن يكون سهلا في ظل استمرار العدوان، كما أن الأمر يبدو وكأنه يريد لشعبنا الفلسطيني في قطاع غزة أن يقتلوا شبعانين بدل أن يقتلوا جوعى، لذلك قيمة أي قرار أممي يكمن في قدرته على وقف النار وهو ما أعاقه وأفشله الفيتو الأمريكي الذي وقف في وجه العالم مجتمعا، وأصرت الولايات المتحدة من خلاله المضي في دعم العدوان وإحراج المجتمع الدولي الذي يظهر في حالة العجز بفشله في مجابهة الموقف الأمريكي ووقف العدوان عن شعبنا.

بما تفسر استمرار الدعم الأمريكى للاحتلال رغم انتقادات شعوب دول العالم لهذا الاحتلال وجرائمه؟

أمريكا تعبر دائما عن موقفها المعلن تجاه الدعم اللامحدود لإسرائيل التي يشكل وجودها في المنطقة مصلحة أمريكية، والرئيس الأمريكي بايدن هو صاحب مقولة "لو لم توجد إسرائيل لاوجدناها" إلى جانب أنه بحاجة للدعم اليهودي في الانتخابات الأمريكية القادمة، ولذلك وقفت أمريكا في وجه كل العالم من أجل إفشال قرارا أمميا لوقف النار والعدوان عن قطاع غزة والشعب الفلسطيني على الرغم من الحرج الذي تسبب لها به هذا القرار وهذا الدعم اللا محدود للاحتلال.

ولماذا عملت الولايات المتحدة على تغيير قرار مجلس الأمن بشأن المساعدات إلى غزة ولم تستخدم الفيتو؟

أمريكا أرادت أن تجنب نفسها ذات الحرج في المرة الثانية لطرح القرار وعمدت على تغيير شكل القرار دونما أن تصوت حتى على القرار معدلا وأرادت أن تظهر في المقابل أنها تسعى لهدنة انسانية من خلال تشجيعها ودفعها لمفاوضات جديدة مع المقاومة الفلسطينية، وهي أرادت من ذلك أن تغطي على موقفها في مجلس الأمن والتخفيف من حدة المعارضة الشعبية في أمريكا لموقف إدارة بلادهم الداعم للعدوان حتى لا يؤثر عليهم ذلك في الانتخابات، دون أن تتخلى عن دعمها "لإسرائيل" .

هل تخاطر واشنطن وتخسر شعوب العالم والمعركة الأخلاقية من أجل إنقاذ نتنياهو؟

أمريكا من الواضح أنها لا تكترث لنظرة العالم لها ، كما لا يزعجها أن تظهر بمظهر المهيمن على القرار الدولي، لكن ذلك من المفترض أن يحرج دور العالم واعادة حساباتهم في طبيعة دورهم الإنساني والمهني نجاه قضايا العالم وتجاه مسؤوليتهم في وقف العدوان عن شعبنا الفلسطيني وملاحقة الجناه والمجرمين مرتكبي جرائم الإبادة الجماعية وفقا لهذه المسؤولية التي تفقد دورها في ظل الهيمنة الأمريكية.

وهل تجهزون ملفا لتقديمه للجنائية الدولية حول تلك الجرائم المرتكبة في غزة؟

رصدنا ونرصد كافة الجرائم التي ترتكب بحق شعبنا وهناك ملفات جاهزة في هذه الجرائم التي تحصل على مرأى ومسمع العالم، ولا تحتاج إلى أدلة ولجان تحقيق واطلعنا العالم وامريكا عليها، وسنعمل أن تتحول إلى ملفات قانونية لاستخدامها لملاحقة الجناة ومحاسبتهم على جرائمهم بحق شعبنا إذ أن هذه الجرائم لا يجب أن تمر دون حساب.

وماذا عن تضييق الخناق وحملات الاعتقالات في الضفة الغربية وعدم التزام الاحتلال بأي قوانين دولية؟

العدوان على شعبنا هو عدوان شامل على غزة والضفة بما فيها القدس، وهو ترجمه لعقلية يمينية متطرفة تستند إلى مشروع صهيوني توراتي يستهدف القضية الفلسطينية ومستقبل وجود شعبنا ويسعى إلى عدم قيام دولة فلسطينية عبر سياسة الضم والقتل والتهجير.

ما هي تفاصيل تلك السياسة التى يستخدمها الاحتلال في الضفة؟

معالم هذا المشروع يسمي "بالخطة الحاسمة" ويطبق في الضفة الغربية في السنوات الأخيرة والتي شهدت عدوانا متواصلا في العامين الأخيرين، كما شهدت وتشهد حالة مجابهة وتصدي لجرائم الاحتلال التي لم تتوقف ودفع فيها شعبنا في الضفة مئات الشهداء جلهم من أبناء حركة فتح والأجهزة الأمنية، واليوم وفي ظل التحريض المتواصل على السلطة الوطنية الفلسطينية وقيادتها والرئيس محمود عباس أبو مازن والأجهزة الأمنية الفلسطينية واتهامها بممارسة ودعم "الإرهاب" والإرهاب السياسي"، وعدم إدانة المقاومة ودفع مخصصات أهالي الأسرى والشهداء وقطاع غزة، تمهد لاستهداف أوسع للضفة لضرب الكيانية السياسية والتمثيل الشرعي الذي يناضل من أجل حقوق شعبنا وصولا للدولة الفلسطينية التي أعلن نتنياهو أنه لن يسمح بقيامها متنصلا ومتحللا من كل الاتفاقيات والتفاهمات المنصوص إليها في اتفاق "اوسلو" وقرارات الشرعية الدولية وهو ما قد يفجر الأوضاع أكثر مما هو عليه الحال.

كيف يعمل نتنياهو على استخدام الحرب على غزة شريعة للاستمرار في الحكم؟

من الواضح أن نتنياهو الذي بات يعلم أن عمره في الحكم صار قصيرا بدأ حملة انتخابية مبكرة على حساب الدم والحق الفلسطيني، ويريد حماية وجوده واستمراره في الحكم بالمضي في عقلية القتل والاجرام وتبني خطاب ونهج اليمين التوراتي الذي يعتقد أنه مصدر الحماية لمستقبل وجوده بالإعلان عن مواصلة عدوانه على الشعب الفلسطيني، ورفضه بالسماح لأحد بحكم القطاع وتحلله من اتفاق اوسلو وعدم سماحه بقيام دولة فلسطينية وتبني خيار "إسرائيل الكبرى" التي تظهر مطامع الصهيونية في المنطقة والتي سيقود سلوكها الدموي ومشروع الضم والتهجير والعدوان الدموي أن لم يضع له العالم حد لتوسع ساحة الصراع إلى المنطقة بل والى العالم.

وهل تتوقع توسيع الصراع في المنطقة حال استمرار هذا العدوان على غزة؟

فلسطين وقضيتها تمثل مفتاح السلم والحرب في العالم، وأن الاستقرار والأمن في المنطقة لن يكون إلا بحل للقضية الفلسطينية وتحقيق الحرية والعدالة والدولة للشعب الفلسطيني، وما لم يحصل ذلك فإن البديل الانفجار الذي يسعى له نتنياهو الذي بات وجوده خطرا حقيقيا على المنطقة وعلى العالم.

وكيف ترى مصادقة الاحتلال على تخصيص أكثر من 20 مليون دولار للمستوطنات في الضفة الغربية؟

مصادقة حكومة الاحتلال على تخصيص أكثر من 20 مليون دولار للمستوطنات في الضفة الغربية، هو ترجمة عملية لمخطط التوسع  والضم، ومشروع تصفية القضية الفلسطينية، حيث إن بنيامين نتنياهو يتحدى العالم وقوانين المنظومة الدولية بالاعتداء على قرارات الشرعية الدولية التي تجرم الاستيطان والاحتلال وتدعو لقيام دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران للعام 1967، و️إفلاته من المحاسبة والعقاب أعطاه الضوء الأخضر للمضي في جرائم الاستيطان والتهجير والتطهير العرقي والابادة الجماعية، وعلى المجتمع الدولي مواجهة خطر نتنياهو قبل أن يفجر المنطقة ويغرقها في بحر من الدماء.