المصلحة تحكم.. رحلة ماسك من دعم فلسطين لزيارة رئيس إسرائيل

تختفي المبادئ في سبيل المصالح، ويعرقل صفواها العديد من الأهواء الشخصية، فمن الممكن أن يتبدل الحديث في لمح البصر من أجل تحقيق الأهداف الشخصية، فالأمر منذ البداية كان مجرد صفقة توقعها الجميع وبرهن على مصطلح «عدم الثبات على المبدأ» وهذا ينطبق تمامًا على إيلون ماسك الرئيس التنفيذي لشركة «تسلا».

نعي جميعًا أهداف ماسك من زيارته إلى مستوطنة «كفر غزة» في جنوب فلسطين والتي صوبت أذهان العالم كله إليه ما بين معارض ومتعاطف مع القضية الفلسطينية وما بين ناقم على زيارة الرئيس التنفيذي لشركة «تسلا».

موقف ماسك من القضية الفلسطينية

منذ اندلاع الحرب بين فلسطين وإسرائيل وماسك يساند غزة بكل ما أُوتي من قوة، فأتاح للجميع حرية مطلقة للتعبير عن أهوائهم ورغباتهم الشخصية، وترك منصة «إكس»، ساحة واسعة للشعوب للتعبير عن أهوائهم الشخصية.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل بادر ماسك بمساعدة أهالي غزة وإرسال أقمار Starlink استجابة لمطالب العالم كله، بعد تفعيل هاشتاج #starlinkforgaza لإنقاذ ضحايا فلسطين من الاحتلال الإسرائيلي الذي سلب الأرواح ونهب الموارد ويتم الأطفال وقطع جميع وسائل الاتصال في غزة وما حولها.

وسرعان ما تفاعل الجميع مع موقف ماسك الإنساني، فغرد الجميع على منصة «إكس» بأنهم يدينون بالكثير والكثير إلى مالك شركة «تسلا» الذي رد على ألكساندريا كورتيز نائبة مجلس النواب الأمريكي قائلًا «ستارلينك ستزود المنظمات الإغاثية العالمية المعترف بها في غزة بشبكة الاتصال».

المصلحة تحكم

لم ينتهي الأمر بعد، بل علق ماسك على منشور معادٍ للسامية عبر منصة «إكس» قائلًا «لقد قلت الحقيقة الفعلية» في إشارة منه لمعاداة السامية مما آثار غضب الجميع خاصةً البيت الأبيض.

وندد البيت الأبيض ما زعمه ماسك من معاداته للسامية، واعتبر الجميع أن هذا الأمر ما هو إلا نظرية مؤامرة قديمة تدعم وجود خطة سرية لليهود لإحضار مهاجرين غير نظاميين إلى الولايات المتحدة للقضاء على سيطرة الغالبية البيضاء.

وبسبب هذه التغريدة، سحبت شركة «آبل» جميع إعلانتها على منصة «إكس»، بجانب العديد من العلامات التجارية التي تصل إلى 100 علامة، كما كشفت الصحف الأجنبية عن خسارة ماسك ومنصته ملايين الدولارات التي تصل إلى 75 مليون دولار.

وفي هذا الصدد، زار ماسك مستوطنة «كفر غزة» في جنوب فلسطين اليوم الإثنين للقاء رئيس إسرائيل إسحق هرتسوج ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، حسبما كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت.

وكشفت العديد من الصحف، أن ما فعله ماسك كان بدافع المصلحة الشخصية، فبعد سحب الشركات إعلاناتهم، لم يتبقى في وسعه سوى الذهاب إلى فلسطين لمد يد العون إلى رئيس إسرائيل ورفاقه.