نتنياهو في مرمى النيران بسبب «هدنة غزة» المؤقتة
المعارضة ضد نتنياهو
وداد العربي
في سياق تصريحات مجلس الحرب المصغر «الكابينت» حول خطط انتشار قوات الاحتلال وقت الهدنة واستئناف الحرب في غزة بعد الهدنة، يتسارع الصوت المعارض الذي يحذر من حرب طويلة ويشكك في أهدافها الوطنية.
ويتحدث المحللون الإسرائيليون عن تغيير في سلوك بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، الذي يتحسس خطر المخاطر العسكرية، والذي من المفترض أن مصلحته في الحرب تتناسب مع مصلحة الجيش الإسرائيلي، الذي يسعى لتحقيق انتصار شامل لـ«حماس» بعد فشله في أكتوبر.
وأشار المحللون، إلى أن الهدنة لم تؤدي إلى تحقيق أهداف ملموسة، ويثير الاستمرار في القتال تساؤلات حول الغايات الحقيقية للحرب.
إطالة الحرب «تخدم مصلحة نتنياهو»
وكتب أوري مسغاف، وهو صحافي ومحاضر جامعي ومن قادة مظاهرات الاحتجاج، في «هآرتس»، أن «تصريحات وزير الدفاع غالانت والقيادة العليا في الجيش بأن القتال سيستمر لسنة، تخدم نتنياهو، وهي في كل الحالات تحتاج إلى نقاش استراتيجي وجماهيري، ويجب الاستيضاح إذا كانت إسرائيل مبنية لحرب تستمر لسنة، وما معنى هذا بالنسبة لمئات الآلاف في الاحتياط، ولمن يخرجون في إجازات دون راتب، وما تأثير ذلك على العاطلين عن العمل وعلى السوق والاقتصاد، ومن تم إجلاؤهم من الجنوب والشمال».
وتساءل: «مرة أخرى ما هو الهدف؟»، فيما تتعاظم التكهنات حول استراتيجية رئيس الوزراء نتنياهو، حيث يُشاع أنه يسعى لإطالة فترة الحرب لمصلحته الشخصية.
وأضاف «مسغاف»، أن استمرار الحرب يمنع استئناف محاكمة نتنياهو وتشكيل لجنة تحقيق رسمية وخروج غانتس وأصدقائه من الائتلاف الواسع والمستقر الذي قاموا بتشكيله من أجل الحرب.
ويعتقد محللون استراتيجيون أن بعد ستة أسابيع من الحرب، تبين أن قوة «حماس» لم تتأثر كثيرًا، ولم يحدث انهيار في صفوفها، كما أن الحرب لم تسفر عن تحرير رهائن أو قتل قادة بارزين في الحركة.
وكتب المعلق السياسي في «القناة 13» الخاصة بالاحتلال، رفيف دروكر، أن مصلحة نتنياهو تلك قد تتوافق مع مصلحة الجيش الإسرائيلي الذي لا يستطيع أن يكتفي بأقل من هزيمة كاملة لـ«حماس» بعد الفشل الكبير الذي مُني به في السابع من أكتوبر، ويقول إن تطابق المصالح هذا قد يؤدي إلى استمرار الحرب لأشهر طويلة، الأمر الذي يهدد اقتصاد الاحتلال على المدى الطويل
الأمر الذي جعل محلل الشؤون الاستراتيجية في صحيفة «هآرتس»، أمير أورن يتساءل عما إذا كانت هذه الحرب ستكون حرب الست أسابيع، وبما أن نتنياهو لم يحقق مطلبه فيها فقد تصبح حرب ستة الأشهر وربما 12 شهراً؛ أي حتى نوفمبر من العام المقبل».
ضغط أمريكي
تشير التحليلات إلى أن الضغط الأمريكي، خاصةً من إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، كان له تأثير في الإفراج عن الرهائن، ويُلاحظ أن بايدن، على الرغم من دعمه الكامل لإسرائيل، يرى التصاعد العسكري، وقد يعزز الضغط من أجل هدنة دائمة وتقدم نحو حل الدولتين.
وكتبت تسيبي شميلوفتس مراسلة يديعوت أحرنوت في واشنطن، أن «صفقة تحرير الرهائن جاءت بعد ضغط طويل من إدارة بايدن، وأن الضغط أصبح أكثر فأكثر كثافة كلما تبين الثمن السياسي الذي يدفعه الرئيس على دعمه لإسرائيل».
وتابعت مراسلة يديعوت أحرنوت، قائلة: «الصور من غزة تطغى على وسائل الإعلام الأميركية، والاستطلاعات تظهر أن بايدن يفقد بسرعة تأييد قاعدته الديمقراطية مع الدخول إلى سنة انتخابات حرجة».
تثير التساؤلات حول الهدف النهائي للحرب وخطط اليوم التالي. يتساءل الصحفيون والمحللون عن مصير مليوني شخص غير متورطين في حماس، وعن الآثار الاقتصادية والاجتماعية للاستمرار في الحرب، يُطلب من الحكومة التفكير بجدية في هدفها واستراتيجيتها، وإلقاء الضوء على العواقب الحتمية للاستمرار في مسار الصراع.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً