مثنى وثلاث ورباع.. حكم تعدد الزوجات في الإسلام

تعد مسألة تعدد الزوجات من الأمور التي تثير الجدل بين العديد من الناس، ويختلف حولها المتزوجون، ويتساءلون ما هو حكم هذا الأمر؟ وهل يجوز أن يتزوج الرجل أكثر من أمرأة دون سبب؟ وهل توجد شروط معينة للتعدد؟

يعتقد البعض أن تعدد الزوجات في الإسلام أمر مباح بدون شروط، وأن الزوج متى تيسرت له ظروف الزواج فليتزوج دون التفكير في زوجته الأولى أو حتى الحكمة من تعدد الزوجات.

ولكن الحقيقة أن الإسلام جاء ليحفظ كرامة المرأة وليس العكس، وقضية تعدد الزوجات لها أبعاد مختلفة يغفل العديد من الرجال عنها، فالأصل في الزواج أن يكون من امرأة واحدة يكتفي بها الرجل وليس الأصل في الزواج هو تعدد الزوجات كما يعتقد المتشددون.

وهنا يجب أن نفهم أن تعدد الزوجات ليس ممنوع شرعًا ولكنه مباح بضوابط وشروط معينة.

دار الإفتاء المصرية تحسم الجدل

أكدت دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الإلكتروني الرسمي أن من باب تصحيح المفاهيم وإرساء الحقائق يجب علينا أن نعلم أن الإسلام جاء بالحد من تعدد الزوجات، ولم يأت بتعدد الزوجات كما يظن الآخرون؛ فعن سالم، عن أبيه، أن غيلان بن سلمة الثقفي رضي الله عنه أسلم وتحته عشر نسوة، فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «اخْتَرْ مِنْهُنَّ أَرْبَعًا» أخرجه أحمد في "مسنده"، وابن ماجه في "سننه"، فالحديث أمر بالحد من عدد الزوجات لمن كان يزيد على أربع. ولم يرِد ما يدل على أنه يجب على من تزوج واحدة أن يتزوج أخرى؛ وذلك لأن تعدد الزوجات ليس مقصودًا لذاته، وإنما يكون تزوج الرجل مرة أخرى لأسباب عامة.

فزواج الرجل من امرأة أخرى حتى أربع نساء حكمه في الإسلام الإباحة إن كان قادرًا عليه، ولا يؤثر بالسلب والضرر البالغ على حياته الأخرى، قال تعالى ﴿وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَىٰ فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلَّا تَعُولُوا ﴾ [النساء: 3].

الأزهر الشريف يقول كلمته

أكد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إن رخصة تعدد الزوجات لم تأت في آية منفصلة أو حكم مطلق دون تقييد، وإنما وردت في سياق آية قرآنية تدافع عن اليتيمات من الظلم الذي قد يتعرضن له من قبل بعض الأولياء عليهن، وهو ما يجعلنا نرى الظلم الذي قد تتعرض له الزوجة الأولى بسبب التعدد، إذا لم يتم الالتزام بالشرط المتعلق به وهو العدل.

كما أوضح الطيب أن العدل بين الزوجات يكون في كل شيء حتى في بشاشة الوجه، وليس في الأمور المادية فقط.