«الإفتاء»: الجهاد بالكلمة أبلغ من السيف في هذا العصر
دار الإفتاء المصرية
نشوى حسن
أجابت دار الإفتاء المصرية عن السؤال التالي: «قضية القدس من القضايا التي تشغل بال العالم الإسلامي، فهل الجهاد والمقاومة هما السبيل الوحيد لتحرير الأرض العربية؟».
الجهاد بالكلمة
وأكدت «الإفتاء» أن الإسلام دين الرحمة والسماحة والعزة والكرامة، واستشهدت بقول الله سبحانه وتعالى لرسوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)، وقوله تعالي: (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ).
وأوضحت أن الأصل في الإسلام هو السلم والمسالمة لكل البشر لقوله تعالى: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ)، وأشارت إلى أنه لم يشرع الجهاد في الإسلام إلا لردّ عدوان المعتدين والدفاع عن الدعوة الإسلامية، خاصة إذا دخل الأعداء بلاد المسلمين.
وأضافت أن الجهاد في الإسلام مستمر طالما كان هناك عدو يحتل قطعة من بلاد المسلمين، ولكن الجهاد ليس قاصرًا على حمل السلاح وخوض المعارك فقط، وإنما قد يكون الجهاد بالكلمة أبلغ من الجهاد بالسيف خاصةً في هذا العصر الذي أصبحت فيه الدول تغزو بعضها إعلاميًّا وفكريًّا وسياسيًّا واجتماعيًّا.
وتابعت: «فأنواع الجهاد متعددة، ومنها الجهاد بالنفس، والجهاد بالمال، والجهاد بالكلمة، فإن الإسلام يحث المسلمين على أن يكونوا يقظين لكل ما يقوم به أعداء الإسلام من مكر وخديعة، وأن يكونوا مستعدين في كل وقت لرد عدوان المعتدين».
التبرع لأهل فلسطين
وأكد الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية السابق، أن الجهاد في سبيل الله تعالى شعيرة ماضية إلى يوم القيامة، وهو حق كفلته القوانين الأرضية أيضًا، ردعًا للمعتدى، وحفاظًا على العِرض والنفس والمال، والجهاد في اللغة هو استفراغ ما في الوُسع والطاقة من قول أو فعل.
وأوضح «جمعة» أن الشرع الشريف لم يجعل الجهاد قاصرًا على الجهاد بالنفس فقط، فهناك جهاد الكلمة وجهاد المال، والنصوص الشرعية العامة في الجهاد تنطلق على كل ما يكون في طوق المكلف وقدرته.
واستشهد بقول الله سبحانه وتعالي: (وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا)، وقوله سبحانه: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ تُؤْمِنُونََ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ).
وأضاف أن الشخص إذا وجد نفسه عاجزًا بنفسه عن دفع المعتدي الصائل على الأرض والعِرض من المسلمين، فإنه مطالب شرعًا ببذل ما يستطيع بماله عينًا أو نقدًا لصد العدوان.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً