154 عامًا على قناة السويس.. تاريخ طويل لشريان التجارة العالمية

يوافق اليوم الخميس 16 نوفمبر، الذكرى 154 لافتتاح الخديوي إسماعيل لقناة السويس وهي أطول ممر مائي في العالم حُفر بدم وعرق المصريين الذين ضحوا بحياتهم من أجلها، وتعتبر حلمًا تاريخيًا بدأ في عهد المصريين القدماء وأصبح واقعًا في عصرنا الحالي ويشهد له العالم بأسره.

قناة السويس القديمة

ويعتبر المصريون القدماء أول من فكر في شق قناة لربط البحر الأبيض المتوسط بالبحر الأحمر عن طريق نهر النيل وفروعه، وبدأ الملك سنوسرت الثالث، أحد ملوك الأسرة الثانية عشرة، عام 1874 ق.م. تنفيذ هذه الفكرة بهدف توطيد التجارة وتيسير المواصلات بين الشرق والغرب، لكن أُهملت فيما بعد.

وبدأت فكرة حفر القناة عندما نشبت أزمة اكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح، حيث ازدادت المنافسة التجارية بين الدول الكبرى، التي تريد أن تسوق بضائعها، وكان الهدف من حفر هذه القناة هو إنشاء طريق يمر بالبحر الأحمر والأراضي المصرية بالبحر المتوسط لتقليل المسافة التي تمر بها البضائع.

وظهرت فكرة هذا المشروع خلال تواجد الحملة الفرنسية في مصر، ولكن لم ينفذ المشروع في بداية الأمر بسبب بعض المعوقات، للاعتقاد بأن منسوب البحر الأحمر أعلى من البحر المتوسط، لذا كان المشروع غير قابل للتنفيذ.

حفر قناة السويس

أما التاريخ الحقيقي لقناة السويس فيبدأ من فرمان الامتياز الأول وما تلاه من فرمانات مرورًا بضربة الفأس الأولى في أعمال الحفر وصولاً إلى انتهاء أعمال الحفر التي توجت بحفل الافتتاح.

وصدر فرمان الامتياز الأول الذى منح فرديناند ديلسبس حق إنشاء شركة لشق قناة السويس فى 30 نوفمبر 1854، ونص في مادته الأولى على أن: «ديلسبس يجب أن ينشئ شركة ويشرف عليها».

ونصت المادة الثانية للفرمان أن: «مدير الشركة يتم تعيينه بمعرفة الحكومة المصرية»، وفى مادته الثالثة أقر بأن «مدة الامتياز تسع وتسعون سنة تبدأ من تاريخ فتح القناة»، وفى 25 أبريل 1859 بدأ العمل في حفر قناة السويس رغم اعتراضات انجلترا.

في مثل هذا اليوم السادس عشر من نوفمبر  في عام 1869، افتتحت قناة السويس، في عهد الخديوي إسماعيل، الذي أقام حفلا أسطوريًا بهذه المناسبة التاريخية العظيمة، وحرص على دعوة ملوك العالم.

تأميم قناة السويس

أعلن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في خطابه التاريخي في مدينة الإسكندرية في 26 يوليو 1956  قرار تأميم قناة السويس.

 ونصت المادة الأولى من القرار على أن: «تؤمم الشركة العالمية لقناة السويس البحرية شركة مساهمة مصرية، وتنقل إلى الدولة جميع مالها من أموال وحقوق وما عليها من التزامات».

قناة السويس الجديدة

يعتبر مشروع قناة السويس الجديدة من أهم المشروعات التي نفذت في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، وهي عبارة عن فرع بطول 35 كيلو مترًا يمر بموازاة قناة السويس الأصلية التي يبلغ طولها 190 كيلو مترًا.

وساهم مشروع قناة السويس الجديدة في زيادة القدرة الاستيعابية للقناة وتطوير تصنيفها وتعظيم القدرات التنافسية من خلال إضافة شريان جديد، وتفادى أي تحديات ملاحية طارئة، وتقليل زمن عبور السفن للنصف والمساهمة في تحقيق أعلى معدلات الأمان الملاحي.