أحمد بلال البرلسى في حوار لـ«الجمهور»: الأحداث فى غزة طغت على الانتخابات الرئاسية وأفقدتها قيمتها
النائب أحمد بلال
حوار - أحمد المقدامي
- الأحداث في غزة طغت على الانتخابات الرئاسية وأفقدتها قيمتها الكبيرة
- المواطن لا يشعر بدور البرلمان لأن البرلمان في حالة خمول
- قانون التصالح تم تعديله 4 مرات وهذا يعطل مصالح المواطنين
- تأخير صدور الشكل النهائي لقانون التصالح أفقد الدولة 75 مليار جنيه
- هدف نتنياهو من حرب غزة التقاط أي صورة لإقناع شعبه أنه منتصر وقوي
- حرب غزة وتداعيتها لن تنتهي إلا برحيل نتنياهو
- الغرب يدعم إسرائيل لأنها بمثابة قاعدة عسكرية تحمي مصالحه الاستعمارية في المنطقة
- حزب التجمع لم يتراجع دوره ولكن الحياة الحزبية في مصر هي المتراجعة
مع تطور الأحداث في الآونة الأخيرة، أصبح هناك جدل وحديث في الشارع المصري حول القضايا الداخلية والخارجية ومع اقتراب الاستحقاق الانتخابي الأهم والأبرز في تاريخ مصر، متزامنا مع أحداث الحرب الأخيرة في غزة، تسأل المواطن المصري عن دور ممثليه في البرلمان، والذين يمثلون صوته ويعبرون عن أماله وطموحاته، ويبرزون مشاكله ويعملون على حلها، ويوضحون الرؤى المبهمة له، لذا وقع اختيارنا على أحد أبرز النواب الشباب والذين استطاعوا خوض الانتخابات البرلمانية منفردا، ليحصد رقما قياسيا من الأصوات في مدينة هي الأصعب، نظرا لتاريخها السياسي الحافل خاصة على الصعيد العمالي، لذا كان النائب أحمد بلال هو الأفضل والأجدر وخير من يوضح لنا الأحداث وخلط الأوراق الناجم عن تسارعها، ويشرح لنا الوضع في غزة نظرا لخبراته الصحفية وتخصصه الدقيق في الشأن الإسرائيلي وكان لنا معه الحوار التالي:
ما رؤيتك للوضع على الساحة السياسية الآن خاصة في ظل الزخم الحاصل بسبب الانتخابات الرئاسية؟
أنا شايف إن الحرب على قطاع غزة جعلت الاهتمام الأكبر للمواطن منصبا على الأحداث الخارجية ومتابعة الشأن الفلسطيني، خاصة في جانب جمع المساعدات، وبالتالي قضية الانتخابات الرئاسية على الرغم من أنها الحدث الأكبر والأضخم إلا أنه لم يعد يتربع على سلم الأولويات في اهتمامات المواطن المصري في الوقت الحالي.
وأضاف النائب قائلا: “حتى المرشح الأبرز عبدالفتاح السيسي طلب توجيه التبرعات الموجهة لحملته لصالح قطاع غزة وبالتالي ده بيشير إلى مدى طغيان قضية فلسطين على الاهتمام الداخلي في مصر، وانا في تقديري أنه كان هناك فرصة حقيقية للأحزاب التي دفعت بمرشحين لخوض هذه الانتخابات، أنهم يعملوا حالة من الحراك وحالة من الدعاية لأحزابهم ويستعدوا لمعركة انتخابية أخرى أي أن كانت النتيجة، إلا أنه هذه الفرصة ضاعت بسبب ما يحدث في فلسطين من حرب وحشية”.
إذًا لماذا لا يشعر المواطن بالبرلمان وما يحدث به هل ذلك بسبب خمول الوضع السياسي الداخلي؟
على العكس ده خمول في البرلمان والسؤال الأصح متى يشعر المواطن بالبرلمان معه، ويحدث هذا عندما يتبنى البرلمان ويضع على رأس أولوياته مشاريع القوانين التي تمس الحياة اليومية للمواطن.
يعني مثلا أنا في طريقي للبرلمان الآن لمناقشة قانون التصالح الذي صدر في 2019 ثم صدر له تعديل في 2020 وناقشناه قبل شهور واليوم نناقشه للمرة الرابعة، استعدادا لعرضه على الجلسة العامة بعدما سحيته الحكومة لإدخال تعديلات عليه، فلك أن تتخيل 4 سنوات الحكومة غير قادرة تفعيل القانون وده بينعكس على المواطن، بمعنى أن المواطن مش قادر يصب سقف أو يدخل غاز وكهربا لأنه لا يمتلك "نموذج 10" الخاص بالتصالح، على الرغم من أن توجه الدولة الآن والقيادة السياسية هو الاعتماد على الغاز علشان المناخ والبيئة النظيفة كبديل للوقود ومشتقاته.
وأكد أن نموذج 10 لم يصدر حتى الآن، ويوجد 2 مليون و700 ألف مواطن تقدموا بطلبات تصالح لم يتم إنهاء أى ملفات منهم سوى 32 ألفا فقط، فلك أن تتخيل أنه في خلال 4 سنوات تقدم هذا العدد ولم يتم إنهاء سوى هذا الرقم القليل، إذن هذا وضع غير منطقي بالمرة، وهنا يجب أن يتدخل البرلمان حتى إذا تأخرت الحكومة أو لم تقدم تعديلاتها فيستدعيها البرلمان وهذا حدث بالفعل.
مشيرا إلى أن الضرر الناجم عن تأخر القانون لا يتضرر منه المواطن فقط ولكن الحكومة أيضا، فالحكومة جمعت جدية تصالح حوالى 23 مليار جنيه، والمواطنون يريدون الدفع للحكومة لإنهاء ملفاتهم بإجمالي مبالغ 75 مليار جنيه لم تحصل بعد، حيث إن نسبة جدية التصالح كانت 25% فقط من إجمالى مبلغ التصالح، وهذا الكم من المليارات التي لم يتم تحصيلها بمثابة إهدار كان يمكن أن يغنينا عن المزيد من القروض.
بحكم خبراتك في الشأن الإسرائيلي كيف ستنتهى هذه الأزمة الإنسانية وتلك الحرب الشعواء بين فلسطين وإسرائيل وتحديدًا فى غزة؟
لا أعتقد أن هناك سيناريو واحدًا لتلك المسألة، فنحن نعيش في عالم القطب الواحد وبالتالي ما يقرره هذا القطب الواحد يتم فرضه على العالم، بمعنى أن ما يقوله الأمريكان يفرض على الجميع بما فيهم الإسرائيليون، والدليل على ذلك لو سألت أي شخص عن اسم وزير خارجية إسرائيل، فلن يجيب، أما لو سألته عن وزير خارجية أمريكا سيجيب بسرعة "بلينكين" والذي يعد وزير خارجية إسرائيل الآن.
واستطرد قائلا "بايدن هو اللي بيقول أه وهو اللي بيقول لأ بعيدا عن مناورات بنيامين نتنياهو، وبالتالي أنا أعتقد أن هناك صراعا آخر مؤجلا داخل إسرائيل نفسها، وهو ما سيحسم الشكل النهائي لما يحدث في غزة، وبكل صراحة هذه الحرب هي حرب إعلامية بحته، فكل ما يستهدف نتنياهو هو أخذ صورة من على شاطئ غزة وكأنه احتل قطاع غزة بالكامل، أو يأخذ صورة في المجلس التشريعي الفلسطيني وكأنها دلالة على إسقاط سلطة حماس، لكن الواقع هل سيطرت إسرائيل على كامل أراضى القطاع من غلاف غزة إلى الشاطئ؟ بالطبع لا لم يحدث هذا كلام مستحيل؟ هل سقطت حماس لا طبعا الكلام دا غير صحيح؟ هل هما واجهوا مقاتلين من المقاومة لا طبعا حتى الآن إسرائيل تواجه أشباحا وبالتالي ما يستهدفه بنيامين نتنياهو من هذه الحرب هو ترميم صورته الشخصية أمام إسرائيل، وثانيا يسعى لتحسين صورته أمام ائتلاف الحكومة، وثالثا صورة مؤسسات الدولة الإسرائيلية وكل هذا يحدث أمام المجتمع الإسرائيلي لحماية نفسه من دخول السجن أمام الإسرائيليين.
وأضاف أن ما يحدث من رئيس الوزراء الإسرائيلي هو ترميم لشخصية أمام المجتمع الدولي والدول الغربية، واصفا الاقتصاد الإسرائيلي بأنه ما هو إلا اقتصاد فقاعة، لأن إسرائيل لا يوجد بها اقتصاد حقيقي بالرغم من كل هذه النجاحات التي تحققها إسرائيل في هذا الملف من التقدم العلمي والتكنولوجي، لافتا إلى أنه بالرجوع لاقتصاد إسرائيل سوف نجد أن أكثر الأشياء في اعتماداته هي المساعدات والتعويضات الألمانية وما تجمعه الوكالة اليهودية من مساعدات ودعم، مردفا أن ألمانيا وأمريكا ترسل مبالغ طائلة لإسرائيل كل عام.
وحول الخسارة المالية لإسرائيل في حربها على غزة أشار قائلا: إن جيش الاحتلال يخسر مليار دولار كل ثلاثة أيام في الحرب علي غزة، متابعا أن إسرائيل حتى الآن تكبدت خسائر مالية وصلت لـ50 مليار دور ولم تحقق أي هدف حتى الآن في الحرب، وكل ما تسعى إليه حاليا هو تحسين صورتها أمام المجتمع الغربى، مستشهدا بقول الرئيس الأمريكي جو بايدن والذي قال لو لم تكن إسرائيل موجودة لكنا اخترعنا إسرائيل لأنها حامية للمصالح الغربية والأمريكية في المنطقة، فهى بمثابة قاعدة عسكرية لهم، في منطقة مليئة بالثروات وتمثل أهم ممر تجارى في العالم رابط بين القارات، يجب ألا يكون بها قوة إقليمية مناوئة لهذه الدول الغربية والاستعمارية.
وتابع قائلا: "أى حد يجي يرفع رأسه في المنطقة تدخل إسرائيل البلطجي بتاعهم يضربه على رأسه"، مؤكدا أنه إذا فقدت إسرائيل قوتها، فستفقد التمويل الغربي والأمريكي لها، وبالتالي هذا هو الهدف من الحرب فأي تهديد لإسرائيل يصبح تهديدا وجوديا، لأن هذا الكيان يستمد قوته من الخارج وليس من الداخل.
وكشف بلال أن الحرب ستنتهي بمجرد تحسين الشروط التفاوضية لإسرائيل، بمعنى نتنياهو يسعى الآن إلى الترويج لاحتلاله غزة من خلال الإعلام، حتى يكون التفاوض على الإفراج عن الأسرى مقابل الانسحاب، وليس كما تريد حماس صفقة تبادل الأسرى وتبييض السجون الإسرائيلية بعد الإفراج عن جميع المحبوسين داخلها، وبالتالي لا تدفع إسرائيل تكلفة تجعل المجتمع الإسرائيلي تنقلب على نتنياهو، فإذا تم الإفراج عن جميع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال فسينهار نتنياهو وستتم محاكمته داخل إسرائيل.
مضيفا: اليوم نرى نتنياهو يطالب بالإفراج عن بعض الأسرى مقابل خمسة أيام من الهدنة وبالتالي هذا يظهر نتنياهو بمظهر القوى داخل المجتمع الإسرائيلي، لذا شكل الحرب وتداعيتها ستحددها الحكومة الإسرائيلية المقبلة، وهذا سيحدث بنسبة كبيرة ولن يستمر بنيامين نتنياهو في منصبه، وهذا لأن الإسرائيليين وقت الحرب يتوحدون حتى ألد أعداء نتنياهو الجنرال "غانس" رئيس الأركان الإسرائيلي الأسبق أصبح يطالب باستمرار نتنياهو في منصبه وقت الحرب ويرفض الإطاحة به وقت الحرب.
موضحا أن المعارضة التي طالما توحدت ضد نتنياهو لدرجة جعلت جماعة الإخوان المسلمين داخل إسرائيل تصبح شريكا حكوميا لأول مرة في تاريخهم من أجل إسقاط نتنياهو، اليوم هم يدعمون بقاءه، وكذلك باقي الأحزاب المعارضة لنتنياهو لن تسمع لهم صوتا الآن، نقطة أخرى ما تسمى بحركات السلام في إسرائيل لن تسمع لها صوتا الآن، إذن انعكاسات تلك الحرب على الداخل الإسرائيلي كبيرة ومهولة، وبالتالي ستأتى حكومة جديدة، هذه الحكومة هي التي ستحدد تداعيات الحرب على قطاع غزة، وإما أن تستمر على نهج نتنياهو وهذا الأمر ضعيف أو ستأخذ قرارا بالانسحاب من القطاع.
دعنا نعود للشأن الداخلي مرة أخرى ولدينا سؤال أين حزب التجمع من الساحة السياسية الآن؟ وكيف انحسر دوره من حزب يقود الأحزاب المدنية لحزب تأثيره محدود ولا يكاد يذكر؟
أولا لم يتراجع دور التجمع وإنما تراجعت الحياة الحزبية والسياسية في مصر، ولا يليق أن الإعلام المصرى والصحافة المصرية لا تنشر كلمات النواب تحت قبة البرلمان، ولا يليق أن نائبا يمثل الشعب المصري يعلن موقفه تحت القبة والصحافة المصرية والإعلام، وحتى بعض الزملاء أصبح لديهم من الرقابة الذاتية ما يجعلهم يقولون إن هذا صالح للنشر وهذا غير صالح للنشر.
مضيفا وأنا كنائب عن حزب التجمع إذا لم ينشر موقفى في البرلمان فكيف سيعرف الناس موقف الحزب وينضمون إليه.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً