هل ظلم عادل إمام زكريا الدرديري في أفلامه؟

«زكريا الدرديري الذي أضحك الملايين ومات وحيدًا».. كثيرًا ما يظن الجمهور أن نجوم الوسط الفني من أثرياء القوم، كما يقولون «ياما هنا وياما هناك»، ولا أحد يعلم ما خلف الكواليس وحياتهم البائسة، حيث ينتهي الحال بأغلبهم بالموت فقيرًا وحيدًا، وقد لا يجد بعضهم حق نقود الدفن والجنازة، وهذا كان مصير الفنان الراحل يوسف عيد، الذي انتهى به الحال في منزله وحيدًا، وبالرغم من مشاركته مع كبار النجوم وملفه الفني الذاخر بالأعمال، إلا أن جنازته  شهدت غياب الوسط الفني.

كل ما استطاع أن يجنيه يوسف عيد من عمله في مجال التمثيل، هو محبة الجمهور وإيفهاته التي لا يمكن نسيانها، فكان من رابع المستحيلات أن يشارك في عمل دون أن يترك بصمة به، ويشتهر بـ «إيفيه» جديد، يحدث صدى رنان في الشارع المصري، وبالرغم من موهبته الفنية العالية إلا أنه لم يحالفه الحظ ليصبح من نجوم الصف الأول، وعاش مظلوما ومات مظلومًا.

تعاون «عيد» مع الفنان عادل إمام في أكثر من عمل فني، حقق خلالهم نجاحًا كبيرًا، ولكن لم يحظ سوى بدور صغير في كل عمل منه بالرغم من موهبته، وتمر الشهور ويأت اليوم لنتذكر يوسف عيد من جديد في ذكرى ميلاده، فهو ولد في مثل هذا اليوم من عام 1948.

هل ظلم عادل إمام يوسف عيد؟

كان يوسف عيد بمثابة تميمة الحظ للفنان عادل إمام، فلا يوجد فيلم لهذا الثنائي سوى وأن كان يتميز بـ «إيفيه»، ظل عالقًا في ذهن الجمهور إلى يومنا هذا، ولكن في كل عمل تعاون به يوسف مع الزعيم، لم يحظى سوى بدور صغير، و«سكسيه» الجمهور.

ومن المعروف عن عادل إمام أن صاحب فضل على كثير من النجوم، وساهم في صنع نجومية العديد من الفنانين، لكن الشيء الوحيد الذي لا يمكن أن يغفله أحد، هو حرصه الدائم على أن يكون النجم الأول والمتصدر الوحيد في المشهد بكافة أعماله الفنية.

كما يعتمد الزعيم على ضرب الفنانين المشاركين معه في العمل خلال أحداث الفيلم، كنوعًا من «الإيفيه»، وهو ما اعتبره كثيرًا من لنجوم بمثابة إهانة كبيرة لهم، وهو ما أدركه الفنان نجاح الموجي، وقفل باب التعاون الفني في وجه عادل إمام، ورفض مشاركته في أحد الاعمال السينمائية، لأنه شعر منذ اللحظة الأولى أن تعاونه مع الزعيم سيكون أو ضربة «مفك» في مشواره الفني.

ولم يكن نجاح الموجي، الفنان الوحيد الذي رفض العمل مع الزعيم بسبب تلك النقطة، وبالرغم من ذلك قبل يوسف عيد أن يكون «ورقة اليانصيب الرابحة» في أعمال عادل إمام، لأنه لم يكن أمامه سوى القبول، فهو يعتمد على الفن كمصدر دخله الوحيد، ولا يملك من المال ما يكفيه حتى يرفض ما يؤتيه من أعمال.

وساهم ذلك في حصره بخانة الأدوار الصغيرة، وضاع حلم النجومية والثراء، الذي كان يراوده منذ الطفولة، لذلك وضع في خانة «الشقيان»، وظل حتى آخر لحظة له في مجال التمثيل، يعمل «باليومية».

أشهر إيفهات يوسف عيد

قدم يوسف عيد أكثر من 240 عملًا فنيًا، وهو كان من خريجي المعهد الأزهري، ولكنه قرر أن يترك الدراسة الجماعية ويسعى وراء حلم التمثيل، ونجح في أن يخلق لنفسه حالة متفردة في عالم الكوميديا، وكانت إيفهاته تلقى إعجاب الجمهور في كل مرة.

ومن أشهر إفيهاته «الأستاذ زكريا الدرديرى مدرس رياضيات وفرنساوى لغاية ما يجيبوا مدرس فرنساوى»، و«محسوبك المعلم عبده أجرنى صاحب مكتب حانوتى الشباب وشعاره عزيزى العميل اختار تربتك بنفسك»، و«أضربك فين مفيش فى وشك مكان».