الجمعة، 20 سبتمبر 2024

04:00 ص

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

سقوط الكيان.. لعنة العقد الثامن تطارد إسرائيل بعد أحداث غزة

يهود أمام القدس

يهود أمام القدس

وداد محمد

A A

لعنة العقد الثامن، حديث الساعة في إسرائيل، مضمونه أن دولة إسرائيل التي تأسست فعليًا منذ 75 ، مع إعلان 1948م، سيزول وجودها في العقد الثامن.

فكرة العقد الثامن مبنية على أن دولة إسرائيل ستنتهي في عقدها الثامن، أي قبل مرور 80 سنة على تأسيسها، مبنية على نبوءة العقد الثامن، التي تكررت سابقًا في عام 70م، عندما دمر الرومان الهيكل الثاني في القدس، ما أنهى مملكة الحشمونئيم، وهي مملكة يهودية تأسست بين القرن الأول قبل الميلاد والقرن الأول بعد الميلاد، وتدمرت في العقد الثامن نتيجة الحروب بينها وبين الرومان.

ومع اقتراب نهاية العقد الثامن، وعملية طوفان الأقصى، التي تمكنت المقاومة الفلسطينية من الدخول الممنهج المنظم إلى الكيان المحتل.

وتدول نشطاء إسرائيلون منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، عقب الاعتداءات الأخيرة على قطاع غزة وزيادة وتيرة الهجرة العكسية من إسرائيل إلى خارجها، وجاءت منشورات التواصل الإجتماعي الإسرائيلية تتحدث عن لعنة القرن الثامن، ما بين مؤيد ومحذر.

تجاوز الأمر نشطاء مواقع التواصل الإسرائيليين إلى صفوة المجتمع الإسرائيلي، الذين تحدثوا عن لعنة سقوط إسرائيل مع نهاية العقد الثامن، مثل العديد من المؤثرين في المجتمع الإسرائيلي منهم الساسة والأكاديميين والمؤرخين والعسكريين وحاخامات يهود أيضاً.

ايهود باراك: نواجه مستقبلًا صعبًا

في مقال لرئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود باراك في موقع يديعوت أحرنوت الإخباري بتاريخ 8 مايو 2022، حذر باراك من "خطر العقد الثامن" على "دولة" الاحتلال، وذلك في ضوء قوة تأثير الرواية التاريخية الصهيونية في الوعي الصهيوني الجمعي، والتي تتحدث عن أنَّ مملكة النبي داوود وسليمان بلغت نهايتها كمملكة موحّدة في العقد الثامن من عمرها.

ورأى باراك أنَّ هذه الرواية التاريخية تلعب دورًا مهمًا في تشكيل الهوية اليهودية والإسرائيلية، وأنَّها تؤدي إلى اعتقاد الإسرائيليين بأنَّ "دولة" الاحتلال معرضة للخطر في العقد الثامن من عمرها.

وذكر باراك أنَّ إسرائيل تبلغ عامها الـ74 في عام 2022، وأنَّها بذلك تدخل العقد الثامن من عمرها، وأنَّ هذا الأمر يثير القلق لدى العديد من الإسرائيليين.

وأشار رئيس الوزراء السابق إلى أنَّ هناك العديد من العوامل التي تزيد من خطر زوال "دولة" الاحتلال في العقد الثامن، منها:

▪️استمرار الصراع مع الفلسطينيين، والذي قد يؤدي إلى حرب شاملة أو انتفاضة شعبية واسعة النطاق.

▪️التهديدات الأمنية من إيران وحزب الله.

▪️ الانقسامات الداخلية في المجتمع الإسرائيلي.

وحذر باراك من أنَّ "دولة" الاحتلال قد تواجه مستقبلًا صعبًا في العقد الثامن، وأنَّ عليها اتخاذ إجراءات عاجلة لتجنب زوالها.

وشدد باراك على ضرورة أن تركز "دولة" الاحتلال على حل الصراع مع الفلسطينيين، وأن تعمل على تعزيز الوحدة الداخلية في المجتمع الإسرائيلي.

ورأى باراك أنَّ نجاح "دولة" الاحتلال في التغلب على هذه التحديات سيعتمد على قدرتها على تجاوز "لعنة العقد الثامن".

وفيما يلي بعض التعليقات على مقال باراك:

التعليق الأول:يعكس مقال باراك القلق الذي يساور العديد من الإسرائيليين بشأن مستقبل "دولتهم".

التعليق الثاني: يسلط المقال الضوء على أهمية الرواية التاريخية في تشكيل الهوية الوطنية.

التعليق الثالث: يدعو المقال الإسرائيليين إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لتجنب زوال "دولتهم".

حتمية الفناء

رأى المؤرخ الإسرائيلي بيني موريس أن دولة إسرائيل محكوم عليها بالفناء. واستند موريس في تحليله إلى عدة عوامل، من أهمها:

العامل الديموغرافي: يعتقد موريس أن العرب أكثر عددًا من اليهود في المنطقة بين الأردن والبحر المتوسط، وأن هذه الغلبة العددية ستؤدي في النهاية إلى أغلبية عربية في إسرائيل.

العامل التاريخي: يشير موريس إلى أن اليهود في فلسطين كانوا دائمًا أقلية، وأنهم تعرضوا للاضطهاد من قبل الأغلبية العربية.

العامل السياسي: يعتقد موريس أن إسرائيل لا تملك القدرة على حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وأن ذلك سيؤدي إلى تدهور الأوضاع في المنطقة.

بناءً على هذه العوامل، يتوقع موريس أن تنتهي دولة إسرائيل خلال 30 إلى 50 عامًا.

أزمة 75 سنة

قالت البروفيسيرة عينات شوشان رفائيلي الأكاديمية المتخصصة في المجتمع الإسرائيلي في مقال نشر على موقع "يسرائيل زمن" : "يشير التاريخ الإنساني إلى أن دول العالم تمر بأزمات في العقد الثامن من عمرها، سواء قبل أو بعد ذلك بقليل. فعلى سبيل المثال، عاشت الولايات المتحدة حربها الأهلية بعد أن بلغت الثامنة والخمسين من عمرها، وتفكك الاتحاد السوفييتي بعد نحو سبعين عامًا من تأسيسه، وغيرت إيطاليا النظام وأصبحت فاشية في عقدها الثامن (1860). وفي كل هذه الحالات، كانت الحروب القبلية داخل البلدان تهدد مستقبلها أيضًا".

واشارت "في بلادنا، كانت هناك مملكتان يهوديتان قبل قيام دولة إسرائيل، الأولى مملكة يهودا والثانية مملكة الحشمونائيون. وقد تعرضتا للتدمير والانهيار في العقد الثامن من سيادتهما إثر صراعات داخلية. والآن، للمرة الثالثة، يجب ألا نستسلم لهذه الإحصائية!"

كما أضافت شوشان "إن قيام دولة إسرائيل قبل نحو خمس وسبعين عاماً كان بمثابة محاولة النجاح في تحدي العقد الثامن. واليوم، فإن القبائل في المجتمع الإسرائيلي، والتي تتكون من مجموعة كبيرة من رأس المال البشري الملون والخاص والمتنوع الذي يحمل قيمًا غير متجانسة ومختلفة عن بعضها البعض - اليهود العرب والدروز، الحريديين التقليديين العلمانيين، المزراحيين الأشكنازيين، اليمين واليساريين، المحاربين القدامى، المهاجرين الجدد، المناهضين للصهيونية، وبعض الصهاينة - تهدد بتفكيكها من الداخل."

وإسترسلت البروفيسيرة قائله "في الأشهر الأخيرة، شهد المجتمع اليهودي خلافات صعبة تهدد بتفكيك الاستقرار والوحدة. هذا الانقسام الداخلي والتعصب والانقسامات هو ما يعرض العقد الثامن للخطر."

وأنهت مقالها "لا يمكن التنبؤ بالمستقبل، ولكن يمكننا استشراف التحركات الصحيحة التي يجب اتخاذها للخروج من هذه الأزمة."

الوقت ليس في صالحنا

رأى الجنرال المتقاعد شاؤول أر إيلي في مقال له في صحيفة هآرتس، أن الحركة الصهيونية فشلت في إقامة دولة إسرائيلية بأغلبية يهودية، وأن الوقت ليس في صالح إسرائيل.

وأشار أر إيلي إلي أن  "الحركة الصهيونية كانت تأمل في إقامة دولة إسرائيلية بأغلبية يهودية، ولكن هذا لم يحدث. فاليوم، يشكل العرب حوالي 25% من سكان إسرائيل، والعدد في ازدياد. وهذا يعني أن إسرائيل ليست دولة يهودية بالكامل، وأنها ليست آمنة كما كانت تأمل الحركة الصهيونية".

  • حاخامات "ناطوري كارتا" يعارضون دولة إسرائيل بسبب مخالفتها لتعاليم اليهودية

منذ 15 عام استضاف برنامج "بلا حدود" التابع لقناة الجزيرة يزرائيل ديفيد وايز، الناطق الرسمي باسم الجماعة اليهودية "ناطوري كارتا" حينها، وقال الحاخام، إن الدولة الصهيونية غير شرعية بحسب تعاليم اليهودية، وتعد تمردًا على أوامر الله، وأن مجرد وجودها "شر" وعصيان لله.

وأوضح الحاخام وايز أن اليهود أقاموا وطنًا على أرض مسكونة لآخرين، وأن ذلك يعد انتهاكًا لقوانين اليهودية، التي تحرم الاستيلاء على أرض الغير.

وأضاف الحاخام وايز أن حتى لو أقام اليهود دولتهم في أرض لا يسكنها أحد، فهو أيضًا أمر محرم، لأن ذلك يعد مخالفة لأمر الله الذي أمر اليهود بالعيش في الشتات حتى مجيء المسيح.

وبالتالي، فالمجتمع الإسرائيلي لم يستبعد أن يشهد العقد الثامن من عمر "إسرائيل" تغيرات مأسوية، وأن تتحقق نبوءة العقد الثامن مجدداً. كما حدث في عام 70م، عندما دمر الرومان الهيكل الثاني في القدس، مما أنهى مملكة الحشمونئيم. وأدى لانقسامها إلى مملكة "إسرائيل" الأشكنازية ومملكة المتدينين واليمين (يهودا)ومنذ ذلك الحين، يحيي اليهود ذكرى هذا الحدث الحزين كل عام بصوم 9 آب/أغسطس، وهو يوم الحداد الرسمي على خراب الهيكل.

search