في حواره لـ«الجمهور»..
وائل الدحدوح: مستمرون في تقديم رسالتنا رغم الألم والوجع.. والاحتلال الإسرائيلي يستهدف الصحافة
وائل الدحدوح
كتب أحمد محمود
- واجبنا أن نستمر في فضح جرائم الاحتلال
- أكثر من 35 صحفيا استشهدوا في حرب غزة
- الاحتلال يستهدف مكاتب ومنشآت صحفية
- إلى متى يصمت المجتمع الدولي عن جرائم الاحتلال
ظل اسمه حديث العالم لسنوات، مشهد احتضانه لحفيده الذي استهدفه قصف الاحتلال الإسرائيلي مع عائلته، أبكى الملايين حول العالم، ليقول حينها جملته الشهيرة «ينتقمون منا في لأولادنا معلش»، وجد نفسه في لحظة بدلا من أن يكون ناقلًا للخبر والمعلومة أصبح هو الخبر ذاته، رغم ذلك ظل ثابتا مستكملا لرسالته في فضح عدوان الاحتلال على قطاع غزة.
كلماته كانت الرسالة التي استند لها وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي خلال كلمته أمام الأمم المتحدة ليفضح فيها جرائم الاحتلال عندما اكد أن زوجته وأبنائه لم يكونون مسلحين لتقصفهم إسرائيل، إنه الصحفي وائل الدحدوح، الذي كانت واقعة استهداف عائلته أحد أبرز الدلائل على إجرام هذا الاحتلال ضد شعب غزة أمام العالم.
حديثنا مع الصحفي والمراسل الفلسطيني وائل الدحدوح، ملئ بالشجن والألم، هذا الرجل الذي تحدث معنا بعد أيام قليلة من استشهاد زوجته وابنته وابنه وحفيده، وعدد كبير من أفراد عائلته، خلال قصف إسرائيلي استهدف منزل العائلة، جاء له خبر الوفاة وهو ينقل معلومة استهداف المنطقة التي يقطن فيها عائلته، إلا أنه أبى أن يستسلم، واصر على الوفاء بالعهد الذي قطعه على نفسه بأن ينقل الحقيقة وأن يواصل رسالته مهما كلفه ذلك من تضحيات، وبعد دفن الشهداء، استكمل الرسالة في كشف جرائم هذا الاحتلال الذين يمارس أبشع عدوان مر على قطاع غزة.
وإلى نص الحوار..
في البداية.. كيف استقبلت نبأ استشهاد عدد من أفراد أسرتك؟
كيف يستقبل الإنسان وفاة زوجته وابنه وبنته وحفيده وأقاربه باستهداف غاشم من هذا النوع، بالتأكيد كنت على الهواء مباشرة وكنت أتحدث عن الغارات منها الغارة الذي استهدفت المكان الذي هاجروا إليه ونزحوا إليه ظنا منهم أنه آمن وفقا لما قاله جيش الاحتلال الإسرائيلي، لكن لحظات وأبلغوني أن المكان المستهدف هو المنزل الذي لجئوا إليه في منطقة النصيرات.
ماذا فعلت عندما جاء لك خبر استهداف المنزل الذي يقطن فيه عائلتك؟
توجهت إلى المكان ووجدت أن المكان مدمر وبعض الجثامين تم انتشالهم وبعض الجرحى وبعض الجثامين تحت الأنقاض، احتضنت حفيدي بعد أن انتشلته من بين الركام ثم ذهبنا إلى المستشفى لنتفقد من استشهد ومن جُرح ومن بقي على قيد الحياة.
كيف كان شعورك وأنت ترى أفراد أسرتك ضمن ضحايا هذا القصف؟
هذا أمر مؤلم ومحزن ومفجع في آن واحد، ولكنه أمر الله في نهاية المطاف ولن نقول إلا ما يرضى الله إنا لله وإنا إليه لراجعون.
رغم استشهاد عائلتك إلا أنك استكملت العمل وواصلت التغطية فلماذا؟
واجبنا اتجاههم أن نستمر على هذا الطريق، بغض النظر على الثمن الكبير الباهظ وهذا الوجع وهذا الألم وهذا الجرح النازف.
كيف ترى تعمد الاحتلال استهداف الصحفيين وأسرهم؟
استهداف الصحفيين هي سياسية إسرائيلية قديمة جديدة، فهناك أكثر من 35 صحفيا استشهدوا في هذه الحرب، وكذلك هناك أسر صحفيين كثيرة من الشهداء استشهدوا واستهدفت بيوتهم، وتم استهداف مكاتب صحفية ومنشآت صحفية ومقدرات صحفية من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وهل هذا أثّر على عزيمة الصحفيين في نقل ما يحدث في غزة؟
بالتأكيد من المفترض ألا يؤثر ذلك على القيام بالواجب والاستمرار في تقديم الرسالة وتغطية ما يجرى من جرائم في قطاع غزة، فهذا هو الوفاء لدماء الشهداء ودماء أبنائنا وبناتنا وأطفالنا ووفاء لصاحبة الجلال، ولهذه الرسالة الإنسانية النبيل وفاءا لهذا الواجب المهني الذي نقوم به بكل اقتدار.
برأيك ما هي تداعيات هذا العدوان الإسرائيلي على غزة؟
تداعيات خطيرة، فهناك آلاف الشهداء وآلاف الجرحى، وهذا الدمار وهذه الغارات وهذا الحصار كلها جرائم حرب يحاسب عليها القانون ويمنع القانون الدولي هذا كله، وبالتالي على المؤسسات الدولية أن تتحرك.
وما هي رسالتك للمجتمع الدولي؟
إذا كان هناك رسالة إلى المجتمع الدولي فبالتأكيد هي إلى متى هذا الصمت على ما يرتكب بحق الشعب الفلسطيني، فكل شاهد على عدد الأطفال والنساء المدنيين الذين تهدم عليهم البيوت دون سابق إنذار ودون تحذير ودون أي فرصة لينجون سواء الأطفال أو النساء.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً