الجمعة، 22 نوفمبر 2024

03:43 م

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

الفنانة السودانية إيمان يوسف: تحديت العادات والتقاليد من أجل الفن

الفنانة السودانية إيمان يوسف بطلة فيلم «وداعًا جوليا»

الفنانة السودانية إيمان يوسف بطلة فيلم «وداعًا جوليا»

يمنى سعيد

A A

إيمان يوسف: رحلتي للتمثيل تشبه رحلة «منى» للغناء في فيلم «وداعًا جولي»

إيمان يوسف: سعيدة لعرض «وداعًا جوليا» في مصر لتراه الجالية السودانية

إيمان يوسف: ترشح «وداعًا جوليا» للأوسكار له شعورًا مختلف

مطربة سودانية، وممثلة مسرحية، بدأت مشوارها الفني في الغناء، تحدت عادات وتقاليد المجتمع السوداني، وأصّرت على تحقيق حلمها، وسعت وراء شغفها بالفن، واستطاعت أن تحقق ما لم تحققه امرأة سودانية في هذا المجال، واقترب حلمها من الوصول للجائزة التي يحلم بها كل فنان، وهي جائزة «الأوسكار».. في السطور التالية، تتحدث في حوار خاص لـ«الجمهور» الممثلة والمطربة السودانية إيمان يوسف، بطلة فيلم «وداعًا جوليا» الذي حصد جائزة في مهرجان «كان»، والآن مرشح لمهرجان «الأوسكار»، كما عرض في دور العرض المصرية، كأول فيلم سوداني يُعرض في مصر.

الفنانة السودانية إيمان يوسف بطلة فيلم «وداعًا جوليا»

ما شعورك بعد ترشح فيلم «وداعًا جوليا» للمشاركة في مهرجان «الأوسكار»؟

الفيلم يأتي لنا بالسعادة والفرح في كل مرة يُعرض بها، وحقق إنجازات لم نكن نتوقعها، ومشاركة الفيلم بمهرجان «كان» أعتبره نجاح للفيلم، وبعدها ترشح لمهرجانات وجوائز كثيرة، ولكن الترشح لمهرجان «الأوسكار» له إحساس مختلف، خاصة وأننا دخلنا بالمنافسة في القائمة الطويلة، ونأمل أن ندخل في المنافسة القصيرة أيضًا.

كيف تلقيتِ خبر إلغاء مهرجان «الجونة» لهذا العام، خاصة وأن الفيلم كان مرُشحا لجائزة؟

مجرد عرض الفيلم بالنسبة لي كانت خطوة مهمة جدًا، إلى جانب أن مهرجان «الجونة السينمائي» واحد من المهرجانات الكبيرة، وكان سيُقدم الفيلم بطريقة أفضل، ولكنني لا أستطيع أن أغضب بسبب تأجيل المهرجان، لأننا جميعًا لم نكون في أحسن حالتنا، ولم نكن سنستمتع بهذا التكريم، أو نعيش التجربة مثل ما هي، فهناك مشاكل في بلدنا السودان ومشاكل بفلسطين، والعالم العربي كله محتقن، ولذلك الفرحة لم تكن في مكانها، ولو كان أقيم المهرجان في الوقت المحدد له، كانت فرصه لظهور الفيلم، لكننا لم نهنأ لهذا التكريم بسبب الأحداث المؤلمة التي نعيشها.

ما شعورك عندما علمتي أن الفيلم سيُعرض في دور العرض المصرية كأول فيلم سوداني في مصر؟

هذا العرض كان مهم بالنسبة لنا، وأريد أن أشكر الجمهور المصري، وأشكر المخرجين والممثلين، وكل الدعم الذي حصلنا عليه من المصريين، فكان هناك تكافل وروح حلوة، وفي نفس الوقت استقبال المصريين لنا في بلدهم، وفيلمنا يُعرض في سيماتهم، جميعها أشياء جميلة.

أيضًا كان مهم جدًا بالنسبة لي، هو ظهور الفيلم للجمهور السوداني، خاصة بعد الظروف الصعبة التي مررنا بها في السودان، حيث أجبرنا على مغادرة بلدنا، ونترك كل آمالنا وأحلامنا ورائنا، فهذه المعلومة أظهرناها بشكل كبيرًا من خلال الفيلم، ولذلك كنت أتمنى أن يحضر كل الجمهور السوداني لأن الفيلم سيكون بمثابة دعم لهم بعد ما رأوه من أحداث في الفترة الأخيرة، وعرضه في السينمات المصري كان مهم جدًا حتى تراه الجاليات السودانية في مصر، والفيلم بالنسبة لهم لم يكن محتوى ترفيهي فقط، فهم بحاجة إلى مشاهدته في هذه الفترة.

هل تري أن عرض الفيلم في دور العرض المصرية، تعويضًا عن مشاركته في مهرجان «الجونة»؟

عرضه في مهرجان «الجونة» كان سيكون فرصه كبيرة للفيلم، خاصة وإنه مهرجان له وزنه، وكان فرصه لنا كممثلين، أقبلنا حديثًا على مجال التمثيل، لكني أحب دائمًا أن أعيش التجربة كاملة، وما نعيشه الآن من مشاكل كبيرة في العالم العربي، لم يكن لدينا أي طاقة للاحتفال بالفيلم.

قدمتي من خلال الفيلم دور المرأة السودانية التي يتحكم بها زوجها، ويجبرها على ترك حلمها في الغناء.. هل كان هذا تجسيد لحال المرأة في السودان؟

بالتأكيد هذا حال المرأة في السودان، وأيضًا حال العديد من النساء في العالم العربي، فهناك الكثير من الرجال الذين يخشون على زوجاتهم كثيرًا من العمل، وأيضًا هناك الكثير من الرجال الشكاكين الذين يتجسسون على زوجاتهم كثيرًا من خلال تفتيش تليفوناتهم لمعرفة كل تحركاتهم، وحتى لو لم تكن المرأة تريد الغناء مثل شخصية «منى» التي قدمتها من خلال الفيلم، فالمرأة السودانية لها مصارها التقليدي، هي الزواج والجلوس بالبيت من أجل تربية الأولاد، والرجال يحبون دائمًا مراقبة زوجاتهم، وشخصية «منى» لم تكن تريد أي شيء سوى أن تغني ولديها حلم تريد تحقيقه، لكنها لو كانت واضحة مع زوجها منذ البداية، كان من الممكن أن تتفادى كل المشاكل التي حدثت في الفيلم بسبب كذبها.

في رحلتك للفن، هل قابلتي مثل هذه المواقف؟

بالتأكيد واجهت ذلك، لكن أكثر  ما واجهني كان عند دخولي مجال الغناء، لأني في التمثيل كنت أمثل مسرح فقط، وهذا الفيلم يعتبر التجربة السينمائية الأولى بالنسبة لي، والسودان ليس لدهيا خلفية كبيرة في صناعة السينما، وبالتالي النظرة للممثلة تكون غريبة.

ماذا كنتِ تعملين قبل دخول الفن؟

في البداية كنت أعمل بمجال المبيعات لأن دراستي في البيزنس، وتركي للعمل واتجاهي للتمثيل، كان بمثابة مخاطرة، فقررت بشكل مفاجئ أن أتحرر من تقاليد المجتمع وأتجه نحو حلمي مثل ما فعلته شخصية «منى» التي قدمتها من خلال الفيلم.

هل كان هناك معارضة من أهلك عند خوض تجربة التمثيل؟

كان خوف عليّ أكثر من أن يكون معارضة، فأهلي كانوا يخشون عليّ الدخول في مجتمعات الفنانين، وهذا الخوف يكون طبيعي من قبل الأهل على أبنتهم، لكنني دائمًا كنت أصر على موقفي، وأقول لهم أنه لن يحدث شيئًا يضايقهم، وكنت أقول لهم أني فقط بحاجة إلى دعواتهم أن يحفظني الله، فكانت مشكلتهم معي أيضًا في الرجوع في وقت متأخر من التصوير، وهذا الأمر يكون طبيعي بالنسبة للممثلة، وكان أمر التمثيل غريب على نطاق المعارف والعائلة ككل.

ما شعور أسرتك بعد النجاح الذي حققتيه من خلال فيلم «وداعًا جوليا»؟

شعورهم كان غريب جدًا، في أخر الفيلم احتضنتني أمي وهي باكية، حيث كانت رحلتي طويلة مع الفيلم، وشاهدوها أهلي، وشاهدوا كم أنا تعبت في هذا العمل، أثناء البروفات والتصوير، وكانت أمي تقول لي دائمًا أنتي تفعلين أشياء من المفروض أن يفعلها أكثر شخص، وكون أني أراها فخورة بي بعد كل هذا، شيء رائع بالنسبة لي.

شخصية «منى» التي قدمتيها من خلال فيلم «وداعًا جوليا»، كانت شخصية معقدة.. كيف حضرتي لها؟

فريق العمل كله كان متعاون معًا، وعملنا جلسات عمل كثيرة، وحضرت الفنانة المصرية سلوى محمد علي وساعدتنا كثيرًا في تحضيرنا للشخصيات، ووجهت لنا الكثير من النصائح، وحاولنا الاستفادة من خبراتها بقدر الإمكان، وأيضًا المخرج ساعدني كثيرًا في التحضير للشخصية، ودائمًا كان يقوم بعمل تحليل للشخصيات من أجل تسهيلها علينا، وكان بالفيلم الكثير من المشاهد الصعبة التي تمر بها الشخصية في الفيلم، وأيام كثيرة كنت لا أنام جيدًا حتى يطهر وجهي متعب بشكل طبيعي، وأتبعت هذه السياسة من أجل أن أطقن العمل.

ماذا عن خطواتك القادمة في التمثيل بعد النجاح الكبير الذي حقيقتيه في «وداعًا جوليا»؟

نجاحي في فيلم «وداعًا جوليا» كان توفيق من ربنا، وما أفعله الآن هو أنني أشتغل على نفسي، والآن أتلقى ورش في التمثيل من أجل تطوير ادائي في التمثيل في الأعمال الفنية المُقبلة، وهناك أعمال غنائية أعمل عليها في الوقت الحالي لكنها لم تكتمل حتى الآن.

search