هل يجوز للمسلم أن يشيع جنازة غير المسلم؟ مفتي الديار يوضح

كشف الدكتور شوقي إبراهيم علام مفتي الديار المصرية، حكم تشييع المسلم لجنازة غير المسلم، فأكد أن تشييع الجنائز ينشر البر والرحمة كما أنه يخفف على أهل المتوفي.

أوضح مفتي الديار المصرية، أنه يجوز للمسلم إتباع جنازة غير المسلم وتشييعها، فهذا من صور المواساة ومكارِم الأخلاق المأمور بها شرعًا، وأشار إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم بُعث بحسن الخلق، وأرسله الله تعالى رحمةً للعالمين، دون تفرقةٍ بين جنسٍ وجنسٍ أو طائفةٍ وأخرى، أو دينٍ وآخر، بل كان رحمةً لكلِّ البشر.

كما استشهد على ذلك بقول الله سبحانه وتعالى(وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)، وقوله: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ).

وأضاف «علام» أن الأمر بحسن معاملة أهل الكتاب ورحمتهم يدخل في عموم الأمر بالرحمة وحسن الخلق، ويزداد تأكدًا بما ورد في حقهم ونُص عليه في شأنهم، من وجوب الإحسان إليهم.

ولفت، إلى أن مواساة أهل المتوفي عند المصائب وجبرهم عند الحاجة والضعف من أشملِ صور حسن معاملتهم ورحمتهم سواء كانوا من الأقارب أم من غير الأقارب.

واستدل على ذلك بما ورد عن أنس بن مالك رضي الله عنه: «أن غلامًا ليهودٍ كان يخدم النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فمرض فأتاه النبي صلى الله عليه وآله وسلم يَعودُه».

وقال مفتي الديار المصرية: «شيع الصحابة جنازةَ نصرانيَّة، هي أم الحارث بن أبي ربيعة رضي الله عنه، فقد شيَّعها رضي الله عنهم ولم تكن قريبةً لهم، وهذا يدل على جواز ذلك لغير الأقارب».

وتابع: «نص الفقهاء من الحنفية والشافعية على جواز تشييع جنازة أهل الكتاب واتباعها، سواء كان المتوفى من الأقارب أو الجيران أو لم يكن كذلك».