مقبرة الغزاة.. تعرف على تاريخ مصر فى التصدي لهجمات الاحتلال
مصر مقبرة الغزاة
شيماء الفراعي
يعد لقب مقبرة الغزاة من أشهر الألقاب المعروفة، خاصة في أوقات الحرب والهجمات الموجهة إلي مختلف الدول في أوقات معينة، مثل الجزائر وأفغانستان وغيرها من البلاد التى تعرضت إلي الاحتلال من جانب الدول الأخرى، بينما لقب مصر مقبرة الغزاة فهو يدل علي قدرة مصر على الصمود والمحاربة بشكل قوى أمام الهجومات الموجهة إلى الجيش المصرى خاصة في مدينة سيناء وغيرها من المناطق، وهذا اللقب يعنى الكثير من المعانى التى تدل على العزة والكرامة والكبرياء لشعب مصر، بسلطاته بحكامه بجميع مؤسساته الحكومية وغير الحكومية.
حيث تعرض الكثير من الدول الأخرى للاحتلال منها الاحتلال الفرنسي كالجزائر والاحتلال السوفيتي لأفغانستان ولكن كلًا منها قاومه المصريون بكل ما لديهم من قوة وعزيمة لكى يحصلوا علي الاستقلال والظهور كدولة صامدة أمام الغزاة.
وتعد مصر من أكثر الدول التي واجهت الكثير من الغزوات والحروب حيث تعرضت إلى الاحتلال الإنجليزي لمدة ما يقرب من 74 عاما، وبالرغم من هذه السنين الطويلة لا تتأثر مصر ولا شعبها بثقافات الغرب ولا بلغتهم بل ظلوا محافظين علي العادات والتقاليد الشرقية وعلى ضوابط المجتمع الإسلامي وهذا يدل علي مدى قدرة مصر الهائلة على التصدى لأى احتلال يأتى عليها نظرًا لقوة شعبها وقدرة تحمله على تخطى وقت الأزمات، بالإضافة إلى قوة جيشها العظيم الذى يعد من أقوى جيوش العالم فى منطقة الشرق الأوسط.
وتعتبر مصر من الدول التي عانت علي مختلف العصور من هجمات احتلال كثيرة على سبيل المثال الاحتلال الهكسوسى والرومانى والفارسى والأموى والبريطانى، وذلك يرجع إلى موقعها الجغرافى المتميز، حيث كانت تطمح الكثير من الدول في الاستيلاء على مصر، بالإضافة إلي أن مصر حصلت علي عصور كانت مستقلة فيها عن الاحتلال كعصر المماليك والفراعنة ومحمد على والبطالمة والأبويين وغيرهم.
لذلك قامت مصر بكثير من الغزوات ضد الفرس والروم والهكسوس والعثمانيين والفرنسين وغيرها من الدول التي كانت تأمل الحصول علي مصر لأي سبب من أجل الاستماع بموقعها الجغرافي بين كثير من الدول العربية والأوروبية، بالإضافة إلي خيراتها التي لا توجد في أي بلد أخرى.
أهم الوقائع التي دخلتها مصر أثناء احتلالها على مر العصور لتحقيق استقلالها وتتمثل في التالى:
ثورة 1919 والتى كانت عبارة عن مجموعة من الاحتجاجات الشعبية على السياسة الإنجليزية في مصر عقب الحرب قيام العالمية الأولى، بقيادة الوفد المصري الذي كان يرأسه سعد زغلول فى ذلك الوقت وقامت نتيجة الحكم البريطاني المستبد الذى قام بإلغاء الدستور والأحكام العرفية ولكنها أدت إلى انطلاق المظاهرات بشكل كبير فى مختلف مدن مصر مثل القاهرة ونتج عنها الكثير من المصابين والقتلى وظلت حتى عام 2022 ولكن بدأ يظهر نجاح ثورة 1919 عام 2023 بسبب إنشاء البرلمان المصرى ووضع دستور يتناسب مع مطالبه.
ويعد احتلال الهكسوس لمصر من أول الاحتلالات لها وذلك كان عام 3600 عام وكان من أهم الأحداث التى مرت بها مصر، نظرًا أنها كانت المرة الأولى التى تعرضت لها مصر للهجوم من قبائل غريبة ولكن هجمات الشعب المصرى العريقة والملوك المصريين القدماء قاموا بالوقوف بكل صمود ضد هذا الاحتلال من أول الملك شقنن رع وحتى تم طردهم على يد الملك أحمس الأول على مدار فترة طويلة من السنوات حيث ظلت احرب حوالى ما يقرب إلى 100 عام .
وتعد حرب أكتوبر عام 1973 من أشهر حروب مصر ضد الاحتلال الإسرائيلي والتي كتبت فى تاريخ مصر العظيم، حيث وصفتها قادة إسرائيل بأن حرب أكتوبر هي أقوى زلزال تعرضت له إسرائيل منذ أن أصبحت موجودة بين الدول، حيث كان الجنود المصريون مزودين بالأسلحة والمدرعات البرية والجوية وبدأت فى يوم 6 من أكتوبر وتم الانتهاء منها يوم الجمعة 26 أكتوبر عام 1973 وكانت مصر تمارس الحرب بدون شفقة عليهم وكانت مزودة بأسلحة عريقة وقوية ولم تترك إلي العدو مساحة من أجل مقاومته، جانب الكثير بما قامت به مصر من وقائع دافعت به عن مؤسساته وشعبها فهي دولة لم تكتسب القوة بدون أساس بل عانت من الكثير من الأزمات، حتى أصبحت بالصورة التى عليها الآن من قوة وعراقة وفخر وعظمة وكبرياء بين شعوب الدول الأخرى.
بالإضافة إلي أننا نستطيع أن نقول فى وقتنا هذا إن مصر هي مقبرة الغزاة بشكل فعلي مؤكد لأن لا تستطيع أي دولة التفكير في دخولها لأنها من أقوى الدول سلاحًا وجيشًا ومؤسسات وسلطات وشعب بجانب مكانتها العالية بين كثير من دول العالم نظرًا لما تقدمه من مساعدات لكثير من الدول، خاصة وقت انتشار الأوبئة كفيروس كورونا كانت من أول الدول تقديمًا للمساعدات لكلًا من ألمانيا وأمريكا والصين بجانب المساعدات الإنسانية بالإضافة إلى الدعم المقدم دائمًا إلي فلسطين تك الدولة التي تعاني من الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 1948 إلى وقتنا هذا.
لذلك فهي دائمًا واقفة جنبًا إلى جنب بجانب أخواتنا الفلسطينيين والدليل على ذلك ما تقوم به من محاولات من أجل وقف القصف على قطاع غزة بفلسطين ورفضها القاطع إلى عرض الحكومة الإسرائيلية الذى ينص على أنها تريد من سكان قطاع غزة اللجوء إلى ناحية الجنوب، والعمل على إخلاء القطاع لأن هذا مخالف للقانون الدولى الإنساني وينتج عنها الكثير من المخاطر على سكان غزة ويعد خطرًا على الأراضى المصرية، إذا تم تنفيذ هذا القرار ستجد مصر الكثير من اللاجئين الذين لا مأوى لهم لذلك طالبت مصر من إسرائيل الرجوع عن هذا القرار غير الصائب.
ومن الممكن أن نفهم من هذا أن مصر ما زالت معرضة للهجوم وما زالت مطمعا ولكن هذا لم يحدث بسبب قوة مصر وقدرتها على حماية نفسها ضد أى عدو يريد تحقيق أهدافه في الاستيلاء على مصر والدليل على هذا تاريخ مصر المشرف فى التصدى لأى هجمات على مختلف العصور.
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً