توقعات بارتفاع الأسعار العالمية بسبب الصراع الفلسطيني الإسرائيلي

تجاهلت أسواق النفط العالمية اندلاع التوترات الراهنة في منطقة الشرق الأوسط جراء العمليات العسكرية بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، حيث استمرت ارتفاعات الأسعار بوتيرة طفيفة دون تغيير  عن مستوى الارتفاعات التي بدأت في تحقيقها نهاية تعاملات الأسبوع الماضي.

وسجل سعر برميل نفط من خام برنت 84 دولارًا و43 سنت، بارتفاع بقيمة دولار واحد فقط،  بينما سجل خام غرب تكساس 82 دولارًا و81 سنت، بارتفاع 50 سنت فقط، إلا أن كافة المؤشرات تشير إلى تحقيق ارتفاعات لمستويات الأسعار أعلى مما هي عليه الآن، خاصة وان العمليات الراهنة في الأراضي المحتلة بدأت مسيرتها خلال عطلة نهاية الأسبوع للأسواق العالمية، مما يعني أن الارتفاعات المتوقعة لأسعار النفط ستشهدها الأسواق بداية من الغد الأثنين.

الغاز والنقل

يعد ما شهدته أسعار الغاز العالمية من ارتفاعًا بلغ 5.18% خلال الساعات الماضية لتسجل الوحدة 3 دولارًا و330 سنت، إشارة قوية إلى التأثر بالصراع المسلح الراهن في منطقة الشرق الأوسط، خاصة وأن إسرائيل من الدول التي برز قطاع الغاز لديها من أبرز القطاعات الحيوية الاقتصادية، خلال الأعوام الماضية، إذا بلغت صادراتها لدول المنطقة 9 مليار و21 مليون متر مكعب وفقا للإحصاءات المعلنة للصادرات الإسرائيلية لعام 2022، إضافة إلى الاكتشافات الإسرائيلية لاحتياطات ضخمه من الغاز، مما جعل احتياطات الغاز الإسرائيلية تقفز بنسبة 40% لتسل إلى تريليون و87 مليار متر مكعب خلال العام 2022.

ومع اندلاع العمليات العسكرية الراهنة، أصبح هناك مخاوف لدى سوق الغاز العالمية من تعرض امدادات الغاز للتوقف، في حال تسبب العمليات الراهنة في تدمير أيا من خطوط الغاز التصديرية.

تكلفة النقل والشحن

أكد الدكتور أحمد السمري مرور الأسواق العالمية ليست في قطاع الطاقة وحدها، ولكن سلاسل الإمداد العالمية من مختلف السلع، نظرًا لأن ما يجري سيكون له انعكاساته على تكلفة النقل والشحن والتأمين على السلع المنقولة بحرًا وجوًا، الأمر الذي سيؤدي بدوره إلى ارتفاع الأسعار عالميًا ومرور الاقتصاد الدولي بتحديات جديدة تضاف إلى تحديات أخرى تسببت فيها الحرب الروسية الأوكرانية.

وأشار «السمري» إلى أن التأثيرات المحتملة للحرب الراهنة على الاقتصاد والتجارة العالمية سوف تظهر بوضوح في حال امتداد العمليات العسكرية إلى فترة زمنية أطول، إضافة إلى فترة صمود فصائل المقاومة الفلسطينية في الصراع الراهن، وتحقيق أي تفوق من شأنه يؤكد جاهزيتها في مواجهة الآلة العسكرية الإسرائيلية.