وزارة الأوقاف الفلسطينية : قدما قائمة طويلة من الشهداء ويجب الترشيد في مظاهر الفرح
غزة
أحمد محمود
أصدرت وزارة الأوقاف الفلسطينية، بيانا بمناسبة الاتفاق على وقف إطلاق النار، قائلة إن غزة المجاهدة الصابرة عاشت على مدار 470 يومًا معركةً فاصلة من معارك المسلمين في تاريخهم الحديث، وهي معركة الأمة المستضعفة التي غفلت عن تاريخها وحضارتها ورسالتها، فجاء طوفان الأقصى يحيي الأمة من جديد، ويحشد أهل الحق لمدافعة طغيان الباطل، ويدفع العدوان عن المقدسات، ويستكمل مسيرة تحرير فلسطين، فبدأت الأمة تجني الثمرة، وستستمر الآثار الإيجابية للمعركة في استنهاض الأمة عاجلًا وآجلًا بإذن الله تعالى.
وأضافت في بيانها " نشكر المجاهدين بأنفسهم وأموالهم وبيوتهم وجهدهم ومبادراتهم، ونشكر أمهات المجاهدين وزوجاتهن اللواتي حملن مسؤوليات كبيرة، ونشكر الذين سهروا على الثغر الدعوي والتعليمي والأمني والطبي والإغاثي والخدمي، فالذين جاهدوا في هذه المعركة كثر، فكل الذين قدموا وضحوا وصبروا مجاهدون وإن تعددت مواقعهم وأدوارهم، ولا يلام إلا القاعد المتخاذل المحروم، الذي حرم نفسه من نيل الثواب والأجر، وحرم شعبه من المساندة والتراحم".
قائمةً طويلةً من الشهداء والجرحى والأسرى
وأشارت إلى أنها قدمت قائمةً طويلةً من الشهداء والجرحى والأسرى وشعبنا اليوم ينتظر منا مواصلة أدوارنا، واستكمال واجباتنا، وإقامة المزيد من المصليات، وتأهيل المساجد القائمة لاستقبال المصلين، وتحقيق أدوار المسجد في الدعوة وتعليم القرآن الكريم، والإجابة عن الأسئلة الفقهية للناس في شأن عبادتهم ومعاملتهم وأحوالهم الشخصية، فالمعركة خلَّفت جراحات غائرة، تتطلب منا أن نكون بلسمًا شافيًا لها، كما أحدثت اختلالات وانحرافات يجب العمل على تصويبها والاستدراك فيها.
ووجهت نصائح لسكان غزة قائلة :" يجب تعلق القلوب بالله تعالى، ومقابلة نعمة النصر والفرح بالطاعة والعبادة والاستغفار والسجود والتكبير، والرضا عن أقدار الله تعالى، والاتعاظ بسننه في الاستخلاف والتدافع، وحفظ المؤمنين، وتوهين كيد الكافرين، وتعظيم قدر صلاة الجماعة والجمعة، والعودة لإعمار المساجد، والعمل على إعادة بنائها وإعمارها ماديًا ومعنويًا، والانطلاق منها لإصلاح المجتمع، ومواساة الناس، والربط على قلوبهم، والتخفيف من معاناتهم، وتذكيرهم بعظم جزاء الصابرين الراضين، والدعوة لكفالة الأيتام، وإكرام ذوي الشهداء والأسرى، وإعانة الجرحى، وإعالة الأرامل وزوجات الشهداء".
ضرورة الترشيد في مظاهر الفرح والابتهاج والانتصار
وأشارت إلى ضرورة الترشيد في مظاهر الفرح والابتهاج والانتصار، والتزام الضوابط الشرعية في المظاهر الاحتفالية، وتجنب إطلاق النار في الهواء؛ لما فيه من هدرٍ للسلاح في غير وجهه، وتعريض الناس للأذى المادي والمعنوي، ورفع الروح المعنوية للمجاهدين، وحفظ أسرارهم، وتفقد أحوالهم، والذود عن أعراضهم، وإحسان الظن بهم، وشكرهم على ثباتهم، وإعانتهم بما يحتاجون، والدعاء لهم في ظهر الغيب، والوفاء لدماء إخوانهم الشهداء، وأخذ الحذر والاحتراس من غدر العدو، وعدم الركون للراحة والدعة، فالمعركة مع الاحتلال مستمرة، والعدو ينتظر كل لحظة للانقضاض على شعبنا ومقاومتنا.
وأكدت ضرورة تعزيز التكافل الاجتماعي بين الناس، والتعاون على البر والتقوى، وإعانة أصحاب الحاجات وما أكثرهم، وتجريم ابتزازهم واستغلال حاجاتهم، وأكل أموالهم بالباطل، والمساهمة في إطلاق المبادرات المجتمعية، وإسناد لجان الأحياء، ومشاريع الإغاثة والمساعدات، وتقديم نموذجٍ مشرقٍ في عدالة التوزيع، وموضوعية المعايير، والتجرد من الحظوظ والاستئثار، وإظهار القناعة والعفة في التعامل مع المساعدات، والأخذ على قدر الاحتياج، والصدق في المعطيات والمعلومات الخاصة بتوثيق الأضرار والتعويضات، والزهد في الاستكثار منها، وعدم التزاحم على الحطام الفاني، فالغني من يحتاج أقل لا من يملك أكثر.
توسيد الأمانات إلى الأكفاء
ولفتت إلى ضرورة توسيد الأمانات إلى الأكفاء، واختيار المؤهلين الصالحين للقيام بالمسؤوليات الحكومية والمجتمعية والإغاثية، وتعزيز الرقابة المجتمعية والرسمية على الأخطاء والتجاوزات، والدعوة للمحاسبة العادلة لمن ثبت إجرامهم وخيانتهم واستغلالهم حاجات الناس، وتعزيز فقه النصيحة؛ للهيئات والشخصيات والمبادرين والعاملين في المجالات المختلفة، والعمل على إصلاح الناس، ومعالجة أخطائهم وتقصيرهم بالحكمة والموعظة الحسنة، من غير تعييرٍ أو تلاومٍ، وحث الناس على حفظ المؤسسات العامة، وأملاك المجتمع، ورد المقدرات العامة التي عندهم، من أثاثٍ للمدارس والكليات والمستشفيات والبلديات والمؤسسات؛ ليتسنى استئناف عملها من جديد، ودعوة المؤسسات العامة لتنظيم آليات جمعها وتأمينها والانتفاع بها في الغرض المقصود منها.
وأشارت إلى ضرورة الإحسان إلى الأهل والأقارب والجيران، وتعويضهم بعد الحرمان الذي عاشوه خلال الحرب، وتسوية الخلافات العائلية بالتراضي والرفق، والتسامح في شأن الحقوق، وتعزيز الوحدة بين أبناء الوطن الواحد، والاعتصام على القرآن والسنة، وبث فقه الاختلاف، وأدب التعامل مع المخالف، والحذر من التفرق والتنازع والخلاف، وتعزيز مبادرات الإصلاح بين المتخاصمين، ومساندة لجان الإصلاح في تفعيل عملها، والاهتمام بتحصين المجتمع من الجرائم والانحلال، وسد الثغرات التي يعمل الاحتلال على إحداثها، حيث يسعى جاهدًا لإسقاط الجيل، وإغراقه في وحل العمالة والإدمان والرذيلة.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
ماهي توقعاتك لمباراة الزمالك وحرس الحدود؟
-
فوز الزمالك
-
فوز حرس الحدود
-
تعادل الفريقين
أكثر الكلمات انتشاراً