أسسها الكاتب الصحفي

أمين صالح

الأربعاء، 15 يناير 2025

05:58 م

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

محمد صبرى

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

محمد صبرى

tru

إدراج التربية الدينية في المجموع.. خطوة لتعزيز الهوية تثير جدل ومخاوف (تقرير)

إدراج التربية الدينية للمجموع

إدراج التربية الدينية للمجموع

عبده النجار

A A

أثار مقترح وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني في مصر بإضافة مادة التربية الدينية إلى مجموع درجات الطلاب في جميع المراحل الدراسية، بما في ذلك نظام "البكالوريا المصرية" الجديد، جدلاً واسعاً بين الخبراء التربويين وأولياء الأمور ورجال الدين. 

وتباينت الآراء حول جدوى هذا القرار وآثاره على النظام التعليمي والمجتمع، ما يبرز الحاجة إلى مناقشة شاملة لجميع الجوانب المتعلقة بهذا المقترح.

ماذا تعني إضافة التربية الدينية للمجموع الكلي

وأعلن محمد عبداللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، أن مادة التربية الدينية ستكون مضافة للمجموع بداية من الصف الأول الابتدائي اعتباراً من العام الدراسي المقبل، مؤكدا أن منهج التربية الدينية الإسلامية سيكون منفصلاً عن منهج التربية الدينية المسيحية، ويتم وضع إطار عام للمناهج بالتنسيق مع الأزهر الشريف والكنيسة.

وأشار الوزير إلى أن إدراج التربية الدينية في المجموع يأتي ضمن خطة تطوير التعليم المصري لمواجهة تحديات ثقافية مثل الإلحاد والمثلية، مؤكدا أن التعليم يجب أن يغرس القيم الأساسية في نفوس الطلاب للحفاظ على أخلاقياتهم وقيمهم.

إضافة الدين للمجموع الكلي يثير جدلاً في الأوساط الدينية والشعبية

وبعد هذا القرار تباينت الآراء، واختلفت بين المؤيدة والمعارضة له، فجاءت أولى الآراء المؤيدة من وزارة التربية والتعليم نفسها، حيث دافع نائب وزير التعليم الدكتور أيمن بهاء عن القرار، مشيراً إلى أن الأزهر والكنيسة طلبا تضمين مادة التربية الدينية في المجموع لحماية الهوية المصرية. 

وأضاف أن المؤسستين الدينيتين ستكونان مسؤولتين عن وضع المحتوى لضمان تحقيق هذا الهدف.

رأي رجال الدين الدين حول إضافة المادة للمجموع

وأكد الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، على أهمية تعزيز الوعي الديني لدى الطلاب من خلال المناهج الدراسية، مشيراً إلى أن التعليم يمثل أداة لتحقيق التنمية البشرية ومكافحة الفكر المتطرف.

أما أسقف طنطا الأنبا بولا فقد أبدى رفضه للمقترح، مشيراً إلى أن الدين مكانه في الكنيسة والمسجد.

وأضاف في تصريحات تلفزيونية، أن إدراج المادة في المجموع يتطلب توفير مدرسين متخصصين، وهو ما يمثل تحدياً كبيراً نظراً لقلة عدد خريجي كليات اللاهوت.

مخاوف الرافضون لإضافة الدين للمجموعة 

ويرى الدكتور تامر شوقي، أستاذ علم النفس التربوي بجامعة عين شمس، أن إضافة مادة التربية الدينية إلى المجموع في نظام "البكالوريا" الجديد مرفوض تربوياً، موضحاً أن اختلاف المناهج بين الطلاب المسلمين والمسيحيين قد يؤدي إلى تميز أحدهم على الآخر.

وأعربت الخبيرة التربوية بثينة عبد الرؤوف عن رفضها للمقترح، معتبرة أنه يتعارض مع التنوع الديني والثقافي في المجتمع المصري، وأشارت إلى أن إدراج مادة الدين في المجموع سيزيد الأعباء المادية على أولياء الأمور ويفتح مجالاً للدروس الخصوصية. كما حذرت من صعوبة تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص بين الطلاب نتيجة اختلاف المناهج الدينية.

طلاب بإحدى المدارس المصرية (وزارة التعليم المصرية)

مؤسسات المجتمع المدني يعتبرونه عبئًا إضافيا 

ومن جهة أخرى عبر العديد من أولياء الأمور عن مخاوفهم من تأثير هذا القرار على مبدأ تكافؤ الفرص بين الطلاب، كما أثاروا قلقهم من زيادة الأعباء المادية بسبب الحاجة إلى دروس خصوصية لمادة الدين

وأكدت داليا الحزاوي، مؤسسة "ائتلاف أولياء أمور مصر"، أن الجدل الحالي يعكس انقساماً في الآراء بين أولياء الأمور.

أما داليا الحزاوي، فقد اقترحت أن تضاف مادة التربية الدينية للمجموع في سنوات النقل فقط، مع إبقائها خارج المجموع في الشهادات العامة.

ويرى الكاتب ومؤسس "التيار العلماني المصري" كمال زاخر  أن تعليم الدين يجب أن يقتصر على المنزل ودور العبادة، وليس المدارس.

نظام "البكالوريا" الجديد

وفي سياق متصل، طرحت وزارة التربية والتعليم نظام "البكالوريا المصرية" كبديل لشهادة الثانوية العامة، يسمح هذا النظام للطلاب بإعادة الامتحانات مقابل رسوم تُقدر بـ500 جنيه لكل مادة بعد المحاولة الأولى المجانية. 

ورغم أن النظام لا يزال قيد النقاش المجتمعي، فإنه أثار تساؤلات حول توقيت الطرح ومدى ملاءمته للاحتياجات الحالية للطلاب وأولياء الأمور، كما يثير جدلاً واسعاً في الأوساط التعليمية والمجتمعية. 

وبينما يراه البعض خطوة لتعزيز الهوية الدينية والأخلاقية لدى الطلاب، يعارضه آخرون باعتباره يتعارض مع مبدأ التنوع الثقافي والديني حسب زعمهم. 

search