حكاية جرينلاند ليست جديدة، القصة الكاملة للرئيس الأمريكي مع الجزيرة منذ 2019

أثار إصرار الرئيس المنتخب دونالد ترامب مؤخرا على الاستحواذ على جرينلاند تكهنات كثيرة حول سبب رغبته في الاستحواذ على الإقليم الذي يتمتع بالحكم الذاتي، حيث قد يكون أحد الأسباب هو مدى "ضخامة" الجزيرة كما يعتقد ترامب، لكن جرينلاند ليست كبيرة كما تظهر على معظم الخرائط.

القارة القطبية الجنوبية وجرينلاند أكبر حجماً مما هي عليه في الواقع

وبحسب مجلة نيوزويك الأمريكية، كثيراً ما يُعتَقَد أن القارة القطبية الجنوبية وجرينلاند أكبر حجماً مما هي عليه في الواقع نظراً لبعدهما عن خط الاستواء، حيث تظهر جرينلاند على أغلب الخرائط بنفس حجم أفريقيا تقريباً، رغم أن أفريقيا في الواقع أكبر منها حجماً بنحو 14 مرة.

كان ترامب، الذي طرح فكرة الاستحواذ على جرينلاند خلال ولايته الأولى، قد صرح في عام 2021 أن حجم الجزيرة كان أحد الأسباب التي جعلته يرغب في الحصول على المنطقة.

وقال ترامب حينها: "إنك إذا نظرت إلى خريطة، فأنا مطور عقاري، وإذا نظرت إلى زاوية ما، قلت لنفسي "لا بد أن أحصل على هذا المتجر من أجل المبنى الذي أبنيه"، وما إلى ذلك، الأمر ليس مختلفًا كثيرًا. فأنا أحب الخرائط، ودائمًا ما كنت أقول: "انظر إلى حجم هذا المكان. إنه ضخم. ويجب أن يكون جزءًا من الولايات المتحدة".

ترامب يعتبر جرينلاند صفقة عقارية كبيرة

وفي عام 2019، قال ترامب أيضا عن عملية شراء محتملة: "في الأساس، إنها صفقة عقارية كبيرة، ويمكن القيام بالكثير من الأشياء"، حيث تبلغ مساحة جرينلاند 836000 ميل مربع، أي ما يعادل ربع مساحة الولايات المتحدة القارية.

وقال مارك سيريز، أستاذ الجغرافيا في جامعة كولورادو بولدر ومدير المركز الوطني لبيانات الثلوج والجليد، لمجلة نيوزويك : "جرينلاند هي أكبر جزيرة في العالم، ولكنها أصغر بكثير من حجم الولايات المتحدة المتجاورة".

وأضاف : "إن أي شخص ينظر إلى جرينلاند باستخدام إسقاط ميركاتور، معتقدًا أنها ضخمة، يحتاج إلى تدريب علاجي في الجغرافيا، وسأكون سعيدًا بتقديم ذلك التدريب".

وأوضح أنه على الرغم من أن سباق القطب الشمالي قد تكثف في السنوات الأخيرة بسبب موارده وممرات النقل الاستراتيجية، "فلم تعد هناك أراض متاحة للدول للمطالبة بها! لقد انتهى هذا النوع من النشاط منذ فترة طويلة".

ونشأ نوع من المنافسة الدولية غير الرسمية مع تسابق الدول على المطالبة بالأراضي الشمالية على أمل الوصول إلى الموارد الطبيعية الوفيرة في المنطقة، مثل الكوبالت والذهب والفضة والنحاس والنيكل واليورانيوم. 

عدد سكان جرينلاند 56000 نسمة

ويبلغ عدد سكان جرينلاند 56000 نسمة، مما يجعلها أقل سكانًا قليلاً من هوبوكين بولاية نيو جيرسي، وكانت الجزيرة جزءًا من الدنمارك منذ القرن الثامن عشر ولكنها مُنحت الحكم الذاتي في عام 1979 وأصبحت دولة تتمتع بالحكم الذاتي منذ عام 2009، وهناك أيضًا قاعدة عسكرية أمريكية كبيرة في جرينلاند.

كما أن اهتمام ترامب بجرينلاند ليس جديدًا، حيث تحدث عن شرائها منذ ولايته الأولى، لكنه أصبح على استعداد متزايد للاستحواذ على المنطقة بأي وسيلة ضرورية.

وقال إنه لن يستبعد استخدام الإكراه العسكري أو الاقتصادي لإجبار الدنمارك على بيع جرينلاند للولايات المتحدة.

وقال مارك مونمونير، أستاذ الجغرافيا والبيئة في جامعة سيراكيوز، لمجلة نيوزويك : "بشكل عام، تُشوه الخرائط المسطحة معظم المناطق، بعضها أكثر من غيرها. وفقًا لتوقعات ميركاتور، تحتل جرينلاند مساحة تعادل مساحة قارة أمريكا الجنوبية بأكملها".

وتابع : "قول ترامب إن الحدود بين الولايات المتحدة وكندا عبارة عن خط اصطناعي، لكن جزءًا كبيرًا من الحدود يمتد على طول خط طول موازٍ، وهو سمة هندسية طبيعية أو واضحة، مثبتة بواسطة القطبين الشمالي والجنوبي".

وأضاف :" قد تبدو بعض الخطوط على الكرة الأرضية أو على الخريطة عشوائية حتى ندرك أن هناك نقاطًا أو أماكن أو خطوط ساحلية مثبتة عليها".