في ذكرى ميلاد «أم البطل».. محطات من حياة شريفة فاضل
شريفة فاضل
رحاب عنتر
يحل اليوم ذكرى ميلاد أم البطل، وحفيدة الشيخ أحمد ندا، تميزت بقوة صوتها ورغم إختفائها عن الساحة الفنية قبل وفاتها إلا أن أغانيها مازالت حية بين جمهورها حتى الآن، وخاصةً أغنية «حارة السقايين» التي غناها الفنان محمد منير، هي الفنانة شريفة فاضل.
ميلادها
ولدت شريفة فاضل في مدينة القاهرة، في 27 سبتمبر 1938، أسمها الحقيقي فوقية محمود احمد ندا وتدربت على أيدي أساطير الإنشاد الديني والموسيقي، التحقت بمعهد الفنون المسرحية والتحقت أيضًا بمعهد التمثيل في بداية إنشائه لكنها لم تكمل دراستها فيه، وكان لوالدتها دور في دعمها فنيًا في ظل معارضة والدها.
كان والدها مؤذن مسجد السيدة زينب وهو من المقرئين الرواد والمؤثرين، على الرغم من عدم وجود تراث كافٍ من التسجيلات له إلا أنه كان من أهم المقرئين، ويُشار إلى أن الشيخ زكريا أحمد الملحن حرص على أن يجمع بين أم كلثوم والشيخ أحمد ندا في لقاء، وعرف الشيخ أحمد بقوة صوته.
أعمالها
واشتهرت شريفة فاضل بأغنية "أمانة يا بكرة"، والتي شدت بها في الخمسينات، وتزوجت من المخرج السيد بدير الذي أسند إليها بطولات أعمال فنية عديدة، ونالت شهرة واسعة بأغنيتها "حارة السقايين"، وقدمت فيلماً بنفس الاسم.
وفي السبعينات وخلال حرب أكتوبر من العام 1973 توفي ابنها سيد السيد بدير في الحرب، وغنت أغنية "أم البطل"، وحققت نجاحاً كبيراً.
وأسست مسرح منوعات شهيرا في شارع الهرم وقدمت حفلات غنائية في العديد من البلدان العربية منها تونس ولبنان والكويت.
من أبرز أعمالها أفلام "الأب" و"اللعب بالنار" و"وداعا يا غرامي" و"أولادي" و"ليلة رهيبة" و"مفتش المباحث" و"سلوى في مهب الريح " و"غازية سنباط "و"الحب والثمن" و"تل العقارب" و"سلطانة الطرب".
ظهرت شريفة فاضل لأول مرة على الشاشة في فيلم الأب عام 1947، وعملت لفترة قصيرة بالإذاعة مع الإعلامي الشهير بابا شارو، وأخرج لها زوجها السيد بدير فيلما، وتعاونت مع أسماء مهمة من الملحنين مثل محمد الموجي، والذي قدم لها أولى أغنياتها "أمانة ما تسهرني يا بكره".
كما تعاونت مع الملحن والمغني المتفرد منير مراد الذي قدم لها مجموعة كبيرة من الأغاني الناجحة مثل "حارة السقايين، وفلاح والليل، وآه من الصبر"، وآخرون أمثال رياض السنباطي وبليغ حمدي وسيد مكاوي ومحمود الشريف.
وتكتسب حارة السقايين شهرة كبيرة، كما أعاد المطرب محمد منير تقديمها، ومن أغنياتها أيضاً «سألت فين حيناً»، «يا حلو فهمنا»، «يا معجباي»، «ورق العنب»، «آه يالمكتوب»، «الليل»، "تم البدري بدري" وأغنية "والله لسه بدري يا شهر الصيام" أنتجت لنفسها بعض الأغنيات.
أغنية أم البطل
جات فكرة الأغنية عندما سيطر الحزن عليها، بعد استشهاد ابنها وبعد 3 شهور طلبت من صديقتها الشاعرة نبيله قنديل، أن تكتب أغنية عن أم بطل، وكانت تقصد بها كل الأمهات اللاتي فقدن أبنائهن الابطال فى الحرب، أو من عاشوا وشاركوا فى صنع النصر خصوصا وأن كل الأغنيات كانت تتغنى للحرب.
وعندما سألتها نبيلة: "هل أكتبها عن أم شهيد؟، قالت لها: "لا، أريدها أن تصل لأمهات كل الأبطال اللى شاركو فى حرب أكتوبر، من استشهد منهم ومن نجا".
وتابعت شريفة روايتها لكواليس كتابة الأغنية: "دخلت نبيلة أوضه ابنى الشهيد، لعدة دقائق، وخرجت وفى يدها ورقة بكلمات الأغنية، اللى هزتنى بشدة، وشعرت بأنها تعبر عنى بالفعل، بس طلبت منها تعديل شطرة: «بيضربوا بيك المثل»، رأيتها غير مناسبة، لكن الشاعرة نبيلة تمسكت بيها ووقتها كان زوجها، الملحن على اسماعيل، حاضرا معنا، فأخذ الكلمات وتوجه لمنزله، وعاد اليوم التالى بلحن شديد الإتقان، لم أطلب تعديل جملة موسيقية واحده، وفى اليوم التالت كنت بماسبيرو لتسجيلها، فرحب «بابا شارو»، رئيس الإذاعة وقتها، بالأغنية وأمر بدخولى الأستوديو فورا".
الكاتبة الصحفية لينا مظلوم
قالت الكاتبة الصحفية العراقية لينا مظلوم، إن الفنانة شريفة فاضل كانت تعيش بكلية واحدة منذ 20 عاما، ومنذ 3 سنوات بدأت تعيش منعزلة عن العالم والوسط الفني، حيث كانت مقتنعة تماما أن جيلها عاش فترته ومرحلته، هذه كانت قناعتها للانعزال عن كل ما حولها.
وأضافت لينا في مداخلة هاتفية مع الإعلامية سهير جودة في برنامجها الذي يحمل اسم «الستات» والمذاع عبر فضائية «النهار»، قائلة: «كان في بعض الزملاء الصحفيين يطلبوا إنهم يجروا حوارات مع شريفة فاضل وهي كانت ترد وتقول خلاص احنا خلاص اتكلمنا وقولنا كل حاجة".
وأوضحت: «شريفة فاضل كانت إنسانة بيتوتية بتروح الشغل وترجع بيتها ومن النادر تخرج من بيتها، ودائما صحابها من الوسط الفني يقوموا بزيارتها في المنزل».
وفاتها
توفيت شريفة فاضل يوم ٥ مارس ٢٠٢٣، عن عمر يناهز ٨٥ عاماً وتركت وراءها أعمالاً مميزة.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً