هبوط أسعار الذهب وتراجع الدولار.. ماذا يحدث في الأسواق العالمية؟

تواجه الأسواق العالمية من الذهب إلى العملات حالة من الترقب. بسبب الترقب لسياسات الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب. وبينما يظل الدولار قويًا بفضل مكانته كملاذ آمن، يواجه الذهب والمعادن النفيسة الأخرى تقلبات بسبب توقعات أسعار الفائدة والسياسات التجارية المحتملة.

أسعار الذهب

انخفضت أسعار الذهب اليوم الإثنين بعد مكاسب حققتها الأسبوع الماضي، وتراجعت أسعار الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.5% لتصل إلى 2627.36 دولار للأوقية. كما هبطت العقود الأمريكية الآجلة للذهب بنسبة 0.6% لتصل إلى 2639.40 دولار للأوقية.

جاء هذا التراجع مدفوعًا بجني الأرباح، حيث صعد الذهب يوم الجمعة إلى أعلى مستوى في 3 أسابيع وحقق مكاسب أسبوعية. وأوضح أجاي كيديا، مدير "كيديا كوموديتيز" في مومباي، أن الضغط على الذهب يرجع بشكل رئيسي إلى عمليات جني الأرباح بعد مكاسب الأسبوع الماضي، مشيرًا إلى أن الأسواق تترقب الآن عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض وتأثير ذلك على السياسات الاقتصادية.

ترقب تقرير الوظائف الأمريكية

ينصب تركيز الأسواق على تقرير الوظائف غير الزراعية في الولايات المتحدة لشهر ديسمبر، المقرر صدوره يوم الجمعة المقبل. قد تقدم هذه البيانات أدلة إضافية على خطط مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) بشأن أسعار الفائدة. إلى جانب ذلك، ينتظر المستثمرون بيانات الوظائف الصادرة عن مؤسسة "إيه.دي.بي"، وكذلك محاضر آخر اجتماع للسياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي.

العلاقة بين أسعار الفائدة والذهب

عادةً ما ترتفع أسعار الذهب عندما تنخفض أسعار الفائدة، إذ يصبح المعدن النفيس أكثر جاذبية كملاذ آمن. كما يُستخدم الذهب كتحوط في أوقات الضبابية السياسية والتضخم.

تأثير سياسات ترامب الاقتصادية

عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في 20 يناير قد تغير المعادلة الاقتصادية. من المتوقع أن تؤدي سياسات الحماية التجارية وفرض التعريفات الجمركية إلى زيادة التضخم. هذا الارتفاع المحتمل في التضخم قد يدفع الاحتياطي الفيدرالي إلى التباطؤ في خفض أسعار الفائدة، مما يحد من ارتفاع أسعار الذهب.

في عام 2024، خفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة 3 مرات، لكنه توقع خفضين فقط خلال العام الجاري بسبب استمرار الضغوط التضخمية.

أسعار الفضة

بجانب الذهب، سجلت المعادن النفيسة الأخرى تحركات متفاوتة، حيث استقرت الفضة في المعاملات الفورية عند 29.64 دولار للأوقية، وانخفض البلاتين بنسبة 0.6% ليصل إلى 932.59 دولار للأوقية، وتراجع البلاديوم بنسبة 1% ليصل إلى 912.75 دولار للأوقية.

تحركات سوق العملات والدولار الأمريكي

بينما تراجع الدولار الأمريكي اليوم الإثنين بنسبة طفيفة، لكنه ظل بالقرب من أعلى مستوى له في عامين. يتابع المتعاملون مجموعة من البيانات الاقتصادية الأمريكية التي قد توفر إشارات حول مسار السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي.

انخفض الدولار بنسبة 0.36% مقابل نظيره الكندي ليصل إلى 1.4395 دولار كندي. يأتي هذا التراجع في ظل تقارير عن نية رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو التنحي عن منصبه.

اليوان الصيني في بؤرة الاهتمام

شهد اليوان الصيني تراجعًا في السوق المحلية يوم الجمعة إلى ما دون مستوى 7.3 للدولار، وهو مستوى مهم نفسيًا. يأتي ذلك بعد أن توقف بنك الشعب الصيني (البنك المركزي) عن الدفاع عن هذا المستوى.

هبط اليوان في السوق المحلية إلى أدنى مستوى له في 16 شهرًا عند 7.3289 للدولار، وفي  السوق الخارجية، انخفض اليوان بنسبة 0.06% ليصل إلى 7.3558 للدولار.

أداء اليورو والجنيه الإسترليني

ارتفع الدولار الأسترالي بنسبة 0.2% ليصل إلى 0.6227 دولار أمريكي، وزاد الدولار النيوزيلندي بنسبة 0.22% ليصل إلى 0.56245 دولار أمريكي.

استقر اليورو عند 1.0310 دولار دون تغيير يُذكر، وارتفع الجنيه الإسترليني بنسبة 0.13% ليصل إلى 1.2440 دولار، وانخفض الين الياباني بنسبة 0.24% ليصل إلى 157.66 للدولار.

الغموض حول سياسات ترامب وتأثيرها على الأسواق

يراقب المستثمرون عن كثب سياسات ترامب الاقتصادية التي تشمل فرض رسوم جمركية على الواردات، وخفض الضرائب، وقيود على الهجرة. هذه السياسات قد تؤدي إلى تقلبات كبيرة في الأسواق.

قال راي أتريل، رئيس استراتيجية النقد الأجنبي في بنك أستراليا الوطني: "لا يزال هناك غموض كبير حول السرعة التي سيتم بها تنفيذ هذه السياسات ومدى توافقها مع التصريحات السابقة".

وأضاف: "من الصعب رؤية أي ضرر كبير للدولار في الوقت الحالي بسبب مكانته كملاذ آمن".