دقت أجراس الكنيسة، حضور رئاسي ووحدة وطنية وأجواء روحانية في عيد الميلاد

في مساء الاثنين 6 يناير 2025، ووسط أجواء من الفرح والتآخي، شهدت كاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية الجديدة احتفالية عيد الميلاد المجيد 2025، والتى تنوعت بين ترانيم الكنسية، وحضور مهيب من كبار رجال الدولة والشخصيات العامة، وعلى رأسهم الرئيس عبدالفتاح السيسي.

الرئيس السيسي يوجه رسالة تهنئة للشعب المصري

مع بداية الاحتفالية، وجّه الرئيس عبد الفتاح السيسي رسالة تهنئة للشعب المصري بمناسبة عيد الميلاد المجيد، مؤكداً أن هذا اليوم يمثل تجسيدًا حيًا لقيم التسامح والتآخي التي طالما كانت جزءًا أساسيًا من هوية مصر، وفي كلمته، شدد الرئيس على أن وحدة الوطن ليست مجرد شعار، بل هي واقع تجسده الأعياد والمناسبات التي تجمع أبناء الوطن في احتفالات مشتركة، مسلمين ومسيحيين.

كما أشار السيسي إلى أن هذا الاحتفال هو تعبير عن التلاحم الوطني، وأكد أن مصر ستظل قوية بفضل إيمان شعبها بالله، متطلعًا إلى المزيد من الاستقرار والنمو.

وذكر الرئيس السيسي في رسالته أنه يتحمل المسؤولية بكل أمانة ونزاهة، وأن المصريين على دراية كاملة بجميع القضايا التي تواجههم ويستطيعون التصدي لأي تحديات.

رسائل الرئيس السيسي في احتفالية عيد الميلاد 

في كلمته، وجه الرئيس السيسي ثماني رسائل هامة، أبرزها التهنئة للشعب المصري بعيد الميلاد المجيد، والتأكيد على أن الاحتفال يجسد قيم التسامح والوحدة الوطنية. كما أشار إلى أن مصر ستظل قوية بتكاتف أبنائها من المسلمين والمسيحيين، مستندة إلى إيمانهم بالله ووحدة النسيج الوطني. الرئيس السيسي أكد على أن القلق الذي قد يشعر به البعض طبيعي، ولكن إيمان المصريين هو أساس قوة الدولة، متعهدًا باستمرار الشفافية والعدالة في التعامل مع جميع القضايا الوطنية.

قداس عيد الميلاد المجيد تحت رئاسة البابا تواضروس الثاني

ومن جانبه، ترأس قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، قداس عيد الميلاد المجيد في كاتدرائية ميلاد المسيح، وسط حضور مكثف من المصلين وأبناء الكنيسة، وقداس عيد الميلاد هو مناسبة روحية عظيمة تجمع المصريين من جميع الأعمار والطوائف في لحظة من التفرغ للتأمل والصلاة، وقد تجلت أجواء الفرح والروحانية في كل زاوية من زوايا الكاتدرائية، حيث تزينت الكنيسة بمجموعات من الزهور والتماثيل التي تحكي قصة ميلاد السيد المسيح في بيت لحم.

حضور متميز لرجال الدولة والدبلوماسيين

وشهد الاحتفال حضورًا لافتًا من كبار رجال الدولة، بينهم الوزراء والمحافظين وأعضاء مجلسي النواب والشيوخ، بالإضافة إلى عدد من السفراء والدبلوماسيين الذين قدموا تهنئتهم للأخوة الأقباط بمناسبة عيد الميلاد المجيد. 

هذا التواجد يعكس مدى الترابط الوثيق بين الدولة والكنيسة، ويظهر حجم الدعم الحكومي للكنيسة المصرية في إطار تعزيز قيم المحبة والوحدة الوطنية.

زينة وأجواء عيد الميلاد في الكاتدرائية 

تزينت كاتدرائية ميلاد المسيح بزينة احتفالية رائعة، حيث أضاءت الأضواء الكاتدرائية بالألوان الزاهية، وتزينت الساحة الخارجية بمجسم "مزود البقر"، الذي يُجسد مكان ميلاد السيد المسيح في مدينة بيت لحم، هذه الزينة أضفت على المكان جواً من البهجة، وذكّرت الجميع بالحدث العريق الذي يتم الاحتفال به.

كما شهدت الكاتدرائية مراسم قداس مليئة بالترانيم الاحتفالية والألحان التي تحمل في طياتها روح الفرح والمحبة، مستحضرًا معاني العيد في قلوب المصريين كافة، هذه الأجواء الروحية تعكس تقاليد الكنيسة الأرثوذكسية التي تحتفل بهذا الحدث العظيم كل عام، وتؤكد على عمق العلاقة بين الدين والدولة في مصر.

الاحتفالات مستمرة بروح الوحدة والمحبة 

تستمر احتفالات عيد الميلاد المجيد في كاتدرائية ميلاد المسيح حتى مساء الغد، حيث كانت الكنائس في جميع أنحاء مصر قد امتلأت بالزينة والأضواء، وشهدت تبادل التهاني بين المصريين تحت شعار "كل عام وجميعنا بخير". 

تبادل التهاني ليس فقط بين الأقباط، بل بين الجميع من كافة الأطياف، بما يعكس حقيقة وحدة الشعب المصري في جميع المناسبات، سواء كانت دينية أو وطنية.