رقم 600 في الفصائل المسلحة، من هو مرهف أبو قصرة وزير الدفاع السوري الجديد؟

في خطوة جديدة، أعلنت القيادة العامة في سوريا، اليوم الثلاثاء، تولي اللواء مرهف أبو قصرة منصب وزير الدفاع في الحكومة السورية الجديدة. 

ويعد هذا القرار علامة فارقة في مسار الصراع السوري، حيث يبرز أبو قصرة كأحد الوجوه البارزة في المعارضة المسلحة.

من هو اللواء مرهف أبو قصرة؟

اللواء مرهف أبو قصرة هو قيادي سوري سابق في المعارضة المسلحة، وقد شغل منصب القائد العام للجناح العسكري لهيئة تحرير الشام، أحد أبرز الفصائل المعارضة للنظام السوري، ومن خلال قيادته للعمليات العسكرية، لعب دورًا أساسيًا في معركة "ردع العدوان" ضد النظام السوري.

النشأة والمسيرة العسكرية

وُلد مرهف أبو قصرة في مدينة حلفايا بمحافظة حماة، وهو في العقد الرابع من عمره (41 سنة)، ودرس الهندسة الزراعية في جامعة دمشق، ولكن مع اندلاع الأحداث عام 2011، هاجر مع عائلته إلى إدلب حيث انخرط في النشاط العسكري ضد النظام. 

ومنذ ذلك الحين، أصبح أحد القادة العسكريين الذين هندسوا القدرات العسكرية للمعارضة في شمال سوريا، وقاد العديد من العمليات الهامة.

التحول من اسم عسكري إلى شخصية سياسية

وعرف اللواء مرهف أبو قصرة سابقًا باسم "أبو حسن الحموي 600"، وهو الاسم العسكري الذي استخدمه طوال فترة قيادته العسكرية. 

ومع توليه وزارة الدفاع، ظهر في مقابلة مع وكالة "فرانس برس" في ديسمبر 2024 باستخدام اسمه الحقيقي لأول مرة، في خطوة تعكس تحوله من قائد عسكري إلى شخصية سياسية.

رؤية أبو قصرة للمرحلة القادمة

وفي نفس المقابلة، أعرب أبو قصرة عن اعتقاده بأهمية بناء مؤسسة عسكرية وطنية في سوريا، مشيرًا إلى ضرورة توحيد جميع الوحدات العسكرية تحت هذه المؤسسة. 

وأكد على أن عقلية الفصائل لا تتماشى مع عقلية الدولة التي ينوي النظام الجديد بناؤها. وعبر عن استعداده لحل الجناح العسكري لهيئة تحرير الشام، في إطار الإصلاحات المستقبلية.

دور سوريا في المنطقة ومطالبات دولية

وشدد أبو قصرة أيضًا على أهمية إزالة تصنيف هيئة تحرير الشام من قائمة "الإرهاب"، مطالبًا المجتمع الدولي بالضغط على الدول المعنية بهذا الملف. 

وفيما يخص العلاقات الإقليمية والدولية، شدد على أن سوريا يجب أن تظل موحدة، موجهًا رسالة بعدم السماح بوجود فيدراليات داخل البلاد. 

وطالب بحل المسائل المتعلقة بالتحركات العسكرية الإسرائيلية في سوريا، واصفًا الوضع الراهن بأنه "جائر".

الخطوات المستقبلية في إطار الحكومة الجديدة

وفي سياق حديثه عن السياسة الداخلية، أشار أبو قصرة إلى ضرورة التوجه نحو بناء دولة جديدة تكون قادرة على استيعاب جميع مكوناتها. 

وتحدث عن ضم المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية إلى الإدارة الجديدة، مؤكدًا على وحدة سوريا واستقرارها في المستقبل.