السبت، 28 ديسمبر 2024

09:38 م

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

tru

نهر «القيامة الجليدي»، تهديد يلوح في الأفق لتدمير للكرة الأرضية، ما القصة؟

نهر القيامة الجليدي

نهر القيامة الجليدي

مارسيل أيمن

A A

في ظل التغيرات المناخية المتسارعة، يبرز نهر ثويتس الجليدي في القارة القطبية الجنوبية كأحد أبرز العوامل التي قد تُحدث تغييرًا كارثيًا في مستويات سطح البحر. 

ويُلقب هذا النهر بـ"القيامة الجليدي"، نظرًا لقدراته المدمرة التي قد تؤدي إلى غرق السواحل في مختلف أنحاء العالم إذا انهار، حيث تكشف الدراسات الأخيرة عن تحذيرات جدية من انكماش هذا النهر بشكل سريع، مما ينذر بارتفاع غير مسبوق في مستوى البحر.

تسارع الذوبان وزيادة مستوى البحر

ويخسر نهر ثويتس الجليدي حوالي 50 مليار طن من الجليد سنويًا، ما يشكل تهديدًا هائلًا للسواحل العالمية، وبحسب الدراسات، فإن النهر يحتوي على كميات من المياه كافية لرفع مستوى سطح البحر بمقدار يتراوح بين 60 سم و3 أمتار. 

في هذا السياق، حذر تيد سكامبوس، عالم الأبحاث في المعهد التعاوني لأبحاث العلوم البيئية (CIRES)، من أن هذا النهر يشكل تهديدًا كبيرًا على المدى القصير، مؤكدًا أن الوضع يتطلب اهتمامًا عاجلًا. 

وبدوره، أشار ماتيو مورليجيم، خبير المناطق القطبية، إلى أن التقرير الجديد من مشروع التعاون الدولي لنهر ثويتس الجليدي يشير إلى تسارع ذوبان النهر بشكل غير متوقع، مما قد يؤدي إلى ارتفاع مستويات البحر عالميًا.

تشققات وصدوع تسرع من الذوبان

أدى تسرب المياه الدافئة إلى النهر الجليدي إلى زيادة التشققات والصدوع، مما يعزز من سرعة ذوبانه. وقد أكدت بريتني شميت، عالمة الأرض في جامعة كورنيل، أن هذه التشققات ليست مجرد ظاهرة سطحية، بل إن تأثيرها يمتد إلى الأعماق، مما يساهم في تسريع العملية بشكل ملحوظ. 

ووفقًا للأبحاث الجديدة، فإن معدل الذوبان في النهر الجليدي أكبر مما كان متوقعًا في البداية، وهو ما يثير قلق العلماء بشكل متزايد.

«منطقة التأريض» التفاعل الخطر بين الجليد والمحيط

وفي سياق متصل، تشكل منطقة التأريض، وهي المنطقة التي يتلامس فيها النهر الجليدي مع قاع البحر، تهديدًا إضافيًا لنهر ثويتس. 

ففي هذه المنطقة، المياه الدافئة والمالحة تتسبب في ذوبان الجليد من الأسفل. بيتر ديفيس، عالم المحيطات في هيئة المسح البريطانية لأنتاركتيكا، وفريقه استخدموا المياه الساخنة لحفر ثقوب في الجرف الجليدي لدراسة التفاعل بين المحيط والجليد، حيث اكتشفوا أن المياه في هذه المنطقة دافئة بما يكفي لتذويب الجليد من الأسفل بسرعة.

كما أشار بيتر واشام، الباحث المشارك في جامعة كورنيل، إلى أن فريقه قام باستخدام روبوتات غاطسة لجمع قياسات دقيقة حول المحيط والجليد، مؤكداً أن منطقة التأريض هي "منطقة فوضوية" بسبب تضاريسها المعقدة، مما يجعل عملية ذوبان الجليد أسرع وأكثر تأثيرًا على البيئة المحيطة.

مستقبل مقلق بسبب ذوبان نهر ثويتس

ويعزز استمرار تفاعل المياه الدافئة مع الجليد في منطقة التأريض من تسريع ذوبان نهر ثويتس الجليدي، مما يهدد بارتفاعات كبيرة في مستوى سطح البحر. 

إذا استمرت هذه العملية على هذا النحو، فقد نشهد آثارًا مدمرة في العديد من المناطق الساحلية حول العالم، وهو ما يتطلب استجابة عاجلة من المجتمع الدولي.

search