ذكرى عيد ميلاد نعيمة الصغير، من مطربة بصوت أنثوي إلى براعتها في أدوار الشر
نعيمة الصغير
نور الشايب
نعيمة الصغير هي واحدة من أبرز وأهم الفنانات في تاريخ السينما والمسرح المصري، حيث استطاعت ترك بصمة كبيرة في أذهان الجمهور، من خلال أدوارها التي تنوعت بين الشر والصرامة، وساهمت ملامحها القوية وصوتها الخشن في أن تكون أحد أبطال أفلام "الأدوار المركبة". تحل اليوم ذكرى ميلاد هذه الفنانة التي أصبحت رمزًا للشر في بعض الأدوار التي قدمتها، حيث عُرفت بشخصيتها القوية وملامحها الحادة، التي جعلت منها أيقونة لأدوار الشر بامتياز.
من أبرز أدوارها التي رسخت في ذهن الجمهور شخصية "الكتعة"، التي قدمتها في فيلم "العفاريت" وشارك في بطولته عمرو دياب ومديحة كامل، وهي شخصية ذات طابع قاس وأسلوب حياتي مُعقد، وهي واحدة من أبرز الأدوار التي جعلت نعيمة الصغير تحظى بشعبية كبيرة، حتى أصبح اسم "الكتعة" مرتبطًا بهذه الفنانة الرائدة.
لقد برعت نعيمة في تقديم الشخصيات التي تحمل طابعًا صعبًا وجافًا، وتمكنت من أداء أدوارها ببراعة شديدة، بل أصبحت جزءًا من هويات تلك الشخصيات التي تظل محفورة في ذاكرة السينما المصرية، وعلى الرغم من كونها قدّمَت العديد من الأدوار التي تجسد قوى الشر أو التسلط، فإن طاقتها وأداءها المميز كانا عاملين أساسيين في نجاح هذه الشخصيات وتعلق الجمهور بها.
تظل نعيمة الصغير مثالاً للفنانة التي استطاعت أن تصنع لنفسها مكانًا خاصًا في تاريخ السينما والمسرح، وقد أثرت في العديد من الأجيال بما قدمته من أدوار محورية وفنية مميزة ستظل خالدة في وجدان محبي السينما العربية.
صوت نعيمة الصغير الذي تحول من الأنوثة إلى الصوت الأجش
صوت نعيمة الصغير الأجش وملامحها الجادة كانا من أبرز سماتها التي جعلتها واحدة من أروع وأقوى الفنانات في السينما والمسرح المصري.
فقد امتزج صوتها الخشن بالقسوة والصرامة، مما جعلها مثالية لأداء أدوار الشر التي تتطلب شخصية قوية ومؤثرة.
كانت دائمًا تبدو كأنها تجسد شخصيات تحمل قسوة لا مثيل لها، سواء في دور الأم القاسية التي لا تعرف الرحمة، أو الحماة "المفترية" التي يملأ قلبها الحقد والغل، إضافة إلى ذلك، قدمت ببراعة شخصية زعيمة العصابات أو المرأة الشريرة التي تستغل الآخرين لتحقيق مصالحها الشخصية.
وهذه الأدوار المركبة والمركزة جعلتها من أبرز نجمات الأدوار الصعبة التي تركت بصمة لا تُنسى في ذاكرة الجمهور.
لكن المفارقة تكمن في أن نعيمة الصغير لم تبدأ حياتها الفنية على هذا النحو، فقد كانت في بداية مشوارها الفني مغنية، وقدمت أغاني رومانسية ومونولوجات خفيفة في الملاهي الليلية، حيث بدأت كمطربة تقدم أنواعًا من الأغاني التي تتميز بخفة الظل والروح المرحة.
لقد كانت مغنية ذات موهبة كبيرة، وكانت تظهر على المسارح الليلية قبل أن ينتقل اهتمامها إلى التمثيل.
ورغم انتقالها إلى التمثيل، إلا أن صوتها الأجش وملامحها الجادة كانا عاملين رئيسيين في نجاحها في تقديم أدوار الشر الصارمة التي لا تنسى، إذ أضافت لهذه الشخصيات الكثير من المصداقية والقوة، مما جعلها واحدة من الفنانات اللواتي يجسدون "الشر" بأعلى درجات الإتقان.
ورغم تطور مسيرتها الفنية إلى أدوار مختلفة، لكن البداية الغنائية بقيت جزءًا من تاريخها الفني، لتظهر لنا شخصية متعددة الأبعاد تجمع بين اللحن الحالم والشر القاسي، مما جعلها فنانة فريدة لا تشبه غيرها.
تفاصيل تحول صوت نعيمة بسبب حادثة كيدية من زميلتها
حرمت نعيمة الصغير من حلمها في الغناء بسبب حادث مأساوي تعرضت له في بداية حياتها الفنية، حيث تحول صوتها الرقيق الذي كانت تستخدمه في الغناء إلى صوت خشن وأجش.
روت نعيمة الصغير في أحد اللقاءات التلفزيونية، تفاصيل هذا الحادث الذي غير مسار حياتها بأن إحدى زميلاتها قامت بوضع مادة سامة في كوب الشاي بهدف التخلص منها، وعلى الرغم من أن نعيمة نجت من الموت بفضل قوتها الجسدية، إلا أن هذه المادة السامة أثرت بشكل بالغ على أحبالها الصوتية، مما أدى إلى تحول صوتها إلى خشونة دائمة.
هذا الحادث قضى على حلمها بالغناء وأدى إلى تحولها نحو عالم التمثيل، حيث برعت في تقديم أدوار الشر والشخصيات القوية، لتصبح واحدة من أبرز نجمات السينما والتليفزيون المصري.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
بعد أزمته الأخيرة، هل يرحل كهربا عن الأهلي في يناير المقبل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً