مزولة الجامع الأزهر، المشيخة تحيي تاريخ المؤسسة وهيئة كبار العلماء

مزولة الجامع الأزهر، المشيخة تحيي تاريخ المؤسسة وهيئة كبار العلماء، ما بين الفتوى والفلك وحسابات الزمان والمكان، عاش الأزهر قرونًا يكفي الناس مسائلهم الدينية والدنيوية، فصنع الساعة الرخامية أو الساعة الشمسية، المسماة “المزولة” تلك الساعة التي اتخذت من مراقبتها زوال الشمس وشروقها وعرف العالم تحديد الميقات منها لتعمل 150 دولة بميقاتها.

مزولة الأزهر وتراث كبار علمائه 

تاريخ الأزهر وجهوده وإنتاجه الديني والعلمي ارتبط بكبار علمائه الذين قادوا عمله بفلسفته الخاصة التي يتداخل فيها الدينا مع الدين والوطن، فعلم الأزهر نفع من أجل الحياة، وأمان عند الممات.

توثيق تراث كبار علماء الأزهر وإنتاجهم العلمي

وشهدت أروقة الأزهر ودواوينه، إنجازات العلماء، الذين اتخذوا صفة كبار العلماء في مماتهم، وبعضهم في حياتهم لما تحقق بفضهم، وهو الأمر الذي دفع الأزهر الشريف الآن لإحياء هذا التراث وذلك الإنتاج النافع حالا، والغني ثقافيا وتراثيا، ليقوم الأزهر بإطلاق مشروع توثيق تراث هيئة كبار العلماء بإشراف الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر.

مؤسسات الأزهر تستعيد مكانتها وتأثيرها

ويعيش الأزهر الشريف ومؤسساته وهيئاته الدينية زخما كبيرا منذ العام 2010 لدى تولي الدكتور أحمد الطيب زمام مشيخة الأزهر ليصبح الإمام الكبر، وهو صاحب مشروع الرابطة العالم للأزهر الشريف، التي تحولت إلى منظمة دولية، كان هدفه وقتها استعادة الأزهر وضعه عالميا، لينشئ بعد توليه المشيخة الكثير من المشروعات، والتوسعات الإعلامية، والمهنية خلال السنوات الماضية.

الأزهر موجود خارجيًا بفكره وتدريباته وانتماء من كل دول العالم

وتصل محطة الأزهر الآن عند مشروعات كثيرة منها: عودة عمل أروقة الأزهر العلمية لتدريس اللغة والشريعة والعلوم، ومنح الإجازات العلمية للناس حول العالم، واستعادة تراث هيئة كبار علماء الأمة، وكذلك العمل المادي، إذ يستعيد الجامع الأزهر رونقه وساعته، كما تنشط المنظمة العالمية لخريجي الأزهر في بث علومها وتدريب المفتين والطلاب على أصول الدين والعلم ما بين أصالة التراث وحداثة المتغيرات عصريا.

مؤسسات الأزهر وأروقته موجودة بالداخل والخارج وتفاعل حي من الطرفين عبر الانترنت

ويباشر الأزهر الآن، التوسع في تواجده ميدانيا في كل شبر على الكرة الأرضية، في كل محافظات مصر، وفي معظم الدول، ويوازي ذلك بتواجد افتراضي، بالتفاعل من الجانبين، فيقبل منتسبين تباعديا لتعليمهم وتدريبهم، وهو تحول كبير يقوده شيخ الأزهر، بإحياء التراث المادي وكذلك التراث الفكري، ونشر علومه.

ومن جانبه، كشف الأمين العام لهيئة كبار العلماء الدكتور عباس شومان، عن قيام هيئة كبار العلماء باستكتاب أعضاء الهيئة وكبار أساتذة جامعة الأزهر بحوثا جديدة، ونشرها على هذه المنصة الإلكترونيَّة؛ لتجمع بين الأصالة و المعاصرة، ولتكون منبرًا جديدًا يضاف إلى منابر الأزهر الشريف.

إطلاق منصات وتوثيق مرئي لتراث كبار علماء الأزهر القدامى واستكتاب الجدد

ولدى تدشينه منصة إلكترونية باسم هيئة كبار العلماء كشف الأمين العام لهيئة كبار العلماء الدكتور عباس شومان، عن المشروع العملاق و المنصة الإلكترونية والنوافذ الرقمية المتاحة عليها، وعلى النسخ الرقميَّة لإصدارات أمانة الهيئة، والفيديوهات المسجلة لأعضاء هيئة كبار العلماء، والتي تضم أكثر من 2000 ساعة صوتية لشرح كتب التراث، وتاريخ نشأة هيئة كبار العلماء المتمثل في تراجم أعلامها على موقع الهيئة، وعددهم (102) عالم، وما يتبع كلَّ ترجمة من وثائق علميَّة وتاريخيَّة .

وأكد على القيام بتوثيق تواريخها على قناة «يوتيوب» باسم هيئة كبار العلماء؛ ليسهل على الباحثين من خارج مصر وداخلها متابعة هذه الشروح، والإفادة منها، واستخراج الفرائد والفوائد العلميَّة لكل محاضرة. ووجه شومان الشكر إلى فريق العمل بالمركز الإعلامي بأمانة الهيئة، وقال : " إنه بجهود الشباب لا يوجد مستحيل، وأنَّ لغة الرقمنة والنشر الإلكتروني هي لغة العصر، والأزهر الشريف وهيئة كبار العلماء أحقُّ الناس باستخدام هذه اللغة، ونشر العلم الصحيح، وتصحيح المفاهيم" .

ومن جانبه أكَّد حسن يحيى مدير عام هيئة كبار العلماء، أنَّ أمانة الهيئة لديها كنوز معرفيَّة، تتمثل في إصدارات علمية مطبوعة ومخطوطة كتبها أعضاء الهيئة القدامى والمعاصرون تعالج قضايا أمتنا الإسلامية، وتحمل من الفكر الإسلامي ما يجعل منصة هيئة كبار العلماء مقصد الباحثين والطلاب، بالإضافة إلى (688) محاضرة لشرح كتب التراث في مختلف العلوم الإسلاميَّة والعربيَّة.