الفنان محمد عبلة في حوار لـ«الجمهور»: البسطاء أبطال لوحاتي ولابد أن يكون الفن مواكبًا للحياة (فيديو)
حوار مع الفنان محمد عبلة
أحمد سامي
- مدرسين الابتدائية اكتشفوا موهبتي وشجعوني على تنميتها
- الفنان يلجأ للألوان حتى يوصل مشاعره
- المكان مهم جدًا للعمل الفني لأنه يؤثر فيه
- الفنان لابد أن يعرف ما يدور في العالم حتي يُخرج فن مواكبًا للحياة
- أترك العنان للخيال ليتدخل في العمل الفني
- أبطال لوحاتي هم البسطاء الذين يسيرون في الشوارع
- لقائي بالروائي الكبير نجيب محفوظ كان تجربة مثيرة
- الأماكن لها سحرها والفنان دائمًا ما يبحث عما يثير خياله ومشاعره
- أحببت الكاريكاتير لذلك عملت متحفًا له
في رحلة فنية طويلة تمتد لأكثر من 40 عامًا، عاش خلالها الفنان التشكيلي محمد عبلة محلقًا بخياله وأحلامه في الأفق، واستطاع أن يطور موهبته وشغفه بالرسم منذ طفولته، إذ بدأ أولى خطواته في الرسم بالمدرسة، فرسم على جدرانها، وأصبح رفيق غرفة الرسم حتى لقب بفنان المدرسة، وفي ظل هذا المناخ ترعرع، وشحذ خياله بطاقة خصبة للتحليق أعمق لثقل موهبته.
وبعد حصوله على الثانوية العامة، أراد له والده أن يلتحق بالكلية الحربية، لكنه على غير رغبة والده التحق بكلية الفنون الجميلة بالإسكندرية، وتخرج منها متفوقًا، ثم سافر في رحلة لأوروبا لتعلم المزيد، واختلط بالفنانين بها، ثم عاد من رحلته ليستقر بمصر ويرسم بحس مرهف الطبيعة المصرية بأسلوبه الخاص.
وكشف محمد عبلة في حواره لـ موقع الجمهور الإخباري عن رحلته الفنية، وتجاربه التي عاشها بين التحديات والنجاحات، وتفاعله مع قضايا المجتمع، وإلى نص الحوار.
كيف بدأت الرسم؟
بدأت الرسم مبكرًا جدًا منذ طفولتي في المدرسة الابتدائية، المدرسين اكتشفوا موهبتي وشجعوني على تنميتها حتى لقبت بفنان المدرسة، وانطلقت من وقتها في الفن، ثم التحقت بكلية الفنون بالإسكندرية، وكأنها استجابة للأحلام التي دفعني نحوها الآخرين.
هل يواكب الفن حركة المجتمع؟
الفن دائمًا ما يواكب حركة المجتمع، والفن له لغته الخاصة، لذلك الرموز تغلب على الفن فلا يخرج بالوضوح الذي يتصوره الناس.
متي يخرج الفنان ما بداخله من إبداع؟
عندما يكون الموضوع الذي يعمل عليه الفنان حاضرًا في ذهنه ومتسقًا معه، بحيث يشعر الفنان أن الموضوع يملأه بشكل كافي، أي عندما تكتمل الفكرة، عندها يَخرج الإبداع الفني.
هل الألوان تستطيع توصيل مشاعر الفنان؟
في الغالب الرسم هو من يحدد شكل العمل واتجاهه، بينما الألوان تضفي على العمل مشاعر الفنان، فالمبدع يلجأ للون حتى يستطيع توصيل المشاعر.
أي الألوان تستهويك أكثر المركبة أم البسيطة؟
الفنان يبدأ بالألوان البسيطة ثم عندما يدخل في حالة العمل تمتزج الألوان ببعضها وتصبح مركبة، أنا أميل إلى الألوان البسيطة، لكن لا أستطيع التكميل بها، فألجأ إلى التركيب.
كيف يستطيع الفنانين الشباب إخراج طاقتهم الإبداعية؟
الفنان الشاب عليه أن يتعلم الكثير عن التقنيات وطرق الأداء المختلفة حتى تكون سهلة معه في توصيل أفكاره، ثم لابد أن يعرف ما يدور في العالم من حوله، حتى يخرج فن مواكب للحياة، لأن الثقافة الفنية مهمة جدًا للمبدع.
تمزج في لوحاتك بين الواقع والخيال ما أهمية ذلك؟
الخيال جزء من الفن، والفن لا يستطيع أن يكون واقعي دائمًا لأن الواقع بذاته ليس واقع فني وإنما واقع حياتي، لذلك يحاول الفنان تحويل الواقع بتعقيداته إلى واقع فني فيحتاج إلى الخيال، وأحيانًا تزيد نسبة الخيال، وأنا أترك فرصة للخيال أن يتدخل أثناء العمل.
هل وصلت إلى الرضي عن أعمالك؟
لدي رضا مؤقت يكفي لعرض العمل لكن بعد ذلك علاقة جدلية جدًا، تنازعني الأفكار ما بين الإعجاب إلى عدم الرضي الكامل عن العمل.
هل الفنان يرسم ليعيش؟
الفنان الذي عمله الفن فقط يرسم ليعيش، لكن يوجد فنانين موظفين، وأساتذة جامعة، ومنهم من يعمل بالصحافة، لكن أي فنان من حقه أن يرسم ليعيش، في البداية يرسم لأنه يحب الرسم ثم يبيع رسوماته ليعيش.
ماذا ترسم ومن أبطال لوحات الفنان محمد عبلة؟
أبطالي هم البسطاء الذين يسيرون في الشوارع، وأرسم الناس والحياة، وكل ما أهتم به، وأتتبع الإنسان في حياته، أرسم حركته وأفكاره، لكني لا أرسم المهن.
متي تجد الشغف للرسم؟
لا أرسم حتى يحدث لي حالة امتلاء بالموضوع.
كيف كان لقائك بالروائي نجيب محفوظ؟
قابلته أول مرة في أواخر السبعينات، وكان اللقاء في قهوة الفيشاوي، وتحدثنا في حوار عابر عن الإبداع، ثم التقيت به في قهوة ريش، ثم كان لقاء مهم معه في الأسبوع الذي حصل فيه على جائزة نوبل، وكنت وقتها برفقة أصدقاء مع صحفيين من السويد وكانوا يريدون عمل حوار معه، ثم جلست معه ساعتين في قهوة علي بابا، وكان الحوار بالنسبة لي تجربة مثيرة.
هل المكان يعطي روح للعمل الفني؟
الفن يظهر في مكان ويضع في مكان آخر، والمكان مهم جدًا للعمل الفني لأن المرسم بشكله وتركيبته وبالجو المحيط به يؤثر في شكل العمل، وكذلك مكان عرضه والإضاءة الموجهة عليه، كل ذلك يؤثر على العمل.
اختبارك للبناء بالطين في قرية تونس بالفيوم، هل له أسباب جمالية أم بالصدفة؟
عندما أتيت هنا منذ 40 عامًا كان البناء بالطين هو أنسب شيء، ولم يكن هناك خامات أخرى، ثم اكتشفنا أنها أجمل طريقة في البناء.
هل الفنان يبحث عن مكان حتى يبدع؟
الأماكن لها سحرها، والفنان يبحث عما يثير خياله ويحرك مشاعره، لذلك دائمًا الفنان في رحلة بحث عن أفكار وأماكن يرسم فيها، أنا عندما أجد مكان جذاب أحاول تكوين علاقة معه لأن الأماكن لها سحرها.
هل انتصر الفن للإنسان؟
الفن دائمًا مرتبط بالإنسان، والفن دائمًا ما ينتصر للإنسان، وكل ما تبقي لنا من الفراعنة هو الفن، وكذلك الفنون الإسلامية.
ما سر اهتمامك بالكاريكاتير؟
بدأ اهتمامي بالكاريكاتير مبكرًا، وعندما تخرجت من فنون جميلة أردت أن أكون رسام كاريكاتير وقمت بمحاولة في «صباح الخير» ولم تكن ناجحة، ثم اكتشفت أن الكاريكاتير هو فن قائم بذاته، وليس كل من يستطيع الرسم يصبح رسام كاريكاتير لأنه موهبة خاصة جدًا، لذلك تحول حبي من رسم الكاريكاتير إلى اقتناء الكاريكاتير وعرضه، ولهذا السبب أقمت متحف الكاريكاتير.
ما أبرز أعمالك المستقبلية؟
دائما ما أبحث عن موضوعات جديدة تثير شغفي، ويوجد الكثير من الموضوعات المثيرة بالنسبة لي منها الذكاء الاصطناعي، وأنا الآن في مرحلة تجميع أفكار، وقريبًا ستخرج للنور.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
من يحسم لقب كأس «الإنتركونتيننتال».. ريال مدريد أم باتشوكا المكسيكي؟
-
ريال مدريد
-
باتشوكا المكسيكي
أكثر الكلمات انتشاراً