استقالة نائب رئيس الوزراء الكندي بسبب شعارات ترامب

جاءت استقالة نائب رئيس الوزراء الكندي ووزير المالية وسط توترات متزايدة مع رئيس الوزراء جاستن ترودو بسبب التهديد الوشيك الذي تشكله القومية الاقتصادية "أمريكا أولاً" التي يتبناها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

استقالة فريلاند

وبحسب صحيفة الجارديان البريطانية، استقالت كريستيا فريلاند من منصبها، قبل ساعات فقط من إعلانها عن أول خطة اقتصادية للبلاد قبل تغيير الإدارة في واشنطن.

وفاجأت هذه الخطوة البلاد، وتركت كريستيا فريلاند ترودو بدون حليف رئيسي في الحكومة الكندية، وأثارت شكوكًا جديدة حول بقائه السياسي.

كندا وأمريكا

وتوترت العلاقات بين كندا والولايات المتحدة بسبب تعهد ترامب الشهر الماضي بفرض ضريبة بنسبة 25% على جميع السلع والخدمات الكندية .

كان من المقرر أن تعلن فريلاند عن البيان الاقتصادي الحكومي المتأخر عن الخريف، والذي كان من المتوقع أن يتضمن تفاصيل عن زيادة تطبيق القانون على الحدود بين الولايات المتحدة وكندا.

ومن غير الواضح الآن متى سيتم إلقاء البيان، ومن الذي سيلقيه.

وقالت وزيرة النقل أنيتا أناند : "لقد أثر هذا الخبر علي بشدة وسأحتفظ بمزيد من التعليقات حتى يتوفر لدي الوقت الكافي لاستيعابه".

الإعفاءات الضريبية

وذكرت تقارير أن فريلاند وترودو اختلفا بشأن مقترحات الإعفاءات الضريبية المؤقتة وتدابير الإنفاق الأخرى، والتي كانت تهدف إلى تعزيز الدعم السياسي، لكنها خاطرت بإجبار فريلاند على تفويت أهدافها الإنفاقية.

وتأتي الرسالة وسط حالة من عدم اليقين المستمر في كندا بشأن التأثير المحتمل للرسوم الجمركية الأمريكية، التي قال ترامب إنها ستفرض على كندا والمكسيك والصين، ما لم تتخذ هذه الدول إجراءات ضد تهريب المخدرات والبشر.

وقالت فريلاند في رسالة قدمتها إلى رئيس الوزراء ونشرت على منصات التواصل الاجتماعي: "على مدى الأسابيع القليلة الماضية، وجدنا أنفسنا على خلاف بشأن أفضل طريق للمضي قدمًا في كندا ".

وتابعت: "إن بلادنا تواجه اليوم تحديًا خطيرًا. فالإدارة القادمة في الولايات المتحدة تنتهج سياسة قومية اقتصادية عدوانية، بما في ذلك التهديد بفرض رسوم جمركية بنسبة 25%".

وأضافت قائلة:  "نحن بحاجة إلى أن نأخذ هذا التهديد على محمل الجد، وكندا بحاجة إلى إبقاء "ذخيرتها المالية جاهزة اليوم" حتى يكون لديها احتياطيات لحرب تعريفات جمركية قادمة.

وحذرت ترودو من أن "الحيل السياسية المكلفة" يجب التخلص منها لأنها قد تجعل الكنديين يشككون في ما إذا كانت الحكومة تفهم "خطورة اللحظة".

وتابعت :"هذا يعني التصدي للقومية الاقتصادية التي تتبنى شعار "أمريكا أولاً" من خلال بذل جهود حازمة للنضال من أجل رأس المال والاستثمار والوظائف التي يجلبانها".

وقالت :"هذا يعني العمل بحسن نية وتواضع مع رؤساء وزراء المقاطعات والأقاليم في بلدنا العظيم والمتنوع، وبناء استجابة حقيقية من فريق كندا". 

وقالت إن الخطة ستحدد السياسات الرامية إلى تحفيز وتشجيع تنمية الأعمال والاستثمار في كندا.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، التقى ترودو بالرئيس الأمريكي المنتخب ونشر صورة لهما وهما مبتسمان أثناء تناول العشاء في فلوريدا. 

وقال لهيئة الإذاعة الكندية إنه وعد ترامب بأن كندا ستعزز أمن الحدود في المراقبة.

وعقد ترودو سلسلة من الاجتماعات مع رؤساء الوزراء الإقليميين والمنافسين السياسيين في محاولة للحفاظ على جبهة موحدة، لكنه اتهم بالفشل في توقع الدوافع الحمائية لترامب.