الناتو يعترف: السلام لن يتحقق في أوكرانيا إلا بتنازلات إقليمية

قال الرئيس السلوفاكي بيتر بيليجريني، إن السلام في أوكرانيا لا يمكن تحقيقه إلا من خلال التسوية، بما في ذلك التنازلات الإقليمية.

سبل تحقيق السلام في أوكرانيا

وبحسب مجلة نيوزويك الأمريكية، ففي مقابلة أجريت مع محطة التلفزيون والإذاعة السلوفاكية، قال بيليجريني، كما ترجمها موقع الأخبار الأوكراني، “أوكراينسكا برافدا”، "عندما يتعلق الأمر بالسلام، أعتقد أننا بحاجة إلى أن نظل واقعيين".

وتابع الرئيس السلوفاكي، "ربما لا أحد في أوروبا بين الناس المعقولين اليوم يعتقد أن السلام يمكن تحقيقه دون بعض الخسائر الإقليمية الجزئية لأوكرانيا".

ترامب وأوكرانيا

وكان الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، الذي من المقرر أن يعود إلى منصبه في العشرين من يناير، قد تعهد مرارًا وتكرارًا بإنهاء الصراع المستمر منذ سنوات بين روسيا وأوكرانيا "خلال 24 ساعة". 

ووفقًا لرويترز، فقد وضع مستشارو ترامب خطط سلام محتملة لأوكرانيا تعكس مشاعر مماثلة لمشاعر بيليجريني، حيث تتنازل كييف عن بعض الأراضي وتتخلى عن طلبها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.

وناقش الرئيس السلوفاكي أيضًا كيفية تصاعد الصراع بين الدول المتحاربة، قائلًا، إن "التحولات الإقليمية كبيرة نسبيا" وأن الجيش الروسي يحرز تقدما.

وقال بيليجريني، إنه لا يتفق مع تفويض الرئيس الأمريكي جو بايدن لكييف باستخدام أسلحة بعيدة المدى عند تنفيذ ضربات عميقة في الأراضي الروسية بسبب الحدود المشتركة لسلوفاكيا مع أوكرانيا، مضيفًا، أنه إذا تم استخدام سلاح بعيد المدى في كييف، فإن تداعياته ستشعر بها بلاده.

الناتو وأوكرانيا

وكان بيليجريني، بالاتفاق مع المستشار الألماني أولاف شولتز، قد تحدث في وقت سابق ضد انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي، قائلاً في أكتوبر إن الصعود الفوري "غير واقعي" في زمن الحرب، حسبما ذكرت صحيفة "كييف إندبندنت".

وقدمت سلوفاكيا دعمًا كبيرًا لأوكرانيا بعد أن شنت روسيا غزوًا واسع النطاق للبلاد في فبراير 2022، حيث أرسلت ما يزيد عن 700 مليون دولار من المساعدات العسكرية المباشرة إلى كييف خلال الأشهر التسعة عشر الأولى من الحرب.

وتضاءل هذا الدعم، حيث في العام الماضي، تعهد رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو بوقف إرسال المساعدات العسكرية إلى أوكرانيا ، وفي نوفمبر 2023، رفضت الحكومة السلوفاكية حزمة مساعدات بقيمة 43 مليون دولار إلى كييف.

وقال فيكو، "سأؤيد وقف المساعدات العسكرية لأوكرانيا"، مضيفا: “الوقف الفوري للعمليات العسكرية هو الحل الأفضل الذي لدينا لأوكرانيا، ويتعين على الاتحاد الأوروبي أن يتحول من مورد للأسلحة إلى صانع للسلام”، كما تحدث فيكو ضد فرض عقوبات على روسيا. 

أما بيليجريني، حليف رئيس الوزراء، فقد انتُخِب رئيسًا لسلوفاكيا في وقت سابق من هذا العام، وكان قد شغل في السابق منصب رئيس وزراء سلوفاكيا، ووزير التعليم والعلوم والبحث والرياضة، ووزير الدولة بوزارة المالية.