الخميس، 12 ديسمبر 2024

03:56 ص

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

Margins

الهجرة الداخلية والضغوط السياسية، ما واقع العلويين في سوريا اليوم؟

العلويين في سوريا

العلويين في سوريا

وداد العربي

A A

يمثل العلويون السوريون أكبر مجموعة ضمن العلويين العرب الذين يبلغ عددهم نحو 4 ملايين نسمة، يتمركزون في منطقة تمتد على طول الساحل الشمالي الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، من شمال لبنان إلى سهول كيليكيا بتركيا. 

يبلغ تعداد العلويين في سوريا حوالي 3 ملايين نسمة، أي ما يعادل 12% إلى 15% من سكان البلاد.

تاريخيًا، يعود أصل الطائفة إلى محمد بن نصير، مؤسس الحركة في القرن التاسع الميلادي، حيث نشأت كجزء من غلاة الشيعة الذين أعلوا من شأن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وذريته.  

التوزيع الجغرافي والعشائر الرئيسية

يتوزع العلويون في سوريا بين مدن مثل اللاذقية وطرطوس، مع تجمعات في دمشق وحمص وحماة، إلا أن معظمهم يعيش في قرى الجبال الساحلية وتنقسم الطائفة إلى أربع عشائر رئيسية: الكلبية، التي تنتمي إليها عائلة الأسد، والخياطين، والمتاورة، والحدادين.  

تتركز عشيرة الكلبية حول قرية القرداحة، مسقط رأس حافظ الأسد، وتمتد إلى مناطق جبلة والحفلة واللاذقية.  

دور العلويين في تطور الدولة السورية

شهدت الطائفة العلوية تحولًا بارزًا بعد استقلال سوريا، بدأ العلويون في البحث عن فرص اقتصادية واجتماعية، مع مساهمات من شخصيات مثل أكرم الحوراني، الذي ساعد من خلال حزبه في دعم طبقات الفلاحين، بما في ذلك العلويين. 

مهدت هذه المرحلة الطريق لصعود قيادات علوية مثل وهيب الغانم، الذي لعب دورًا بارزًا في انضمام العلويين لحزب البعث.

مرحلة حكم الأسد وترسيخ السلطة

بعد انقلاب حافظ الأسد في عام 1970، أصبحت الطائفة العلوية مهيمنة على الأجهزة الأمنية والمؤسسات الرئيسية في سوريا. 

يُعتبر العلويون جزءًا من الشيعة، ويتمركزون في الساحل السوري، مع وجود مجتمعات أصغر في تركيا ولبنان.  

الاضطرابات الراهنة وبيانات مشايخ الطائفة

أصدر مشايخ الطائفة العلوية في القرداحة، مسقط رأس الأسد، بيانات تدعو إلى التعاون مع هيئة تحرير الشام والجيش الوطني الحر لبناء "سوريا جديدة". 

كما تضمنت الدعوة تسليم السلاح وإزالة التماثيل والصور في الأماكن العامة وجاءت هذه الخطوات عقب لقاءات مع ممثلي هيئة تحرير الشام.

الهجرة الداخلية والخارجية للعلويين

شهدت الأيام الأخيرة مغادرة عدد كبير من العائلات العلوية من دمشق إلى الساحل السوري، وسط تقارير عن عبور عائلات أخرى إلى لبنان بصورة غير شرعية. 

وذكر محافظ البقاع اللبناني أن آلاف العائلات المسيحية والعلوية دخلت لبنان دون المرور عبر النقاط الأمنية الرسمية.  

في بلدة القاع الحدودية، قضت عائلات مسيحية ليلتها الأولى في الكنيسة، مع وعود بعدم تعرضهم لأي مضايقات عند عودتهم إلى سوريا.  

التحولات الراهنة ومستقبل العلويين

تواجه الطائفة العلوية تحديات جديدة وسط الأوضاع الأمنية والسياسية المتقلبة، مما يثير تساؤلات حول مستقبلها في ظل التحولات الديموغرافية والسياسية التي تشهدها سوريا والمنطقة.

search