ثروات آل الأسد، تقرير للكونجرس يرصد كنوز سوريا الخفية

سقوط بشار الأسد فتح النار على ما اكتنزه وعائلته وذويه والمقربون منه من ثروات، والتي بلغت طبقًا للكثير من التحليلات، مليارات الدولارات، إما داخل سوريا أو خارجها في ملاذات آمنة بعيدًا عن الضرائب والملاحقات.

في تقرير عرض على الكونجرس الأمريكي مؤخرًا عام 2022، حول ثروات آل الأسد، ومصادر الدخل المعروفة للرئيس السوري السابق بشار، رُصدت ثروة عائلة الأسد أو أهله كما يحلو للبعض أن يطلق عليهم، وخاصة أولئك الذين كان لهم من الذكاء ما استغلوا به قربهم من بشار الأسد، ليلوذوا بجزء من الكعكة السورية الملآنة بالخيرات والملذات.

في السطور التالية، نرصد بعضٌ من كُل ما للسوريين من ثروات استولى عليها المقربون من بشار الأسد، وما خفيّ كان أعظم، والأيام ستكشف العديد من المليارات الأخرى المنهوبة، والتي لاذ بها الفارون من مركب بدا منذ سنوات أن مصيرها الغرق المحتوم.

قيمة ثروة عائلة الأسد والمقربون من ذويه

تمكنت عائلة الأسد من حكم سوريًا لنحو 50 عامًا، جمعت فيها ثروات نتيجة امتيازات تجارية ولوجستية منحت للمقربين من الرئيس السابق بشار، قدرت بمليارات الدولارات، علمًا بأنه يصعب الوصول إلى قيمة محددة لتلك الأصول بصورة دقيقة، بسبب الانتشار والاختفاء في العديد من الحسابات الخارجية، ومحافظ العقارات في العديد من دول العالم، فضلًا عن حصص ببعض الشركات الأجنبية المنزوية عن الأعين، ناهيك عن الملاذات الضريبية الخارجية، بهدف الابتعاد عن اليد الطولي للعقوبات الغربية.

1. أسماء الأسد: زوجة بشار وابنة فواز الأخرس، وأم أولاده الثلاثة، زين وحافظ وكريم، ولدت في مدينة حمص السورية، وتمكنت خلال 24 عامًا، وهي عمر زواجها بالرئيس السابق لسوريا، من السيطرة على اللجنة الاقتصادية المعنية بدعم الغذاء والوقود والتجارة، فضلًا عن بيزنس سوق العملات، وفي عام 2019، سيطرت على جمعية البستان الخيرية بدلًا من رامي مخلوف، كما أسست في العام ذاته شركة الاتصالات “إيماتيل” مع رجل الأعمال السوري خضر علي طاهر.
2. ماهر الأسد: وهو شقيق الرئيس، وبسبب طواعيته لأخيه تمكن من قيادة الفرقة المدرعة الرابعة بالجيش السوري، ولولائه الشديد تمكن من فرض رسوم حركة المرور في نقاط التفتيش السورية الرسمية وغير الرسمية، وامتدت الامتيازات ليؤسس مجموعة تيلسا الاستثمارية، التي جمع من خلالها مليارات عبر الاستثمار في قطاعات المقاولات والطاقة والتكنولوجيا.
3. رامي مخلوف: ابن خال بشار الأسد “محمد”، وصلت ثروته إلى نحو 10 مليارات دولار، والتي حصلها عبر ملكيته لحصة الأغلبية في شركة سيرياتيل للاتصالات، فضلًا عن ملكيته لحصة تقدر بنحو 50% من شركة "شام القابضة" أكبر الشركات السورية العاملة في مجالات السياحة والعقارات والصناعة والنقل والمصارف والطاقة والصحة، ومنها انبثقت شركات الشام للوساطة المالية وبنا العقارية ولؤلؤة للطيران وسنا للاستثمارات ومرجان للاستثمارات السياحية والخرافي شام لتطوير المرافق وبيلسان للإدارة والإطعام، وغيرها من عشرات الشركات التي كانت بمثابة المؤسس والمالك الأكبر من حصصها.
4. إيهاب مخلوف: شقيق رامي الأصغر، وابن خال بشار الأسد، والذي حصل على امتيازات عديدة أهمها حصوله على منحة من الحكومة السورية مكنته من حقوق الاحتكار في الأسواق المعفاة من الرسوم والجمارك، إلى جانب استثماراته التي يملكها في قطاعي الخدمات المالية والمصرفية، وإدارته أكثر من نحو 200 شركة صرافة في العاصمة دمشق وعدد من المناطق بالمحافظات السورية.
5. رفعت الأسد: عم بشار، المطرود من جنته بمؤامرات حاكها ضد ابن أخيه، وأخرى حيكت ضده حتى هرب بما استحوذ من أموال إلى خارج البلاد، كانت له محفظة أعمال ضخمة في الداخل السوري حتى عامة 1999، وظلت الحكومات الغربية تلاحقه في إسبانيا وفرنسا وانجلترا، والذين صادروا منه عدد من الأصول، كان من بينها محفظة عقارات تقدر بنحو 850 مليون دولار، إلا أنه احتفظ بالعديد من الأصول الأخرى في الملاذات الضريبية الآمنة المعروفة حول العالم.
6. رياض شاليش، مدير مؤسسة الإنشاءات العسكرية، شقيق قائد الحرس الشخصي للأسد الأب والإبن “ذو الهمة شاليش”، وهما ابنا عمة بشار الأسد، تولى الأخير منصب قائد الحرس الرئاسي لنظام الأسد، حتى عام 2019، قبل أن يوضع تحت الإقامة الجبرية للاشتباه في اختلاسه الأموال، أسس شركة SES الدولية والتي أسست مجموعة من الشركات العاملة في قطاع البناء واستيراد السيارات من الخارج إلى سوريا، أما عن رياض فقد أدار مؤسسة الإسكان العسكرية التي تعمل في الأشغال العامة.. قدرت ثروتهم بأكثر من مليار دولار.