4 مليارات دولار، مصير بيزنس «الشاورما السوري» بعد سقوط بشار الأسد
الشاورما السوري
عبد الرحمن المصري
شرفت عدد من المحافظات المصرية، باستقبال الأشقاء السوريين منذ عام 2011، عمر اندلاع الثورة السورية، والذين وصل عددهم إلى نحو 4 ملايين لاجئ طبقًا لتقديرات الحكومة المصرية إبان اندلاع الاحتجاجات في بلدهم، على حكم بشار الأسد، رحل أغلبهم إلى بلدان القارة الأوروبية العجوز وأمريكا.
وعكف السوريون خلال فترة تواجدهم في مصر على الاندماج بشكل سريع داخل جسد المجتمع المصري، معتمدين على ترحيب بهم من المصريين أينما حطوا رحالهم، قاصدين المأوى.
كيف نافس السوريون أشقائهم في السوق المصرية؟
راح المصريون يستقبلون المواطنين السوريين، الذين قصدوا أرض مصر حاملين في جيوبهم ما ادخروه لحالك الأيام، حيث أكروا دورًا وأجّروا محالًا بهدف ما يتميزون فيه منذ قديم الأزل «التجارة»، فراحوا يقتحمون العديد من المجالات، ولاقت منتجاتهم استحسان أصحاب البلد الأصليين.
ولعذوبة منطقهم وبشاشة وجوههم نجحوا، وتخطوا في تميزهم أقدم وأعرق من نافسوهم في مصر، وتخطت شهرتهم جميع المحافظات، وصارت سمعتهم مثل الذهب، فانتشروا في شتى بقاع الدلتا.
طبقًا لمصادر حكومية أحصت تواجد السوريين في مصر، فقد وصل تعداد الأشقاء -الأقرب إلى قلوب الشعب المصري- إلى نحو 1.5 مليون مواطن سوري في بداية 2024، فيما قالت مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحد، أن عدد السوريين المسجلين لديهم وصل إلى نحو 158406 أشخاص.
بيزنس السوريون في مصر
شمر السوريون عن سواعدهم، واخترقوا باستثماراتهم قطاعات متنوعة تحت تصنيف المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وكانت مجالات أعمالهم كالآتي:
- المطاعم وخاصة محلات الشاورما السوري
- المعجنات
- محال الحلويات
- منتجات الألبان
- الصناعات التحويلية (النسيج، والملابس، والمفروشات)
- تقديم الخدمات
حجم استثمارات السوريين في مصر
بلغ حجم استثمارات السوريون في مصر إلى ما يربو على 800 مليون دلار، وفقًا لتقديرات صدرت عن الهيئة العامة للاستثمار المصرية، فيما توقع اقتصاديون وصول حجم الاستثمار الحقيقي 5 أضعاف هذا الرقم.
ويكمن السر في هذا الرقم الذي لم ترصده أجهزة الدولة، هو عمل قطاعات كبيرة منهم في الظل، هربًا من وطأة الضرائب، حيث أجّر العديد منهم ورشًا للمشغولات والمنسوجات، في بادرومات المنازل، وأسسوا من خلفها مصانع للأقمشة والملابس، فضلًا عن آلاف المعامل والمحال التجارية في الأماكن الشعبية، مما يصعب من مهام فرق مأموريات الضرائب.
أين يتمركز السوريون في المحافظات المصرية؟
وتركز تواجد السوريون في مصر بمحافظات القاهرة والجيزة والإسكندرية، وإن كانت شهرتهم قد انحصرت في المطاعم، إلا أن حجم أعمالهم وما غزوا به السوق المصرية أكثر بكثير في العديد من المجالات، وخاصة النسيج والملابس والمفروشات.
وعمل السوريون تحت رعاية رسمية من تجمع رجال الأعمال السوريين، التي يرأسها رجل الأعمال خلدون الموقع، رئيس مجلس الأعمال المصري السوري، وكذا طلال العطار، رئيس جمعية الصداقة المصرية السورية.
وفرت الجمعيتان الغطاء الرسمي لتيسير أعمال السوريين في مصر، وتتعاون كلتاهما مع الاتحاد العام للغرف التجارية بالقاهرة، فضلًا عن استصدار التصاريح التجارية والاستثمارية مع الجهات المعنية.
أخبار ذات صلة
كيف ترى مستقبل سوريا بعد رحيل الرئيس بشار الأسد ؟
-
تتجه نحو مزيد من الاستقرار
-
تتجه نحو مزيد من الفوضى
أكثر الكلمات انتشاراً