لماذا لا يحب الرئيس الفرنسي بنيامين نتنياهو؟
رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون
وداد العربي
أشارت صحيفة «هآرتس» العبرية في تقرير لها إلى العلاقة المتوترة بين رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مؤكدة أن الرجلين أعادا العلاقات الفرنسية-الإسرائيلية ثلاثين عامًا إلى الوراء وأبرز مظاهر هذا التدهور إعلان ماكرون عن احتمال حظر تصدير الأسلحة لإسرائيل.
ورغم أن جيش الاحتلال يعتمد بشكل أساسي على الدعم الأمريكي، إلا أن هذا الإعلان يحمل دلالات رمزية مهمة.
رمزية الموقف الفرنسي ودوره الدبلوماسي
أكد التقرير أن القضية ليست في كمية أو قيمة الأسلحة الفرنسية المصدرة لإسرائيل، بل في أن فرنسا تُعدّ عضوًا دائمًا في مجلس الأمن ولها صوت دبلوماسي مسموع.
هذا الموقف يعيد إلى الأذهان سابقة تاريخية حينما فرض الرئيس الفرنسي شارل ديجول حظرًا على تصدير الأسلحة لإسرائيل عقب حرب 1967، مما أحدث تغيرات استراتيجية في علاقة البلدين.
ظهور نتنياهو على الإعلام الفرنسي
وفي يوم 30 مايو خرج نتنياهو على الشعب الفرنسي في لقاء تلفزيوني مع قناتَي «تي إف 1» «"إل سي إي»، استغل خلاله الفرصة للتلاعب بالشعب الفرنسي ومخاوفه.
ركز خطاب نتنياهو على مزاعم «مكافحة الإرهاب الإسلامي» المشترك بين فرنسا وإسرائيل، مكررًا دعاية إسرائيلية تقليدية عن «حق الدفاع عن النفس».
كما ادعى حرص حكومته على إيصال المساعدات إلى غزة، بينما واجه في الوقت ذاته احتجاجات واسعة أمام مقر القنوات رفضًا لاستضافته.
المحكمة الجنائية الدولية وتأثيرها على العلاقات
وفي تطور بارز، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية في نوفمبر مذكرة اعتقال بحق نتنياهو ووزير الحرب السابق في حكومته يوآف جالانت بتهم ارتكاب جرائم حرب.
ورغم أن فرنسا دعمت إسرائيل تاريخيًا، إلا أن هذا القرار وضع باريس في موقف حرج بين التزاماتها بالقانون الدولي وعلاقاتها مع تل أبيب.
ماكرون بين الماضي والحاضر
حاول ماكرون الجمع بين مقاربتين مختلفتين: دعمه لإسرائيل كما فعل أسلافه ساركوزي وهولاند، ومحاولاته اتباع نهج ديجول وشيراك في انتقاد السياسات الإسرائيلية علنًا.
وعلى الرغم من انتقاداته لبعض السياسات الإسرائيلية، أظهر ماكرون تقاربًا كبيرًا في كثير من المناسبات، مؤكدًا مرارًا أن أمن إسرائيل يمثل قيمة تعادل أمن فرنسا.
سياسة شد الحبال مع إسرائيل
اعتمدت باريس سياسة مزدوجة تُعرف بـ"شد الحبال"، حيث تقدم الدعم لتل أبيب مع إبداء تحفظات شكلية.
وهذه السياسة تعكس العلاقات المتوترة بين ماكرون ونتنياهو، والتي بلغت ذروتها في تصريحات متبادلة حول "الحرب على غزة" و"الحضارة ضد الهمجية".
محاولات ماكرون في الشرق الأوسط
منذ توليه الرئاسة، حاول ماكرون استعادة الدور الفرنسي في الشرق الأوسط، لكن جهوده في غزة ولبنان لم تلقَ نجاحًا يُذكر.
كما عكست تحركاته المتناقضة ضعف النفوذ الفرنسي مقارنة بالقوى الأخرى، مما جعل فرنسا تبدو أقل تأثيرًا في مناطق نفوذها التقليدية.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
من يتوج بكأس التحدي في بطولة إنتركونتيننتال؟
-
الأهلي المصري
-
باتشوكا المكسيكي
أكثر الكلمات انتشاراً