ارتفاع التدفقات النقدية في الأسواق المالية الأمريكية بعد فوز ترامب

شهدت أسواق المال الأمريكية تدفقات مالية ضخمة في نوفمبر الماضي، حيث ضخ المستثمرون ما يقرب من 140 مليار دولار في صناديق الأوراق المالية وحقوق الملكية في الولايات المتحدة، في أعقاب فوز الرئيس المنتخب دونالد ترامب. 

واعتبر المتعاملون أن إدارة ترامب ستقدم تخفيضات ضريبية كبيرة وإصلاحات تعود بالنفع على الشركات الأمريكية، مما دفعهم إلى الرهان على أسواق المال الأمريكية.

التدفقات القياسية تدفع مؤشرات الأسهم إلى مستويات جديدة

وبحسب ما ذكرت بيانات مؤسسة "إي بي إف أر"، التي تعد من أبرز مزودي بيانات التدفقات المالية في الولايات المتحدة، فإن التدفقات المالية القياسية التي تدفقت إلى أسواق المال في نوفمبر جعلت الشهر المنصرم الأكثر ازدحامًا بالتدفقات الواردة منذ عام 2000. 

كما ساعدت هذه التدفقات على دفع مؤشرات الأسهم الأمريكية الرئيسية إلى تحقيق مستويات قياسية، حيث تجاهل المستثمرون المخاوف المتعلقة بالسياسات المقترحة مثل الزيادات في الرسوم الجمركية التي قد ترفع التضخم.

الرؤية الاقتصادية لإدارة ترامب تسهم في جذب الاستثمارات

أعرب ديك مولاركي، المدير الإداري لصندوق "إس إل سي مانجمينت"، عن أن أجندة النمو التي طرحها ترامب لاقت قبولًا واسعًا، مشيرًا إلى أن اختياراته للمناصب الوزارية تمثل شخصيات "صديقة للأسواق تمامًا". 

ويُذكر أن ترامب يسعى لجذب رجال الأعمال والمستثمرين إلى إدارته، وتعهد بتخفيض الضرائب وتخفيف الإجراءات الحكومية لتعزيز النمو الاقتصادي.

مؤشر "ستاندرد أند بورز" يشهد ارتفاعات ملحوظة

سجل مؤشر "ستاندرد أند بورز"، الذي يعد المعيار الرئيس لأداء أسواق المال الأمريكية، ارتفاعًا بنسبة 5.3% منذ الانتخابات، ليحقق مكاسب بلغت 28% حتى نهاية العام الجاري. 

كما سجلت الشركات الصغيرة أداء قويًا، حيث حقق "مؤشر روسل" رقمًا قياسيًا لأول مرة منذ ثلاث سنوات، وهو ما يعكس مرونة الأسواق في مواجهة التقلبات الاقتصادية.

تباين في أداء الأسواق العالمية واحتفاظ الولايات المتحدة بالريادة

وعلى الرغم من الأداء القوي لأسواق المال الأمريكية، تشير التقارير إلى أن مناطق أخرى شهدت ضعفًا في التدفقات المالية، خصوصًا الأسواق التي قد تتأثر بالحرب التجارية المحتملة. 

إلا أن المستثمرون قاموا بسحب نحو 8 مليارات دولار من صناديق الأسواق الناشئة منذ الانتخابات، بما في ذلك 4 مليارات دولار خرجت من صناديق تركز على الصين، فيما خسرت صناديق أوروبا الشرقية حوالي 14 مليار دولار، بينما فقدت أسواق اليابان 6 مليارات دولار.

أداء أسواق المال الأمريكية يتفوق على الأسواق العالمية

وفي سياق متصل، تتفوق أسواق المال الأمريكية على باقي المناطق بسبب قوة قطاع الشركات التكنولوجية، التي لعبت دورًا كبيرًا في جذب الاستثمارات. 

ويُعد هذا التفوق اتسع بعد الانتخابات الأمريكية، ما دفع محللي "بنك أوف أمريكا" إلى وصف هذا الاتجاه بـ"التجارة الاستثنائية الأمريكية".

هل يستمر الزخم الصعودي؟

وعلى إثر ذلك، أظهرت البيانات أن التدفقات المالية إلى أسواق المال الأمريكية منذ بداية العام قد وصلت إلى 350 مليار دولار، مما يشير إلى أن العام 2024 قد يشهد تحقيق رقم قياسي في التدفقات المالية. 

ومع ذلك، يتوقع بعض المحللين أن يتباطأ هذا الزخم الصعودي في المستقبل القريب، وفي هذا الأسبوع، توقعت بعض البنوك ومديري الأصول أن تستمر الأسهم الأمريكية في تحقيق مكاسب قوية حتى عام 2025.