الخميس، 12 ديسمبر 2024

02:45 م

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

Margins

خطة مصرية لحماية الآثار من برد الشتاء، أزمة عالمية تواجهها الحكومة

مواقع أثرية - أرشيفية

مواقع أثرية - أرشيفية

عبدالنجار

A A

أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء تحليلًا جديدًا تناول تأثير تغير المناخ على التراث الثقافي والأثري على مستوى العالم، أشار خلاله إلى كيفية تأثير الظواهر المناخية المختلفة على المعالم الأثرية، بالإضافة إلى الجهود المصرية لحماية آثارها من هذه التأثيرات.

تأثير تغير المناخ على التراث الثقافي والأثري

يشير التحليل إلى أن الأنشطة البشرية منذ القرن التاسع عشر، وبخاصة حرق الوقود الأحفوري، تسببت في زيادة غير مسبوقة في درجات الحرارة، ما أدى إلى تغيرات كبيرة في أنماط الطقس والمناخ، إذ يترتب على هذا العديد من الظواهر المناخية المتطرفة مثل الفيضانات، موجات الجفاف، ارتفاع مستوى سطح البحر، وحرائق الغابات، ما أثّر سلبًا على التراث الثقافي والمواقع الأثرية حول العالم.

تأثير التغيرات المناخية على مصر وآليات المواجهة - مركز الاهرام للدراسات  السياسية والاستراتيجية

كيف أثر تغير المناخ على المواقع الثقافية والأثرية

تأثير تغير المناخ على التراث الثقافي يتعلق بشكل رئيسي بتغير النظام البيئي الذي يهدد استقرار المواقع الأثرية، إذ تتعرض الآثار المكشوفة لتأثيرات مختلفة مثل التآكل الناتج عن الملوثات أو الظواهر المناخية الحادة مثل الفيضانات، حرائق الغابات، وارتفاع مستوى سطح البحر، كما أن التغيرات في معدل هطول الأمطار والرطوبة ودرجات الحرارة تؤدي إلى تسارع عملية تدهور المناطق الأثرية المدفونة تحت سطح الأرض.

فعلى سبيل المثال، المناطق الأثرية القريبة من البحر معرضة لخطر الغمر المستمر أو تآكل الشواطئ، مما يؤدي إلى فقدان بيانات أثرية هامة، كما أن زيادة الرطوبة قد تضر بمواد البناء الخاصة بالآثار، ما يؤدي إلى تلف الأسطح المزخرفة أو تدهور هيكل المباني الأثرية.

تأثيرات تغير المناخ على التراث العالمي

أوضح التحليل الصادر عن مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، أن هناك نحو 24 موقعًا أثريًا في قارة أفريقيا، و21 في أوروبا، و15 في آسيا، اعتبرت من أكثر المواقع التي تأثرت بتغير المناخ، على مستوى العالم، ومن الأمثلة على ذلك:

مدينة البندقية في إيطاليا

تعد هذه المدينة واحدة من أبرز المدن الأثرية المتأثرة بارتفاع مستوى سطح البحر، فقد تأثرت بفقدان أجزاء من ارتفاعها بسبب الفيضانات، ويتوقع أن تفقد المدينة ما يقارب 54 سم من ارتفاعها بسبب الغمر المستمر بالمياه.

جنون العبقرية
مدينة البندقية في إيطاليا

منطقة تشان تشان (بيرو)

تعرضت هذه المنطقة الأثرية الطينية إلى أضرار جراء ظاهرة النينيو، التي تسببت في هطول أمطار غزيرة وفيضانات جزئية.

تشان تشان في Chauchau
منطقة تشان تشان

كهوف موجاو (الصين)

تتعرض النقوش الفنية العتيقة في هذه الكهوف لتأثيرات متعددة نتيجة لتقلبات الطقس مثل ارتفاع الحرارة، الرطوبة، والأمطار الغزيرة.

موجاو
كهوف موجاو

التأثيرات المحلية لتغير المناخ على التراث المصري

يعد التراث المصري من أهم ركائز التراث الثقافي العالمي، ويضم العديد من المعالم الأثرية التي تعود إلى العصور الفرعونية والإسلامية، وبالنظر إلى تأثيرات تغير المناخ على مصر، فقد عملت الحكومة على تنفيذ استراتيجيات وبرامج تهدف إلى حماية آثارها من التأثيرات السلبية.

مبادرات مصرية لحماية الآثار من التغير المناخي

وفي هذا السياق، تم دمج قضية حماية التراث المصري من آثار تغير المناخ ضمن الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050، والتي تركز على بناء المرونة في مواجهة التغيرات المناخية، كما أطلقت الحكومة عدة مشاريع لحماية الآثار المصرية، منها:

مبادرة إنشاء صندوق حماية المواقع التراثية

تم إطلاق هذه المبادرة على هامش مؤتمر قمة المناخ (COP 27) في شرم الشيخ، بالشراكة مع منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (ICESCO) ووزارة السياحة والآثار، الهدف من هذا الصندوق هو دراسة تأثيرات تغير المناخ على المواقع الأثرية والمتاحف في مصر وتقديم الدعم المالي لحمايتها.

مشروعات حماية الآثار المصرية:

تشمل هذه المشاريع عدة تدابير لحماية الآثار من خطر الفيضانات وارتفاع مستوى سطح البحر، مثل مشاريع حماية قلعة قايتباي من تآكل الشواطئ، وحماية مدينة رأس البر التاريخية، بالإضافة إلى مشاريع خفض مناسيب المياه الجوفية في بعض المواقع الأثرية مثل مقابر كوم الشقافة في الإسكندرية.

كما تتعاون وزارة السياحة والآثار مع وزارة الموارد المائية والري في تنفيذ مشاريع التكيف مع تغير المناخ في المناطق الساحلية، بهدف حماية الشواطئ والآثار المصرية من خطر النحر وتملح الأراضي.

التحديات والآفاق المستقبلية

على الرغم من الجهود المبذولة لحماية التراث الثقافي في مصر، لا يزال هناك حاجة ملحة لمضاعفة الجهود لضمان الحفاظ على المعالم الأثرية، لذا يوصي “التحليل” بزيادة رصد تأثيرات الظواهر المناخية على المعالم الأثرية من خلال إنشاء وحدات بحث ومتابعة مختصة، كما يُشدد على أهمية التعاون المستمر مع المنظمات الدولية لضمان نجاح هذه الجهود.

search