جوارديولا، الفيلسوف النبيل أنقذ ريال مدريد من مؤامرة حفل الكرة الذهبية

بيب جوارديولا

منصور مجاهد

A A

لم يتوقع جمهور كرة القدم في العالم، أن وراء كواليس الجوائز الكبرى، وتحديدًا حفل الكرة الذهبية “البالون دور”، تسير لعبة سياسية تهدف لإحراج عملاق كرة القدم الإسبانية، ريال مدريد، وجعله في موقف لا يحسد عليه.

وكانت الخطة الموضوعة من رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم “يويفا”، السلوفيني ألكسندر شيفرين، أن يحضر فلورنتينو بيريز ووفد نادي ريال مدريد الإسباني إلى الحفل وهم على قناعة تامة بأن نجمهم البرازيلي فينيسيوس جونيور هو من سيتوج بجائزة الكرة الذهبية "البالون دور" لعام 2024.

مفاجأة لإحراج عملاق إسبانيا ريال مدريد

وكانت المفاجأة التي خطط لها شيفرين ومنظمي الحفلة في مجلة فرانس فوتبول منح الجائزة لرودري متوسط ميدان مانشستر سيتي بدلاً من الدولي البرازيلي، وذلك بهدف وضع ريال مدريد في موقف محرج أمام العالم، بعد أن استعد النادي وظهيره الإعلامي لتتويج اللاعب فينيسيوس جونيور بالكرة الذهبية “البالون دور”، خصوصًا وأن جائزة الكرة الذهبية هي الجائزة الأكثر شعبية في عالم الساحرة المستديرة.

مكالمة من الفيلسوف تكشف مؤامرة «ويفا»

وجاء الإنقاذ للملكي في لفتة غريبة ومميزة، ومن مكان غير متوقع في بلاد الإنجليز موطن أعرق بطولات كرة القدم وتحديدًا من مدينة مانشستر.

ووفقًا لما علم موقع الجمهور الإخباري من مصادره الخاصة، وبعد تناثر الروايات، تلقى ريال مدريد مكالمة غير متوقعة من مانشستر سيتي، قبيل الحفل بوقت قصير، وتحديدًا من رجل يُعرف بخصومته الشديدة ومنافسته القوية للفريق الملكي على أرض الميدان، وهو المدير الفني الإسباني بيب جوارديولا.

جوارديولا، المدرب الذي يحمل في قلبه احترامًا كبيرًا للمنافسة الشريفة، قرر أن يضع الخصومة جانبًا وأن ينبّه إدارة ريال مدريد بأن البرازيلي فينيسيوس جونيور لن يحصل على الكرة الذهبية “البالون دور” لعام 2024، ناصحًا إياهم بعدم الحضور لمقر الحفل في مسرح دو شاتليه بالعاصمة الفرنسية باريس لتفادي الإحراج المحتمل.

جوارديولا خصم نبيل ورجل يحب بلاده

وعكست هذه الخطوة المفاجئة جانبًا نبيلًا في شخصية المدير الفني الإسبانيت، بيب جوارديولا، خصوصًا أنه لاقى الأمرين وذاق مرارة الهزيمة مرارًا وتكرارصا أمام الملكي الإسباني، وكان أخرها العام الماضي.

ورغم ذلك، لم يقبل “المدرب الأقرع والشهير بالفليسوف” أن يرى فريقًا إسبانيًا، بغض النظر عن المنافسة الشديدة، يتعرض لموقف مُهين ومحرج أمام العالم أجمع، حيث يشتهر مدرب برشلونة التاريخي بحبه العميق لبلاده إسبانيا، واعتبر أن أي إهانة لنادي ريال مدريد هي إهانة لكرة القدم الإسبانية كاملةً، ولم يرضَ أن يقف متفرجًا بدون اتخاذ الموقف المناسب.

عقلية استثنائية لن تتكرر في تاريخ المستديرة

ومن الممكن أن يختلف الكثيرون حول بيب جوارديولا كمدرب، ولكن لا يمكن لأحد أن ينكر أنه يتمتع بعقلية استثنائية نادرة في عالم كرة القدم.

فـ بيب، هو المدرب الذي لا يستخف بخصومه، ولا يروج لروايات حول الحظ أو التحكيم كأسباب لهزائمه أمام ريال مدريد، بل على النقيض، يعترف بقدرة الفريق وأدائه، حتى لو كان ينافسه بشراسة.

جوارديولا مثالًا نادرًا للمدرب الذي يجمع بين الاحترافية والنبل

ويبقى بيب جوارديولا مثالًا نادرًا للمدرب الذي يجمع بين الاحترافية والنبل، فهو لم يكن يومًا مجرد منافس شرس، بل رجل يحترم روح اللعبة، ويدرك أن كرة القدم تتجاوز حدود الملعب لتصل إلى قيم الاحترام والكرامة.