تامر أمين يكتب.. وسائل التواصل الاجتماعي نعمة أم نقمة؟
تامر أمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، هذا الأسبوع سنتناول واحدة من أهم القضايا المطروحة حاليا على الساحة وتمثل مسألة خلافية شديدة بين الاتجاهات المختلفة ألا وهي وسائل التواصل الاجتماعي وما أحدثته من متغيرات وتوابع على حياتنا المعاصرة.
دعونا نتفق في البداية على أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت واقعًا ملموسًا في حياتنا وليس افتراضية كما كان يقال عليها في بداية ظهورها مع مطلع الألفية الجديدة بل لا أكون مبالغاً إذا قلت إنها تنافس الآن وسائل الإعلام التقليدية وتتفوق عليها في كثير من الأحيان ولعلنا نلاحظ أن الشباب تحديدا تنحصر حياتهم بشكل أساسي في عالم “السوشيال ميديا” وأنا أعلم أن الكثيرين قد تصيبهم الصدمة من كلامي هذا ويعتبرونه تهويلا مني لحجم وأهمية "السوشيال ميديا" في حياة الشباب على وجه الخصوص، ولكن بشيء من الهدوء والاستبيان ستجدون أن كل اهتمامات الشباب تتمحور في هذا العالم الجديد حتى على مستوى العمل والدخل والبحث عن المادة فقد وفرت وسائل التواصل موردا جديدا لزيادة الدخل وإغراء الشباب في الانخراط أكثر فأكثر في هذا المجال.
الشواهد أمامنا كثيرة حول هوس الشباب بتنزيل المقاطع والفيديو هات المختلفة على المواقع بحثا عن المشاهدات وبالتالي الإيرادات للدرجة التي جعلت بعض مشاهير الـ TikTok والتطبيقات الأخرى يتحصلون على مبالغ مالية ضخمة قد لا يجدون مقابلها أو حتى نصفها في الحياة العملية العادية وهو ما أدى إلى هذا الجنون الذي نراه الآن في استعداد الشباب لفعل أي شيء من أجل الحصول على النجاح والشهرة على الإنترنت وبالتالي على الثراء السريع وفي هذا الجنون نرى الإسفاف والتعري والانحرافات الأخلاقية والسلوكية واستعداد البعض لفعل أي شيء في مقابل الشهرة والمال.
وهنا نتوقف لنسأل أنفسنا ما الذي دفع الشباب لهذه التطبيقات وهذه التجاوزات؟
قولا واحدا هو غياب الأسرة وانعدام تأثير البيت والأم والأب على الأبناء فللأسف الشديد الآباء والأمهات مشغولون طوال الوقت في البحث عن لقمة العيش وزيادة الدخل متناسين المهمة الأساسية لهم وهي التربية والتنشئة السليمة لأبنائهم، بل إن الأمر بلغ مداه عندما توقف الآباء عن الرقابة والمتابعة الدائمة لأبنائهم تحت مسميات الحرية الشخصية ومساحة الخصوصية التي يجب أن يتمتع بها الشباب والحقيقة أن ذلك حق يراد به باطل، فالمتابعة ليست نقيض الحرية والرقابة لا تحرم أولادنا من الخصوصية بل هي أوجب الواجبات من أجل الاطمئنان على أن أبناءنا يسيرون في الطريق الصحيح وتفادي وقوعهم في أزمات وربما مصائب كما حدث مثلا مع حنين حسام ومودة الأدهم الفتاتين الصغيرتين اللتين انحرفتا سلوكيا وتقضيان العقوبة الآن خلف أسوار السجون.
ليس معنى كلامي أبدا هو مقاطعة وسائل التواصل أو إبعاد أبنائنا عنها ولكن كل ما أطالب به هو المتابعة والإرشاد والتوجيه السليم سواء من الآباء أو المدرسة أو حتى الإعلام حتى نطمئن دائما على أنهم يستخدمونها بالشكل الصحيح والأسلوب الذي يفيدهم في حياتهم الشخصية والعملية ويفيد المجتمع بشكل عام، هنا فقط تتحول وسائل التواصل إلى نعمة نحسن استغلالها والاستفادة منها وأن نبتعد قدر الإمكان عن شرورها ومتاعبها، وللحديث بقية الأسبوع القادم بإذن الله.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
في رأيك من يحسم سباق انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024 ؟
-
دونالد ترامب
-
كاملا هاريس
أكثر الكلمات انتشاراً