اغتيال السنوار، هل بات مستقبل الحركة على المحك بعد استشهاد قائدها؟

آثار استشهاد زعيم حركة المقاومة الفلسطينية حماس يحيى السنوار، حالة من الدهشة والصدمة بين الأوساط المختلفة، سواء في الداخل الإسرائيلي أو في أركان حركة حماس ذاتها، التي كانت تراهن على بقاء السنوار أطول قدر ممكن على رأس الحركة الموضوعة على رأس المقاومة الفلسطينية منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة التي بدأت في أكتوبر 2023.

ومع اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، دخلت الحركة في حالة جديدة من التخبط التنظيمي، جعلها مضطرة لاستبدال السنوار في أسرع وقت، خاصة مع ارتفاع الأصوات العالمية الداعية لوقف إطلاق النار، والتي ترى في اغتيال السنوار فرصة لا بد من اغتنامها من أجل وقف الحرب الجارية على قطاع غزة.

في الوقت نفسه تزداد التساؤلات، حول المسار الذي تنوي الحركة اتباعه مع تعيين قائد جديد للحركة، فيما يخص التفاوض مع إسرائيل، خاصة مع اقتراب خالد مشعل من تولي المنصب والعودة لمنصبه القديم مرة أخرى كرئيس للمكتب السياسي لحركة حماس، إلى جانب تساؤلات حول ما إن نتنياهو على وشك الخضوع للحلول الدبلوماسية أم أنه مستمر في تلك الحرب.

اغتيال السنوار لا يعني انتهاء الحرب على قطاع غزة

مع اغتيال قائد الحركة يحيى السنوار، تحدث الكثير أن انتهاء السنوار يعني انتهاء الحرب على قطاع غزة، خاصة وأن الاحتلال الإسرائيلي يرى أن يحيى السنوار هو مهندس عملية السابع من أكتوبر.

في هذا السياق، أوضح الدكتور محمد خيري الباحث في الفلسفة السياسية في تصريحات لموقع الجمهور، أن اغتيال يحيى السنوار، لا يعني انتهاء الحرب على قطاع غزة، خاصة وأن إسرائيل لم تنهي حتى اللحظة أهداف الحرب التي أقرتها منذ أول يوم لها، والتي كان على رأسها إعادة كافة المحتجزين من القطاع مرة أخرى.

وقال الدكتور هاني سليمان الباحث في العلاقات الدولية خلال تصريحاته للجمهور، أن ربط وقف الحرب على قطاع غزة باغتيال يحيى السنوار غير حقيقي، مضيفًا، أن يحيى السنوار لم يكن العقبة الوحيدة أمام عملية وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

نتنياهو سيستغل الانتصار وسيبالغ

وأوضح الباحث في العلاقات الدولية دكتور هاني سليمان، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيستغل لحظة الانتصار التي يعيشها بعد القضاء على السنوار من أجل توظيفها في اتجاهات مختلفة، من بينها، أنه قد يبالغ في الاشتراطات التي سيحتاجها لوقف الحرب على قطاع غزة، أو سيبالغ في حدة العمليات الإسرائيلية ضد القطاع.

وأضاف الدكتور هاني سليمان، أن نتنياهو رفض خوض المفاوضات في وقت كانت حماس فيه أكثر قوة، وبالتأكيد سيماطل من اجل الدخول في المفاوضات خاصة وأن حماس باتت أضعف الآن.

هل ستضعف قدرات حماس بعد اغتيال السنوار؟

في هذا الجانب، يرى الدكتور محمد خيري الباحث في الفلسفة السياسية، أن حركة حماس لن تتوقف عن عمليات المقاومة من أجل الانتقام لاغتيال رجلها الأول في الحركة، وأن حماس لديها القدرة في إعداد رجال قادرين على استلام مهام القيادة، بدلًا من القادة الذين يتعرضون لاغتيال إسرائيلي، والدليل على ذلك أن الحركة لم تسقط منذ اغتيال المؤسس أحمد ياسين.

وتابع الباحث في الفلسفة السياسية، أن حركة حماس لديها قدرة عالية على إعادة تنظيم صفوفها، وبالتالي فإنها ترى أن مادامت إسرائيل عاجزة عن الوصول للمحتجزين، فإنها تملك ورقة ضغط على حماس.

في هذا السياق، يرى دكتور هاني سليمان الباحث في العلاقات الدولية، أن حركة حماس تمر بأزمة تاريخية غير مسبوقة، خاصة وأن الحركة بعد اغتيال إسماعيل هنية، وضعت الرهان الكامل السياسي والأمني على يحيى السنوار، حيث كانت تحاول تمكين رجل في فترة مطلوب فيها التصعيد فقط، إلا أنها كانت مخاطرة خطيرة وضعت مستقبل الحركة في خطر.

وأضاف سليمان، أن مستقبل حركة حماس بات على المحك بعد اغتيال يحيى السنوار، وبغض النظر عن اسم الشخصية القادمة أو الأحداث، لكن الأمور تزداد تعقيد، وفي الوقت نفسه نتنياهو كممثل حكومة متطرفة لن يرضخ ولن يعود إلى نقطة المفاوضات مرة أخرى.

قائد الحركة القادم لن يؤثر على مستقبلها

وأضاف الباحث في العلاقات الدولية، أنه بصرف النظر عن الشخصية التي ستتولى قيادة الحركة، لن يكون له تأثير كبير على مستقبل الحركة، لكن الخطورة تكمن في أن حماس قد تتحول من حركة مقاومة إلى حركة سياسية بشكل يجردها من الأدوات الأساسية للمقاومة.

وأوضح الدكتور هاني سليمان، أن هذا الأمر هو ما ستركز عليه إسرائيل خلال الفترة المقبلة، لأن إسرائيل لن تعطي ورقة المفاوضات مجانًا، وإن كان هناك حديث عن عودة لمفاوضات وقف إطلاق النار فستكون بشروط أكثر صرامة، ما سيجعل حماس تحاول السباحة عكس التيار، وستحاول إثبات أنها ماضية في طريقها رغم ما يحدث، وبالتالي فإنه من المتوقع أن تنفذ الحركة عمليات متعددة لإثبات أنها مستمرة في المقاومة.

تابع موقع الجمهور عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع الجمهور عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجمهور، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة المصرية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار، الاقتصاد، حوادث وقضايا، تقارير وحوارات، فن، أخبار الرياضة، شئون دولية، منوعات، علوم وتكنولوجيا، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر العملات الأجنبية، سعر العملات المحلية، أسعار البنزين.