السبت، 12 أكتوبر 2024

02:12 م

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

نصر أكتوبر 51 «حكاية شعب»..

العقيد أحمد عثمان شولاق لـ«الجمهور»: حملت العلم المصري ليُرفع فوق النقطة الحصينة بـ«لسان بورتوفيق»

العقيد أحمد عثمان شولاق

العقيد أحمد عثمان شولاق

أحمد عجاج   -  

A A

أسرنا 37 إسرائيليًا منكسي رؤوسهم منهم 5 ضباط

علمنا موعد ساعة الصفر بعد انطلاق الطائرات فوق القناة

لسان بورتوفيق النقطة الوحيدة التي لم تستسلم في بداية العبور

الأسرى الإسرائيليون كان يملئهم الرعب والخوف

رسالتي للشباب أن حافظوا على تراب سيناء

«الذكرى الـ51 لنصر أكتوبر 1973 حكاية شعب»، تعد حرب أكتوبر من أعظم الحروب العسكرية التي شهدها التاريخ الحديث، ولم ينته الاحتفال بالنصر في أكتوبر 1973، ولكن ظلت الدولة المصرية تحرص على الاحتفال بالنصر العظيم للجيش المصري على العدو الإسرائيلي، في يوم السادس من أكتوبر من كل عام، إذ يحتفل الشعب المصري مع قواته المسلحة بهذا النصر المبين.

51 ‎عاما مضت على انتصارات حرب أكتوبر المجيدة، تلك الحرب التي تكاتفت ‏فيها جميع أسلحة القوات المسلحة وتناغمت في تأدية مهامها، وبحسب وصف الخبراء «أنها حرب الأسلحة المشتركة».

يظل يوم 6 أكتوبر 1973 ملحمة عظيمة صنعتها الإرادة المصرية، وكتبت بسطور من نور في صفحات التاريخ المصري الحديث، وسجلت بطولات لا حصر لها من جنود وضباط صنعوا المعجزات خلال معاركهم مع العدو، وكان لـ«الجمهور» هذا الحوار مع العقيد أحمد عثمان شولاق، دفعة 58 حربية، بطل من أبطال نصر أكتوبر المجيد، وهو أحد أبطال الكتيبة 43 صاعقة، وكان وقتها قائد فصيلة إشارة الموقع، وفى رتبة الملازم أول التي كانت تعمل ضمن تشكيل المجموعة 127 صاعقة بقيادة العقيد فؤاد بسيوني وذلك في نطاق الجيش الثالث الميداني، الذى كان يقوده اللواء عبدالمنعم واصل إبان حرب أكتوبر، والذي حمل العلم المصري حتى تسلمه الرائد زغلول ليرفع العلم بعد ما تم تنكيس العلم الإسرائيلي فوق النقطة الحصينة في «لسان بورتوفيق».

حدثنا عن تحرير نقطة بورتوفيق الحصينة

كُلفنا بالاستيلاء عليها، وكانت من أقوى الحصون الإسرائيلية في ذلك الوقت وأشدها تسليحا وصعوبة جغرافية لأن المياه كانت تحاصرها من عدة مناطق، ولا يوجد سوى طريق واحد إليها فقط مما جعل القوات الإسرائيلية توجه كافة أسلحتها لذلك الطريق الذى لا مفر منه للعبور، حيث أقام الإسرائيليون هذا الحصن المنيع من حصون خط بارليف عند منتصف اللسان تقريبا في مواجهة بورتوفيق وأطلقوا عليه اسم حصن كواى، وكان يتكون من عدد ثلاثة ملاجئ تخرج منها نيران المدفعية ويوجد داخل النقطة أربع دبابات باتون تستخدم في أعمال دفاعية داخل سيناء وتستخدم في أعمال هجومية بالصعود إلى مصاطب لتضرب بورتوفيق أو الشاطئ الغربي للقناة، وكان العدو الإسرائيلي يستغل هذا الحصن بحكم موقعه الاستراتيجي لإدارة مدفعية النيران والمدفعية بعيدة المدى لقصف قواتنا على الضفة الغربية للقناة، حيث كان كل ملجأ مزودا بمدفع هاوتزر عيار 155 مليمترا، وكان العدو الإسرائيلي قد خصص للدفاع عن هذا الموقع سرية مظلات ودعمها بفصيلة دبابات كانت تتمركز خارج النقطة القوية علاوة على فصيلتي دبابات كانتا تتمركزان خارج اللسان كاحتياطي تكتيكي للموقع، وكانت الذخائر والطعام والمياه داخل هذا الحصن تكفى حاجة الموقع للقتال أكثر من 15 يوما إذا ما تعرض للحصار.

متى علمت بموعد انطلاق الحرب؟

لم نكن نعلم بموعد ساعة الصفر إلا بعد انطلاق الطائرات فوق قناة السويس، ودخولها شرق القناة، تدك المواقع خلف خط بارليف، وتم إخبارنا بأن الموعد المحدد لنا للهجوم على المنطقة المحددة للكتيبة والتي كان قائدا لها اللواء زغلول فتحي وكان وقت الحرب في رتبة رائد، سيكون في تمام الساعة الخامسة عصرا، وتحضرنا للهجوم وتم تجهيز خطة محكمة للهجوم على النقطة الحصينة، وحملت العلم المصري حتى تسلمه الرائد زغلول ليرفع العلم بعد ما تم تنكيس العلم الإسرائيلي فوق النقطة الحصينة في «لسان بورتوفيق».

هل كان هناك سبب لتأخر وقت الهجوم؟ 

تأخر وقت الهجوم بالنسبة للكتيبة كان مخططا بسبب هجوم الفرقة 19 على النقطة واذا نجحت وتم تسليم النقطة، دورنا وقتها فقط التأمين، واذا لم تسلم النقطة، تقوم الكتيبة بالهجوم، مما يعنى أن عنصر المفاجأة قد تلاشى، وبدأت ثلاث سرايا بالهجوم الساعة الخامسة وعبرت الكتيبة الى نصف القناة وفوجئنا بوابل من النيران على أول سرية وهى كتيبة الشهيد كمال عزام، السريتان في الشمال واليمين، استطاع جزء منهما أن يعبر، واليهود كونوا نفسهم في منتصف الموقع، وتم حصارهم في منتصف الموقع، وظل أبطال الكتيبة لمدة 6 أيام يهاجمون المنتصف، لأن الموقع كان حصنه قويا جدا وهى لسان بورتوفيق، وهى النقطة الوحيدة التي لم تستسلم في بداية العبور يوم 6 أكتوبر، وتمت مناوشات نحاول نهجم لمدة 6 أيام وتم مقتل عدد كبير من قوات العدو، كما تم استشهاد عدد من جنودنا.

هل كان هناك صعوبات في العبور بسبب تأخر الموعد؟

إن العبور بالنسبة لنا كان عند الخامسة مساء وعملية المد والجزر بالقناة صعبت الوصول الى ضرب النقطة الحصينة التي كان حصنها مكونا من فلنكات السكة الحديد والأسمنت، ونحن ندخل عليها بالقوارب المطاطية الخالية من المواتير، والتجديف يتم باليد من قبل قواتنا والعتاد معنا، وتصل الشط الغربي بأمواج قوية تصعب عملية الصعود مع الساتر الترابي، وأمامنا في الحصن 4 «دبابات باتون» أمريكية الصنع مع ضرب مباشر من قوات العدو بوابل من النيران وهم يدافعون بأسلحة حديثة جدا، حيث قامت أمريكا بدعم الجيش الإسرائيلي.

صف لنا لحظة العبور وتسليم الحصن والحوار بينك وبين قائد الكتيبة

قال لي الرائد زغلول قائد الكتيبة وقتها: نفذ العبور مباشرة، وأخذنا القارب وجنود القوات الإسرائيلية تشاهدنا جيدا، وجلست في المقدمة ومعي 3 افراد وذلك في عز النهار، وكان العميد فؤاد بسيوني موجودا معنا كقائد، وبدأنا نجدف، والقوات أطلقت علينا النيران، وظل الحصار مستمرا حتى طلبت القوات الإسرائيلية الاستسلام، وكان معهم وقتها نحو 6 جثث، وكان من ضمنهم قائد الموقع الرئيسي، لأن من قام بتسليم الموقع القائد رقم 2، ويوم التسليم بلغوا قائد الكتيبة الرائد زغلول فتحي، وقاموا بالتسليم في وجود مندوب الصليب الأحمر، حيث خرج من قارب من عندنا، وأدى قائد الموقع والطبيب والرائد زغلول التحية على السلاح، وأدى الجندي اليهودي التحية للرائد زغلول وكنا نتوقع أن نجد 10 أفراد على الأكثر ولكن وجدنا أكثر من 37 جنديا، ونحو 6 جثث، وقمنا بتنكيس العلم الإسرائيلي وكان الجرحى قد أجريت لهم عمليات جراحية داخل النقطة الحصينة، وتسلمنا اللسان.

وعلى الرغم من محاولات العدو الإسرائيلي من الهجوم المضاد علينا من موقعه الحصين، إلا أنه لم ينجح في ذلك، كما حاولت طائرات العدو كسر هذا الحصار، فقامت بعض طائرات العدو من طراز فانتوم بشن غارات جوية عنيفة على كمائن القطع عند مدخل اللسان، لإجبارنا على التخلي عن موقعنا، ولكن مجموعات القطع ظلت متمسكة بمواقعها رغم ما لحق بها من خسائر.

هل هناك موقف مع أحد أبطال الكتيبة تتذكره حتى الآن؟ 

قبل الهجوم طلب الرائد زغلول فتحي من جنوده الإفطار، وتناول كوب شأى حتى يحثهم على الإفطار ليستطيعوا أداء المهمة، وتوجه لقائد سرية عريف شكري وطالبه بأن يفطر هو وجنوده، فرغم كونه قبطياً إلا أنه كان يشارك زملائه الصيام والإفطار، لكنه رد: «يا أفندم هنفطر على الضفة الثانية إن شاء الله مع قائد الكتيبة»، لكنه استشهد صائماً برصاصة بعد نزول القوارب إلى المياه.

كانت القوارب المطاطية التي تحمل الجنود تتعرض لرصاص كثيف من جانب القوات الإسرائيلية المتمركزة في النقطة الحصينة، وكان الجنود يواصلون السباحة نحو النقطة بعد إصابة قواربهم، ويحملون معهم زملائهم الشهداء، وهو ما كان يفعله الجنود المصابون وقد يحملون شهداء معهم إذا استطاعوا، لذا لم ينسحب أي من عناصر الكتيبة.

كيف كان التعامل مع الأسرى الإسرائيليين بعد السيطرة على الحصن؟ 

حاصرت الكتيبة الحصن وأنهكت الإسرائيليين وكبدتهم خسائر فادحة، فاضطر قائد الحصن إلى الاستسلام وتسليم الموقع والجنود والمعدات عن طريق الصليب الأحمر، وسلم قائد الحصن العلم الإسرائيلي الخاص بالحصن منكساً وأدى التحية العسكرية للرائد زغلول فتحي، ورغم الجرائم التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية بأسرى حرب 67 المصريين، إلا أن كتيبة الصاعقة تعاملت مع الإسرائيليين بمنتهى التحضر والرقى ووفقاً للأعراف العسكرية والإنسانية.

كان الأسرى الإسرائيليون يملئهم الرعب والخوف بشكل كبير، حيث ظنوا أنهم لو وقعوا في أيدينا «هنأكلهم»، ولكن خاب ظنهم، فقد عاملناهم معاملة إنسانية كما يعلمنا ديننا.

ما هي مهمتك خلال حرب أكتوبر؟

كانت مهمتي كقائد لفصيلة إشارة بالكتيبة أثناء العبور والهجوم على أعتى وآخر حصن بخط بارليف جنوبا حصن لسان بورتوفيق تحقيق الاتصال بين عناصر الكتيبة مع قيادة الكتيبة ومع قيادة الجيش الثالث الميداني وإمداد الخطوط السلكية واللاسلكية بين عناصر الكتيبة في غرب وشرق القناة تحت ظروف غاية في القسوة أثناء معركة حصن لسان بورتوفيق بخط بارليف.

ما شعورك بعد اتخاذ قرار العبور؟

شعورنا كان عظيما بقرار العبور والهجوم علي أعتي وآخر مواقع خط بارليف، كانت عملية الإغارة على الحصن الإسرائيلي «كواي» على لسان بورتوفيق والاستيلاء عليه، من أروع العمليات التي قامت بها وحدات الصاعقة خلال حرب أكتوبر 1973 رغم الخسائر الجسيمة التي منيت بها الكتيبة.

حقا وصدقا ويقينا أن الله أعاننا على عبور المانع المائي قناة السويس في عز الظهر، وكانت صيحة العبور الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر وبفضل الله وكرمه علينا في رمضان بعد ستة أيام قتال على الموقع الحصين طلب قائد الموقع الاستسلام وتم أسر 37 إسرائيلي من بينهم 5 ضباط، وصف ضباط وجنود منكسي رؤوسهم أذلة.

كيف ترى الوضع على الساحة الإقليمية الآن؟

حقا وصدقا ويقينا إن مصرنا وجيشها هم الهدف الرئيسي لقوى الشر، إن زحف الأساطيل والمدمرات وحاملات الطائرات من أجل تدمير مصر وجيشها وليست من أجل غزة وحماس، ومصر ربنا حفظها ويسر للقيادة السياسية والعسكرية وشعبها الحكمة والصبر والشجاعة لتفويت الفرصة لجرنا إلي حرب غير مأمونة العواقب.

لقد نجحت القيادة السياسية والعسكرية في دخول قواتنا المسلحة بمختلف الأسلحة والمعدات إلى أرض سيناء حتي وصلت قواتنا إلي الحدود الشرقية حتي رفح بعد إن كانت سيناء مقسمة إلي مناطق (أ  ، ب، ج ، د)  وكل منطقة تتواجد فيها قوات محدودة ذات أسلحة معينة مثلا المنطقة (أ) تتواجد بها قوات المشاة والمنطقة (ب) قوات حرس الحدود والمنطقة (ج) شرطة مدنية والمنطقة (د) منزوعة السلاح، والآن تتواجد قواتنا بمختلف الأسلحة حتي حدودنا الشرقية في رفح المصرية.

ويحسب للقيادة السياسية والعسكرية استقلالية قراراتها وعدم الانصياع لما يحاك لمصرنا من فتن ودسائس لأنها هي الدولة الوحيدة المستقرة في المنطقة وبدأت مرحلة إعادة البناء والتنمية وتحديث القوات المسلحة وهو ما أزعج المتربصين لمصر بالخارج.

ماذا حدث خلال مباحثات لجنة تحديد الحدود؟

كنت ضمن لجنة تحديد حدودنا من رفح حتي طابا رغم إن رجال المساحة العسكرية بتواجد اللجنة الإسرائيلية أثبتوا إن طابا مصرية 100%، ورغم هذا ماطل الإسرائيليين وكان الهدف الاستيلاء علي طابا لتوسيع ميناء ايلات علي البحر الأحمر ومنذ هذه اللحظة ذهبت طابا إلي التحكيم الدولي لمدة عشر سنين والحمد الله نجح المفاوض المصري في استرداد طابا.

والله إحنا أصحاب حق وأرضنا غالية وعزيزة علي النفس ونحن مستعدين للدفاع عن أرضنا بشتي الطرق، وأنا سمعت مقولة من الإسرائيليين بأن الرئيس أنور السادات بطل الحرب والسلام رحمة الله عليه، ضحك عليهم وسلمهم شوية ورق واسترد أرضه بالكامل.

ووجه أحمد شولاق رسالة قصيرة جدا للشباب المصري ولكنها شافية ووافية بقوله: حافظوا على تراب سيناء فقد ضحينا من أجله بالنفيس والغالي ورويناه بدمائنا .

ماذا حدث خلال حرب الاستنزاف؟

خلال فترة حرب الاستنزاف، كنت كقائد فصيلة، وكنت مع زملائي نقوم بعمل كمائن في فترات الليل بمنطقة وادى حاجول والبحر الأحمر، لاصطياد الإسرائيليين الذين كان يتم إنزالهم جواً بالجانب الغربي من القناة، من أجل القيام بأي عمليات هجومية في العمق، «كانت حياتنا خلال تلك الفترة لم يكن فيها أي مظاهر ترف، فكنا نعيش في ملاجئ حديدية تحت الأرض، متحملين تلك الظروف الشاقة والصعبة التي تعودنا عليها كقوات صاعقة خلال عمليات التدريب، في انتظار لحظة العبور واسترداد أرضنا».

هل كنت تشعر بوجود حرب خلال تلك الفترة؟

خلال تلك الفترة كنت أستشعر بأنه ليس هناك حرب، لكن في نفس الوقت كنا نتدرب تدريبات مركزة على أعلى مستوى، ونتنقل لمناطق مختلفة بمحافظات مصر، فكل عام ننتقل من موقعنا الثابت إلى منطقة معينة ولمدة شهر للقيام بعمل تدريبات قوية ومركزة وجادة، فعلى سبيل المثال، كانت مجموعتي تنتقل إلى منطقة الخطاطبة حيث بها ترعة كبيرة، وكنا نتدرب على قفزة الثقة والعبور في هذه الترعة.

تابع موقع الجمهور من خلال (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا

تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجمهور، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة المصرية ، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار، الاقتصاد، حوادث وقضايا، تقارير وحوارات، فن، أخبار الرياضة، شئون دولية، منوعات، علوم وتكنولوجيا، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر العملات الأجنبية، سعر العملات المحلية.

search