الأحد، 06 أكتوبر 2024

07:18 م

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

نصر أكتوبر 51 «حكاية شعب»..

نائب رئيس أركان القوات الجوية السابق يروي لـ«الجمهور» ذكريات إسقاطه لمقاتلة قائد سلاح الجو الإسرائيلي ضمن 3 طائرات للعدو

اللواء طيار اركان حرب سمير عزيز ميخائيل، نائب رئيس أركان حرب القوات الجوية سابقًا

اللواء طيار اركان حرب سمير عزيز ميخائيل، نائب رئيس أركان حرب القوات الجوية سابقًا

أحمد عجاج

A A

- كانت مهمتي حماية كل الطائرات المتجهة من الإسماعيلية إلى بورسعيد

- طائرات العدو كانت تتفوق علينا في التسليح والتكنولوجيا 

- شاركت فى 4 حروب خاضتها مصر

- نفذنا غارة جوية يوم 15 يونيو 1967 على أهداف العدو شرق القناة

- كنا فى معارك شبه يومية على أهداف العدو خلال حرب الاستنزاف

- بدأ الاستعداد لحرب أكتوبر 1973 بالاستدعاءات المفاجئة

«الذكرى الـ51 لحرب أكتوبر 1973 حكاية شعب»، تعد حرب أكتوبر من أعظم الحروب العسكرية التي شهدها التاريخ الحديث، ولم ينتهي الاحتفال بالنصر في أكتوبر 1973، ولكن ظلت الدولة المصرية تحرص على الاحتفال بالنصر العظيم للجيش المصري على العدو الإسرائيلي، في يوم السادس من أكتوبر من كل عام، إذ يحتفل الشعب المصري مع قواته المسلحة بهذا النصر المبين.

51 ‎عاما مضت على انتصارات حرب أكتوبر المجيدة، تلك الحرب التي تكاتفت ‏فيها جميع أسلحة القوات المسلحة وتناغمت في تأدية مهامها، وبحسب وصف الخبراء «إنها حرب الأسلحة المشتركة».

يظل يوم 6 أكتوبر 1973 ملحمة عظيمة صنعتها الإرادة المصرية، وكتبت بسطور من نور في صفحات التاريخ المصري الحديث، وسجلت بطولات لا حصر لها من جنود وضباط صنعوا المعجزات خلال معاركهم مع العدو، وكان لـ«الجمهور» هذا الحوار مع اللواء طيار أركان حرب سمير عزيز ميخائيل، نائب رئيس أركان حرب القوات الجوية سابقًا، وهو أفضل من طار بطائرات الميج 21 خارج الاتحاد السوفيتي.

اللواء طيار أركان حرب سمير عزيز يستعيد ذكريات نصر أكتوبر

تخرج اللواء سمير في الكلية الجوية عام 1963 بالدفعة 14 طيران، وهو أحد أبطال حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر المجيدة في سلاح طيران، كما أنه قناص ماهر لطائرات العدو، حيث أسقط 3 طائرات لجيش الاحتلال بما فيهم المقاتلة الميراج الذى أسقطها يوم 20 يوليو 1969 وكان يقودها إيتان بن الياهو الذي أصبح فيما بعد قائد سلاح الجو الإسرائيلي بين 1997 إلى 2003.

كان من أشهر طياري القوات الجوية لما عُرف عنه من الشجاعة والإقدام، فقد أجمعوا زملائه الطيارين على جرأته الشديدة جدا في الطيران وقدرته على تطويع الطائرة لتلبي ما يريده، حيث إن الطائرة التي يقودها تئن منها الأشجار، ويمكنك عندما تنزل تحتها أن ترى اللون الأخضر ودهان الطائرة قد تشوه الناتج عن اصطدامه بأوراق الأشجار الخضراء، فهو قادر على تطويع الطائرة لتلبى ما يريده.

وإلى نص الحوار.. 

كيف كانت كواليس الطلعة الجوية يوم 5 أكتوبر؟

كشف اللواء طيار سمير عزيز، أحد المشاركين في نصر أكتوبر، عن كواليس الطلعة الجوية، حيث أوضح أنه قبل حرب أكتوبر، وبالتحديد يوم الخامس من أكتوبر 1973، كان قد مر شهران على زواجه، وفي ذلك اليوم كان في المنصورة ومعه زوجته.

وأضاف اللواء طيار سمير عزيز، «كنت متجوز بقالي شهرين وكان معايا مراتي في مطار المنصورة وحسيت إن فيه حاجة مش طبيعية وكل الطيارات محملة ذخيرة، وتاني يوم الساعة 10 الصبح جمعنا قائد اللواء، وقال: «اليوم اللي إحنا مستنينه بقالنا سنين هيكون النهاردا الساعة 2 الظهر».

وأوضح أنه في تمام الساعة الثانية ظهرًا تم تنفيذ الضربة بالفعل، حيث كنت قائدًا لثاني سرب في المنصورة، قائلًا: «الطلعة بتاعتي كانت مهمتها حماية كل الطيارات اللي رايحة تضرب من الإسماعيلية إلى بورسعيد.. القطاع دا كله كان تحت حمايتي».

واستكمل حديثه: «عملنا مظلة من بورسعيد إلى الإسماعيلية عشان نحمي القوات، ومطلعتش لينا ولا طيارة معادية، ومن أسبوع بس عرفت ليه مطلعوش لينا بعد ما شوفت فيديو إسرائيلي لطيار إسرائيلي بيحكي السبب لأنهم كانوا محملين قنابل عشان يضربونا وعشان ينزلوا تلك القنابل ويحطوا صواريخ بتاخد وقت عشان كده مقدروش يطلعوا الساعة 2».

تفاصيل 53 دقيقة حاسمة في معركة المنصورة

وقال اللواء طيار سمير عزيز ميخائيل إن المعركة استمرت لـ53 دقيقة بسبب الموجات المتتالية من الهجوم الصهيوني الذي بدأ بطائرات الفانتوم، وبعدها طائرات الميراج لتأمين انسحاب الفانتوم بعد أداء مهمتها التدميرية في تدمير منطقة الدلتا والمطارات الموجودة فيها خاصة مطار المنصورة والذي سبب أرقا للعدو آنذاك.

وأكد “ميخائيل” أن طائرات العدو كانت أعلى تسليحًا وأعلى تكنولوجيا، وأنهم تمكّنوا من استخدام طائرات ميج 21 للتفوق على الطائرات الفانتوم والميراج وإسقاطها.

وأشار إلى أن طول المعركة هو سبب تدريسها في أغلب الكليات والمعاهد العسكرية الجوية حول العالم لأنها استمرت لـ53 دقيقة.

وأوضح أيضًا أنه تعرض للإصابة وأصيب بكسر في الظهر وذهب إلى المستشفى وبكى بعدما اشتبك زملاؤه مع العدو وهو في المستشفى، وطلب من الطبيب السماح له بالذهاب للوحدة ولكنه رفض.

وكشف عن بعض المشاهد التي ظهرت في فيلم الممر وأنه كان البطل الحقيقي لهذه المشاهد عام 67، لافتًا إلى أنه هو الذي ارتقى المدفع لإطلاق النار على طائرة إسرائيلية وأن الطائرة قصفت المدفع وقفز قبل أن يصاب وأنه رأى طائرة عن قرب وأطلق النار عليها من سلاحه الـ9 مل وكانت عينه في عين الطيار الذي عاد مرة أخرى لاستهدافه، ولكنه احتمى بأحد الجدران بعدما كانت الطلقات على بعد 30 سم منه لافتًا إلى أن هذا المشهد الذي قام به الفنان محمد فراج.

تفاصيل المشاركة في حرب أكتوبر

وسرد اللواء طيار سمير عزيز ميخائيل، نائب رئيس أركان حرب القوات الجوية سابقاً، تفاصيل مشاركته فى حرب أكتوبر، وسبب شهرته بالطيران على ارتفاعات منخفضة جداً تصل إلى 50 سم فقط، موضحاً أنه خلال حرب الاستنزاف كان الطيران المنخفض ضروري جداً للهروب من رادارات العدو، وكان الطائرات تسير بمحاذاة الأشجار.

وأضاف سمير عزيز، أنه شارك فى 4 حروب خاضتها مصر، وهى حرب اليمن عقب التخرج، وحرب 67، وحرب الاستنزاف خلال 69 و70، وحرب أكتوبر 1973، مشيراً إلى أنه كان يستقل طائرة من نوع "ميج 21"، وكان عمره 30 عاماً عندما انتهى من خوض الأربعة حروب.

كيف ترى هزيمة 5 يونيو 1967؟

أكد اللواء طيار سمير عزيز ميخائيل، أن هزيمة 5 يونيو كانت بمثابة انكسار للجميع تذوقنا فيها مرارة الهزيمة، ففي اليوم التالي للهزيمة بدأنا فى تنظيم الصفوف مرة أخرى وبشكل عاجل، حيث تم تزويدنا بمجموعة من الطائرات المقاتلة من دولة الجزائر الشقيقة والاتحاد السوفيتي.

وأوضح: قمنا بغارة جوية يوم 15 يونيو على أهداف العدو شرق القناة بداية من أول بورسعيد حتى السويس، أي بعد الهزيمة بعد 40 يومًا فقط؛ لنكسر ما زعمته إسرائيل وأكدته للعالم بأن القوات المسلحة المصرية لن يقوم لها قائمة مرة أخرى قبل 10 سنوات، فلم تكن القوات الجوية التي استعادت تنظيم صفوفها فقط، بل امتد التنظيم كافة أفرع قواتنا المسلحة، فقوات الصاعقة قامت بمعركة قوية فى «رأس العش» أوقفت فيها تقدم القوات الإسرائيلية للسيطرة على رأس العش فتعلن السيطرة على سيناء بالكامل، كما استطاعت القوات البحرية تدمير المدمرة ايلات، وقامت قوات المدفعية بفتح النيران على اهداف العدو من شرق بورسعيد حتى السويس.

كنا فى معارك شبه يومية على أهداف العدو فى حرب الاستنزاف، وبفضل الله استطعت أن أُسقط ثلاث طائرات معادية بعد معارك عنيفة، كما أسقط زملائي العديد من الطائرات وتفوقنا رغم الفارق التسليحي لصالح إسرائيل.

ماذا عن مغامرة رأس نصراني؟

وعن المغامرة التي قام بها فوق مطار العدو في رأس نصراني قال اللواء سمير: فى إحدى الليالي التي أعقبت هجوماً إسرائيلياً على قواتنا فى خط القناة عام 1969، قررت أن أقوم بمغامرة بمفردي ولا يعلم بها أحد، فأحلق وأمر مرورا سريعا فوق مطار رأس نصراني «شرم الشيخ حاليا» لكي أوجه للإسرائيليين رسالة تواجد وإهانة وأن أشعرهم بالإذلال. 

وتابع: قمت بحساباتي الملاحية وخط السير تجاه جزيرة شدوان على ارتفاع منخفض جدا، ولأن المسافة من شدوان حتى رأس محمد هي 45 كيلومتراً تستغرق حوالي ثلاث دقائق من الطيران السريع، وطبقا لحساباتي فأنه إذا رصد الإسرائيليون طائرتي وأنا أرتفع فوق جزيرة شدوان، فهذا يعنى أنني سأكون فوق مطار رأس نصراني فى اللحظة التي تقوم فيها أول طائرة معادية بالإقلاع، وذلك طبقا لحسابات الرصد والإنذار الإسرائيلي لي وإعطاء الأمر بالإقلاع لاعتراضي. 

                                                

وفى اليوم التالي كان مخططًا لي «طلعة تدريب» فوق منطقة جبلية، فأطلقت لطائرتي العنان بأقصى سرعة وعلى أقل ارتفاع ممكن تجاه جزيرة شدوان، وأتذكر أن ارتفاعي لم يكن يزيد على مترين فوق المياه، وفور مروري فوق جزيرة شدوان زدت من سرعة الطائرة إلى 1200 كيلومتر فى الساعة وهي أقصى سرعة للطائرة على ارتفاع منخفض، وبعد دقيقتين تقريبا كنت فوق منطقة رأس محمد وشاهدت جنود وحدة مدفعية مضادة للطائرات يستحمون فى الماء وكأنهم فى إجازة، وقتها أدركت أن أحدا لم يرصدني أو يتوقعني لأن الجنود هرعوا إلى مدافعهم فور مرورى بسرعتي الكبيرة فوقهم وقد شاهدتهم من بيرسكوب الكابينة يهربون إلى مدافعهم فى ذعر.

ودخلت على المطار بأقل ارتفاع ممكن ثم عدت سريعا إلى موقع تدريبي لأظهر على شاشات الرادار المصرية، ثم عدت وهبطت للمطار، وفى اليوم التالي هجم الإسرائيليون بحوالي أربع وعشرين طائرة على مطار الغردقة، لكنه كان هجوماً وهمياً فلم يكن هناك أي قصف او اشتباك، وما اعتقده أن ما قام به الإسرائيليون فى هذا اليوم هو عبارة عن رد نفسي لما قمت به ضدهم فى اليوم السابق من ذعر وهلع لهم.

كيف كانت الاستعدادات للحرب؟

بدأ الاستعداد للحرب بالاستدعاءات المفاجئة من الإجازات وقبل الساعة الثانية بدقائق يوم 6 أكتوبر أقلعنا من مطاراتنا، معنوياتنا تناطح السحاب الذى نخترقه، ونفذنا مراحل الخطة التي تدربنا عليها طويلا، وفى الثانية ظهرا عبرت الطائرات القناة وكانت مهمتنا فى السرب عمل مظلات فى عدة مناطق وعدنا والسعادة تسيطر علينا بفرحة بدء الحرب بنجاح، صباح يوم 7 أكتوبر وفى الساعة السابعة والنصف صباحا وجدنا طائرات معادية تضرب المطار، وكنت بجانب إحدى الدشم وقت الضرب.

ماذا عن اليوم التالي للحرب؟

وفى يوم 8 أكتوبر أعطانا الموجه أوامر بالاتجاه لبورسعيد؛ لأنها تهاجم من طائرات العدو، وعند اقترابنا من بورسعيد أمرت التشكيل بإلقاء الخزانات الإضافية تمهيدا للاشتباك، وفوجئت بأن خزانات طائرتي الثلاث لم تلقى، ورأيت 4 طائرات ميراج أعلى منا فارتفعنا قليلا، وبدأت الميراج فى النزول إلينا، وأصبحت الطائرات المعادية 8 طائرات.

حاولت تعمير المدفع فلم يستجب، فقد حدث عطل بالدائرة الكهربائية المسئولة عن التسليح، فأصبحت أطير بـ3 خزانات وبدون تسليح يعمل أي أن طائرتي مجرد قطعة حديد طائرة لا نفع منها، دخلت خلفي طائرتان فقمت بالمناورة لليمين فرأيت طائرتين أخرتين خلفي أيضا، أبلغت باللاسلكي أن خلفي 4 طائرات باستمرار، فقال لي الموجه إن هناك تعزيزاً قادماً لي، استمر الاشتباك على هذا المنوال وكل طائرتين تحاولان ضربي، وأصبحت السرعات بطيئة ولا فرصة لاكتساب سرعة، فاتجهت بالطائرة الى المياه لاكتساب سرعة، حتى وصلت على ارتفاع منخفض جدا واتجهت الى المنصورة، مستغلا السرعة التي اكتسبتها للفرار من الطائرات المطاردة لي.

وبعد حوالى 4 ثوانٍ عدت لمساعدة زملائي حتى لا يكونوا بمفردهم، فرأيت طائرات ميراج على يميني وقبل أن اتجه إليها شعرت بأن شيئا صدمني بشدة جدا بمؤخرة الطائرة، وبدأت الطائرة تدور بلا أي تحكم أو سيطرة ونظرت خلفي فلم أجد ذيل الطائرة، والنار مشتعلة والطائرة متجهة إلى البحر مباشرة.

قفزت من الطائرة على الفور، وشعرت بألم رهيب بظهري، وذلك لعدم إحكام «الأحزمة» على جسدي والتي كان يجب علي أن أضبطها على حجم جسمي، وقبل أن اصل إلى المياه شعرت بأنني سأفقد وعيي من شدة الألم فقمت بنفخ جاكت النجاة لكي يضغط على الدم وأظل بوعي، وساعد على ذلك اصطدامي بالمياه فأفاقتني، وبدأت أفك الباراشوت فأمسك بقدمي اليسرى. 

وبدأ الهواء يسحبني على سطح الماء وبدأت اشرب من ماء البحيرة، وفجأة توقف الهواء، وفك الباراشوت من نفسه من قدمي.. ثم رأيت مركب صيد ممن تسير فى البحيرات الضحلة بعصا كبيرة تقترب منى بهدوء، ورأيت أحد الصيادين يرفع تلك العصا وينزل بها على رأسي فحركت نفسى قليلا، وأمسكني أحدهم من خلفي وكتفنني، وأخذوا المسدس منى، وسألوني إذا كان معي سلسلة ذهب، فقلت لهم معي واحدة بها الاسم والرتبة، فسألوا إذا كانت ذهبًا فقلت لهم إنها صفيح، فرفعوني على القارب وبعد لحظات جاء قارب خفر السواحل ونقلني إلى قاربهم، وأخذوني الى مستشفى المطرية، وفى منتصف الليل تم نقلى الى مستشفى الفرنساوى، ومنعوا الزيارات، واقتصروها يوما لأبى ويوما لزوجتي فقط.


 

تابع موقع الجمهور من خلال (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا

تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجمهور، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة المصرية ، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار، الاقتصاد، حوادث وقضايا، تقارير وحوارات، فن، أخبار الرياضة، شئون دولية، منوعات، علوم وتكنولوجيا، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر العملات الأجنبية، سعر العملات المحلية.

search