جولدا مائير، امرأة حديدية أهانها نصر أكتوبر
جولدا مائير
أحمد محمود
تعرف داخل المجتمع الإسرائيلي بالمرأة الحديدية، وهي السيدة الوحيدة التي تولت رئاسة وزراء الكيان الإسرائيلي منذ إنشائه في عام 1948، يمكن أن نقول إنها جاءت في إحدى أصعب الفترات التي عاشتها إسرائيل، ففي عهدها تلقى الاحتلال أصعب وأول هزيمة له في حرب 6 أكتوبر 73 على يد الجيش المصري، لتبدأ بعدها مساءلة "مائير" وقيادات حكومتها بعد الإطاحة بهم بسبب الهزيمة العسكرية.
ابنة العاصمة الأوكرانية كييف، التى هاجرت مع عائلتها إلى الولايات المتحدة الأمريكية في مطلع القرن العشرين، بدايتها كانت في حقل التدريس وليس السياسة، كانت من أوائل من هاجروا إلى فلسطين بعد وعد بلفور المشؤوم عام1917، والهجرة كانت بالحديد في عام 1921، لتترك مجال التدريس وتبدأ في أعمال التجارة، إلا أن عملها السياسي بدأ بعد قيام دولة إسرائيل، وحينها تم انتخابها عضوة في الكنيست عام 1949.
جولدا مائير، كانت سببا كبيرا في تعزيز هجرة اليهود إلى إسرائيل خلال عملها كوزيرة للخارجية، حتى جاءت رئيسة وزراء بالصدفة بعد أن توفي رئيس وزراء الاحتلال ليفي أشكول في عام 1969، لتقضى فترة قصيرة في حرب الاستنزاف التي كان يقودها الجيش المصري ضد الاحتلال وتبدأ معها مرحلة محدودة من السلام الذي يسبق العاصفة، ظلت "مائير" لـ3 سنوات تعيش حالة لا سلم ولا حرب، حتى فاجأها الجيش المصري بأكبر هزيمة عسكرية مكنت مصر من استرداد كل شبر من سيناء.
الرئيس الأمريكي جو بايدن، كان له تصريحات حول ما قالته له جولدا مائير عندما زار إسرائيل مع وفد من الكونجرس الأمريكي قبل حرب 6 أكتوبر، ونشرت سي إن إن حينها على لسان بايدن قوله إنه كان في ذلك الحين بعمر 30 عاما ويبدأ عامه الأول في الحياة السياسية كعضو بمجلس الشيوخ الأمريكي، وكان ضمن وفد من الكونجرس في زيارة إلى إسرائيل.
قال بايدن إن اللقاء مع جولدا مائير كان قبل يوم واحد من الحرب ، وأثناء التقاط الصور التذكارية للزيارة، قالت له جولدا: "لماذا تبدو قلقًا جدًا أيها السيناتور بايدن؟"، فأجاب: "بالطبع، أنا قلق"، فيروي بايدن قائلا أنها أجابته دون النظر إليه: "لا داعي للقلق، أيها السيناتور، نحن الإسرائيليون لدينا سلاح سري.. ببساطة ليس لدينا مكان آخر نذهب إليه"، ليرد بايدن "حسنًا، اليوم أقول لإسرائيل بأكملها، الولايات المتحدة أيضًا لن تذهب إلى أي مكان سوف نقف معكم".
جولدا مائير وهزيمة حرب أكتوبر
بعد هزيمة إسرائيل في الحرب واجهت حكومة مائير خلافات داخلية وتساؤلات حول عدم استعداد إسرائيل للحرب، ورغم أن لجنة أجرانات التي تم تعيينها للتحقيق في الحرب برأت جولدا مائير من المسؤولية المباشرة، ورغم فوز حزب مائير في الانتخابات في ديسمبر 1973، لكن الائتلاف خسر مقاعده ولم يتمكن من تشكيل الأغلبية، لتستقيل جولدا مائير من منصب رئيس الوزراء في 11 أبريل 1974، وتخلت عن مقعدها في الكنيست في 7 يونيو 1974، ولم تشغل منصبها مرة أخرى.
في 1977، تحدثت جولدا مائير في الكنيست نيابة عن حزب العمل أمام الرئيس محمد أنور السادات خلال رحلته التاريخية للكنيست كأول زعيم عربي يزور إسرائيل، وقالت إن زيارته مهمة من أجل تجنب الحرب للأجيال القادمة، وأثنت على السادات لشجاعته ورؤيته، وفي ديسمبر 1978، توفيت مائير بسبب سرطان الغدد الليمفاوية في القدس عن عمر يناهز 80 عاما.
تابع موقع الجمهور من خلال (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
الجمهور، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة المصرية ، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار، الاقتصاد، حوادث وقضايا، تقارير وحوارات، فن، أخبار الرياضة، شئون دولية، منوعات، علوم وتكنولوجيا، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر العملات الأجنبية، سعر العملات المحلية.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً