الأحد، 29 سبتمبر 2024

08:43 م

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

عالم أزهري: السحر غيب لا يعلمه إلا الله وما يحدث دجل جاهلي

الشيخ أحمد تركي

الشيخ أحمد تركي

سهيلة عبدالعال

A A

بعد تصدر واقعة “سحر” اللاعب مؤمن زكريا، على مواقع التواصل الاجتماعي، علق العالم الأزهري الشيخ أحمد تركي، قائلًا: "كنت أدرس فى الأزهر الشريف العامر مادة “الملل والنِّحَل”، وسألت أستاذي  الدكتور حسن الهواري - رحمه الله - عميد كلية الدعوة الإسلامية الأسبق وأستاذ المادة سؤالًا، وقلت له: كيف يكون الإنسان متعلماً ومثقفاً ويعمل طياراً أو وزيراً أو طبيباً  أو كاتباً كبيراً ومفكراً، وصاحب عقل متوهج بالفكر والمنطق، وعند الخرافة يتحول نفس العقل إلى عقل بدائى جدًا وكأنه يعيش فى العصر الحجري!!، يتوقف عن التفكير تماماً عند اعتناق عقيدة الخرافة والوهم؟. 


وأضاف “الشيخ تركي”، في تصريحات له، متسائلًا: هؤلاء الأشخاص ذوى الجاه والمناصب والشهرة والشهادات العلمية المرموقة الذين يُقبلون إلى دجال وساحر لجلب الحبيب وحل المشكلات، وكيف لشخصية مثقفة ومتعلمة تلجأ إلى دجال لا يحسن القراءة والكتابة وتثق فى قدرته على تسخير الجان وفك السحر والتأثير فى الناس؟، فأجاب “الدكتور حسن الهواري”: ملاحظتك صحيحة وهى أزمة البشرية طيلة التاريخ!.

أدلة تورط الدجالين في نشر الخرافة باسم فك السحر

وتأكيداً على ذلك، آيات القرآن الكريم فى ذكر العقل والبراهين والحوار العقلى تتجاوز 2500 آية، اشتبكت مع العقل الخرافى لتحويله إلى عقل مجرد فى تفكيره وبرهانه وتناوله، بينما آيات الأحكام لا تتجاوز 200 آية.

 وقال "الشيخ تركي”: ومن الآيات التى اشتبكت مع الدجل الجاهلي فى عهد الرسول الأعظم - صلى الله عليه وسلم - قوله تعالى فى سورة يس: "وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا ۖ أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ" 62.  

وتابع: لقد أضل الشيطان خلقاً كثيراً فى إيهامهم بتأثير بعض المخلوقات عليكم أكثر من قدرة الله تعالى، و قال تعالى: (وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آَلِهَةً لا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلا يَمْلِكُونَ لأنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلا نَفْعًا وَلا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلا حَيَاةً وَلا نُشُورًا) (الفرقان3).

كيف يقنع الدجالون العقل فى القرن الـ21 بأنه تحت تأثير شيطان كما كان العقل الجاهلى يقتنع بذلك؟ 

يقول “الشيخ تركي”: أذكر ذلك اليوم عندما استوقفتني سيدة ومعها ابنها الصغير من عامين تقريباً فى الشارع وطلبت منى مساعدتها فى فك "سحر معمول بالسفلي" لها، تفاجئت من اقتناعها بالسحر على الرغم من كونها في منصب مرموق علميًا. 

وأضاف الشيخ تركي: السحر والحسد “غيب” ولا يعلم الغيب إلا الله، والشيوخ اللى بيقلولك إن عندهم استطاعة فى كشف السحر والحسد، وكأنهم معمل تحاليل، هم “كذابون ودجالون”.

واستكمل الشيخ أحمد تركي: النبى صلى الله عليه وسلم، قال: كذب المنجمون ولو صدقوا وفى رواية ولو صدفوا.

وأوضح “الشيخ تركي”: القرآن اتكلم عن السحر والحسد، واعطانا التحصين منهم بالذكر وقراءة القرآن، كقراءة آية الكرسى والمعوذتين والإخلاص والمحافظة العبادة العبادة وذكر الله، بمعنى أن قوة الروح وقاية من أي شر، لكن لم يذكر الإسلام اكتشاف السحر والحسد، ولم يرد عن الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا عن الصحابة، ولا فى تاريخنا النظيف أى من رجال العلم اشتغل باكتشاف السحر ومعالجته.

 ويقول “الشيخ تركي”: أتسائل من هؤلاء الدجالين الذين يظهرون على الشاشات بصورة بهلوانية مشعوذة يوهم ضحاياه إنه يخرج العفاريت من أجساد النساء فى مشاهد درامية قذرة، كما قام عشرات الدجالين باستهداف جروبات الستات على الفيس بوك وتويتر وانستجرام، ولقد سمعت قصصاً وجرائم يشيب لها الولدان. 

وتابع: قد نظرت المحاكم المصرية آلاف الدعاوى القضائية الجنائية نتيجة مثل هذه الأعمال، إن قلبى مليء بالأسف والأسى لتلوث العقل الجمعي المصري بهذه الخرافات التى ما أنزل الله بها من سلطان ، وتبين أن المصريين ينفقون أربعين مليار جنيه سنوياً على أعمال الدجل والشعوذة طبقًا لتقرير عام 2022، وأن عدد المشتغلين بالسحر والشعوذة وايهام الناس بالعلاج بالقران كبديل للطب  تجاوز عشرات الآلاف. 
وقال "الشيخ أحمد تركي”: قد هاتفنى صديقي الإعلامي الأستاذ طارق علام من عام تقريباً وكان يتناول فى برنامجه التلفزيونى جريمة قتل فى محافظة كفر الشيخ، حيث قام دجال باقناع أسرة أن ابنتهم عليها عفريت وهو قادر على إخراجه، وقد استأمنته الأسرة ليخلو بابنتهم، فقام باغتصابها وهم يسمعون الصراخ فى غرفتها جراء الاغتصاب ويظنون أن العفريت هو الذى يصرخ، وعندما اكتشفت الأسرة الجريمة قام أخو الضحية بقتل الدجال  على الفور. 


وتابع: لقد أكدت له على الهواء أن الإسلام بريء من تلك الأعمال، ولا يوجد فى القرآن والسنة، ما يؤكد دخول الشيطان جسم الإنسان والسيطرة عليه، لأن علاقة الشيطان بالإنسان وسوسة وفقط، قال تعالى: "فوسوس لهما الشيطان" سورة الأعراف، وقال الله تعالى لإبليس: (إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين، وإن جهنم لموعدهم أجمعين لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم) سورة الحجر.
 

وأضاف: وإذا كان البعض يتأول الآيات القرآنية لتبرير جريمة ممارسة هذا الدجل، فهذه جريمة أخرى ينبغى أن يحاسب عليها، قوله صلى الله عليه وسلم: إن الشيطان يجرى من ابن آدم مجرى الدم؟ تقديره. وسوسة الشيطان تجرى من ابن آدم مجرى الدم.  


ويؤكد “الشيخ تركي”، أن الوسوسة إيحاء خفى يدعوا إرادة الإنسان لارتكاب الغواية بالتزيين، ولذلك كان كيد الشيطان ضعيفاً، وقال تعالى: إن كيد الشيطان كان ضعيفاً، فإن القرآن كتاب هداية وشفاء معنوى لمن يقرؤه، قال تعالى: "وننـزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خساراً " [ الإسراء: 82]، ولم يرد عن رسول الله ولا عن أصحابه ولا عن التابعين ولا عن أئمة المسلمين القدامى أن العفريت يدخل جسد الإنسان ويلزم إخراجه بالقرآن، رغم إقرارهم بالسحر والحسد الذين هما غيب كما ذكرت آنفاً.   
 

وقال "الشيخ تركي": مما يساهم فى هذه التجارة القذرة - تجارة الوهم والدجل - رغم أضرارها القاتلة، وجود قانون يجرم هذه الأعمال بصورة مباشرة فالقانون المصري لم يتطرق من قريب أو من بعيد لجرائم السحر والشعوذة، لكن يمكن ضم الأشخاص الذين يقومون بأعمال السحر والشعوذة والدجل إلى جريمة النصب. 

وأضاف: طبقاً لنص المادة 336 من قانون العقوبات المصري، ويكون العقاب فيها الحبس من 24 ساعة إلى مدة 3 سنوات مع الشغل والنفاذ، مع الأسف الشديد من يتضرر من هذه الأعمال لا يوجد له قانون ينصفه، ولا يستطيع أن يحرر أي محاضر ضد الساحر أو المشعوذ، لأنه لا توجد رابطة بينهما ، حتى لو تم الإضرار به ، ولكن الوحيد الذى يحق له الرجوع على المشعوذ أو الساحر، هو الشخص المتعامل مع الساحر بصفته أنه تم النصب عليه من الساحر أو الدجال أو المشعوذ، وأنه تحصل منه على أموال نظير أعمال قد أوهمه بها ولم تتحقق.

وصرح قائلًا: توجد عدة دول عربية ينص قانونها الجنائى على تجريم من يمارس الدجل والشعوذة، مثل: المغرب وسوريا ولبنان والسودان والإمارات ففى المغرب مثلاً، وفي الفصل 609 من القانون الجنائي المغربي في فقرته 35  تنص على أن “من احترف التكهن والتنبؤ بالغيب أو تفسير الأحلام يعاقب بغرامة تتراوح بين 10 و 120 درهماً، و يعتبر هذا الفعل مخالفة من الدرجة الثالثة. 

وينص الفصل 726 من قانون الالتزامات و العقود على بطلان كل اتفاق يكون موضوعه تعليم أو أداء أعمال السحر و الشعوذة أو القيام بأعمال مخالفة للقانون. 

ويتسائل “الشيخ تركي”، قائلاً: “أليست هذه الظاهرة  جريمة تعكر صفو السلم الإجتماعى وتخرب البيوت وتهتك الأعراض وتفسد فى الأرض؟، ألم يحن الوقت لسن قوانين صارمة لمعالجة هذه الظاهرة ؟!". 

ويدعو “الشيخ تركي”، الرئيس السيسي حفظه الله ورعاه وهو يؤسس ويبنى الجمهورية الجديدة بضرورة النظر فى هذا الموضوع  والتوجيه بما هو مناسب. 

وطالب مجلس النواب ومجلس الشيخ بضرورة سن قانون يجرم أعمال الدجل والشعوذة والعلاج بإخراج العفاريت من الأجساد، ويدعو زملائه الإعلاميين بتناول هذا الموضوع لتحذير الناس من الخرافة والدجل.

تابع موقع الجمهور من خلال (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا

تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجمهور، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة المصرية ، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار، الاقتصاد، حوادث وقضايا، تقارير وحوارات، فن، أخبار الرياضة، شئون دولية، منوعات، علوم وتكنولوجيا، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر العملات الأجنبية، سعر العملات المحلية

search