الخميس، 21 نوفمبر 2024

09:37 م

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

في ذكرى ميلاد صاحب الجلالة، هل كان محمد حسنين هيكل ظالما أم مظلوما

محمد حسنين هيكل

محمد حسنين هيكل

الزهراء علام

A A

ذكرى ميلاد محمد حسنين هيكل، في كل عام، تستعيد الأوساط الإعلامية والسياسية في مثل هذا اليوم الموافق 23 سبتمبر، ذكرى ميلاد محمد حسنين هيكل، الصحفي الذي كان له تأثير عميق على الساحة العربية والعالمية. 

كان له حضوره طاغي وكلمات كانت تُسمع وتُقرأ بتركيز، جعلت منه شخصية فريدة محل اهتمام الكثير من قادة الرأي وصناع القرار، لكن وراء هذا البريق الساطع، تكمن ازدواجية أثارت الجدل حول شخصيته وعلاقاته مع الرؤساء المصريين وآرائه على الساحة المحلية والدولية.

وفي السطور التالية نلقي نظرة سريعة حول هل كان الجورنجالي محمد حسنين هيكل ظالما فيما نقل أم مظلوما من وجهة نظر معاصريه 

محمد حسنين هيكل
محمد حسنين هيكل

محمد حسنين، تناقضات أم اتفاقات لمصلحة الوطن

محمد حسنين هيكل، الذي تميز بفهم عميق لأسرار السياسة في الشرق الأوسط، لم يكن مجرد كاتب صحفي أو محلل سياسي، بل كان عبارة عن مزيج معقد من المؤثرات والأبعاد المختلفة، تارة يُنظر إليه كموالي لجمال عبد الناصر، وتارة أخرى كخصم للعديد من الساسة المصريين والأجانب. 

كانت مواقفه تتبدل وفقًا للظروف السياسية، مما جعله يمثل ظاهرة تعكس تناقضات الحياة السياسية في مصر، كان دائمًا في قلب الأحداث، يلتقط أنفاسها ويعيد صياغتها من وجهة نظره، لكن هذا الحضور لم يكن خاليًا من الجدل. فقد أثار اهتمام الكثيرين، لكنهم كانوا في الوقت نفسه متسائلين: هل كانت آراؤه تعكس رؤية موضوعية للأحداث، أم أنها كانت متأثرة بعلاقاته الشخصية ومواقفه المتقلبة؟.

وفي الجهة الأخرى، كان هناك من ينظر إليه على أنه مجرد لعبة في يد القوى السياسية، هذا التناقض العميق في هويته المهنية جعل منه شخصية مثيرة للإعجاب وللنقاش على حد سواء.

جمال عبدالناصر و حسنين هيكل

ذكرى ميلاد محمد حسنين هيكل

في ذكرى ميلاده، يستمر إرث محمد حسنين هيكل في استحضار الجدل والنقاش حول طبيعة الإعلام والسياسة في العالم العربي، فقد كان نموذجا يجسد تعقيدات العلاقة بين الصحافة والسلطة، ويعيد إلى الأذهان سؤالًا محوريًا: هل يمكن للصحفي أن يبقى محايدًا في عالم تتداخل فيه العلاقات السياسية والشخصية؟

هيكل، بشخصيته المتقلبة، كان وما يزال درسًا في الازدواجية التي زعم عدد من منتقديه بها والحرية على السواء، جسد صراعات الأفكار والعواطف في سياق تاريخي وسياسي معقد استمر حتى بعد رحيله ويظهر نفسه كل عام.

علاقة محمد حسنين هيكل بجمال عبد الناصر

كان محمد حسنين هيكل من أشهر الأشخاص المقربين للرئيس جمال عبد الناصر، بدأت علاقتهما منذ لقائهما الأول في حرب فلسطين، التي شارك فيها جمال عبد الناصر، واستمرت لقاءاتهما حتى الإطاحة بالملك فاروق.

أسهم هيكل بشكل كبير في صياغة الفكر السياسي لعبد الناصر، من خلال كتابه "فلسفة الثورة"، الذي نُشر باسم الرئيس، بالإضافة إلى تحرير العديد من الخطب المهمة، مثل خطاب التنحي عام 1967. كان هيكل يرافق عبد الناصر كظله، مما مكنه من بناء شبكة علاقات واسعة مع رؤساء ووزراء ومسؤولين في مختلف دول العالم.

ومن الجدير بالذكر أن هيكل هو من أطلق مصطلح “النكسة” واستخدمه في خطاب عبد الناصر، لتخفيف وقع الصدمة النفسية على المصريين، حيث ساهم هذا الخطاب في تحويل موقفهم إلى واشعل نفوس المصريين بالتعاطف مع الحكومة.

17 عاما، رحلة حسنين هيكل في جريدة الأهرام

تولى هيكل رئاسة مجلس إدارة وتحرير جريدة الأهرام عام 1957، وظل في هذا المنصب لمدة 17 عامًا، كما شغل منصب وزير الإعلام ووزير الإرشاد القومي، وتولى مهام وزارة الخارجية لفترة قصيرة، وخصص صفحة "الرأي" كانت تحتوي على مقالاته الأسبوعية والتي اعتبرت مرجعا لفهم السياسة المصرية والدولية.

لخص الكاتب الراحل أنيس منصور طبيعة العلاقة بين الرجلين عبر شاشة الفضائية المصرية "أون تي.في" في حوار له بتاريخ 21 أغسطس 2011 قبل وفاة منصور بشهرين،  حيث قال: "هيكل كان مفكر عبد الناصر، وصاغ الفكر السياسي للزعيم في تلك الفترة، ولم يحصل أي شخص آخر على هذا الدور، أستطيع أن أقول، عبد الناصر من اختراع هيكل.

علاقة هيكل والسادات

على عكس المتوقع حينها، دعم محمد حسنين هيكل الرئيس أنور السادات بقوة، خاصة خلال السنوات الثلاث الأولى من حكمه، حيث كتب سلسلة من المقالات أشاد فيها بالسياسات الجديدة للسادات، مشيرًا إلى أنها ستجعله قائدًا تاريخيًا لوطنه، كما أيد هيكل السادات في معركته ضد مراكز القوى التي تمثلت في بعض رجال الذين عارضوا سياسته ورغبوا في اسقاط السادات وشرعيته، لكنهم لم يفلحوا اذ كان للسادات أسلوب تخطيطي لا يمكن مواجهته.

ومع ذلك، ساءت العلاقة بين هيكل والسادات بعد انتهاء حرب 1973، حيث أصدر السادات قرارا رئاسيًا في 2 فبراير 1974 بنقل هيكل من منصبه في الأهرام إلى الرئاسة كمستشار، وهو ما اعتذر عنه هيكل. ورغم انتصار أكتوبر، لم يسلم السادات من انتقادات هيكل، الذي ألف كتابين بارزين: "خريف الغضب"، الذي تناول فيه حقبة السادات، و"الطريق إلى رمضان"، الذي حلل فيه أحداث حرب أكتوبر 1973.

ومع بداية المفاوضات بين أنور السادات ووزير الخارجية الأمريكي “هنري كيسنجر”، بدأ الخلاف يتصاعد بين هيكل والسادات حتى وصل لنقطة لا تفاهم بعدها، ليعتزل هيكل الحياة السياسية والعامة أثناء حكم السادات نتيجة الخلافات حول الإدارة السياسية.

أزمات لحقت هيكل تحت ظل السادات

وفي عام 1978، سُحب جواز سفر “هيكل” ومنع من مغادرة مصر، وكان على رأس قائمة الاعتقالات الشهيرة في سبتمبر 1981، قبيل اغتيال السادات، وفتح تحقيق ضده بناءً على لائحة قدمها وزير الداخلية حينها، النبوي إسماعيل، بتهمة نشر مقالات تسيء إلى مصر، 

وتبادلت الأقاويل حول أن موقف هيكل الداعم للسادات كان لذكائه، لأنه يجهل قوة السادات كما أن سياسته كانت مجهولة لذا قرر التصرف بذكاء واتقاء شر المجهول حتى تظهر له رؤية السياسة القادمة في مصر.

محمد حسانين هيكل

تعليق محمد حسنين هيكل على علاقته بالسادات

وفي تصريح له، تحدث هيكل عن طبيعة علاقته بالسادات: "تلاقينا واتفقنا واختلفنا كثيرًا، وظللنا أصدقاء حتى جاءت حرب أكتوبر 1973، ثم تباعدت زوايا الرؤية حيث وجد السادات بعد الحرب أنه يستطيع تأسيس شرعية جديدة تستند إلى مرجعية مختلفة، مما أدى إلى تباعد الطرق بيننا." 

علاقة هيكل ومبارك ورفضة للتوريث 

بعد تولي محمد حسني مبارك رئاسة مصر بعد السادات، اجتمع مع محمد حسنين هيكل لمدة تقارب ست ساعات، كما ذكر هيكل في كتابه “من المنصة إلى الميدان.. مبارك وزمانه”، خلال هذا الاجتماع، سعى مبارك للاستفادة من خبرة هيكل الواسعة وعلاقاته المعقدة على المستويين المحلي والدولي. لكن على الرغم من هذه المحاولة، لم تتمكن العلاقة بينهما من التأسيس بشكل سليم، مما أدى إلى نوع من "التنافر" بين الطرفين، وتفاقمت الخلافات بينهما بسبب سلسلة المقالات والكتب والمحاضرات التي نشرها هيكل، والتي انتقد فيها النظام الجديد، وخاصة فيما يتعلق بالجهود المبذولة نحو التوريث.

تجنب للصدام أم دراسة للميدان أولا

يعتبر محمد حسنين هيكل نفسه أحد الرموز الهامة التي لعبت دورًا هاما في ثورة 25 يناير 2011، حيث دعا المجلس العسكري إلى التدخل لحسم الموقف بهدف تهدئة الشارع، ومع ذلك، وجه إليه العديد من الانتقادات وذكروا بأنه "اختفى" طيلة فترة الاحتجاجات ضد حكم مبارك، ليعود لاحقًا للحديث عن الثورة في حلقات تلفزيونية عبر محطة فضائية مصرية بعد نجاح الثورة.

تابع موقع الجمهور من خلال (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا

تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجمهور، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة المصرية ، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار، الاقتصاد، حوادث وقضايا، تقارير وحوارات، فن، أخبار الرياضة، شئون دولية، منوعات، علوم وتكنولوجيا، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر العملات الأجنبية، سعر العملات المحلية.

search