الجمعة، 22 نوفمبر 2024

02:16 ص

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

زنازين الموت 3، ضرب وشتائم وإهمال طبي وبتر للأطراف داخل معتقلات الاحتلال

الاحتلال

الاحتلال

أحمد محمود

A A

لا تزال قصص التعذيب البشعة التي يتعرض لها المعتقلين الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال تنزف لها الدموع، في ظل انتهاكات تصل إلى جريمة غير إنسانية يمارسها الاحتلال ضد الفلسطينيين سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية، وارتفاع كبير في أعداد المعتقلين بشكل كبير منذ 7 أكتوبر الماضي.

قصة هذه الحلقة مع الأسير الفلسطيني المحلل سفيان أبو صالح، والذي اعتقله قوات الاختلال في 14 فبراير الماضي من منطقة المواصي في خان يونس، عندما حارصت قوات الاختلال المدرسة التي يأوى فيها أسرته وأمر الجنود النساء بأن يخرجن مع الأولاد إلى منطقة المواصي في غرب خان يونس، وأبقوا الرجال في داخل المدرسة.

ويقول الأسير الفلسطيني المحرر خلال شهادته التي نقلها “مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة”: "قسمنا الجنود، كلّ عشرة رجال في مجموعة واحدة، وأمرونا بأن نخلع ملابسنا ونبقى بالملابس الداخلية فقط، وبأن يحمل كل منا بطاقة هُويّته ويرفعها عاليًا،  وحصوا أسماءنا مقارنة ببطاقات الهُويّة ثمّ فتّشوا كلّ واحد منّا بواسطة جهاز وكبّلوا أيدينا إلى الأمام وعصبوا أعيننا، وبعد ذلك نقلونا إلى مكان هو في اعتقادي مخازن قد حولوها إلى مراكز اعتقال، وأجبرونا أن نبقى راكعين على الأرض حتى ساعات المساء.

ويضيف "أبو صالح" خلال شهادته: "بعد ذلك أخذونا إلى مركز التحقيقات، وأعتقد أنّه كان في الحي الياباني في مركز مدينة خان يونس، وفي التحقيق سألوني ما اسمي، أين كنت في 7 أكتوبر، لأيّ تنظيم أنتمي، وعن حماس والجهاد، وتعرضنا أثناء التحقيق للضرب بالعصا والرّكل، وخاصّة في منطقتي الظهر والعُنق، كان عددنا نحو 80 شخصًا، وبعد ذلك أعطونا ملابس لونها أبيض شفّاف مثل ملابس الكورونا وأدخلونا جميعًا إلى شاحنة نحو 80 شخصا مكومين فوق بعضنا البعض، وممنوعين من التحرّك أو الكلام، وكان الجنود يضربوننا إذا استشعروا حركة أيا كانت، وأحسست أنّهم جرحوني في رجلي اليسرى، ليس جُرحًا خطيرا.

10 آلاف و800 معتقل في الضفة

وبحسب بيان صادر عن عدد من مؤسسات الأسرى الفلسطينيين وهي "هيئة شؤون الأسرى والمحررين، نادي الأسير الفلسطيني، مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان"، اليوم الأحد، فإن حصيلة حملات الاعتقال بلغت أكثر من 10 آلاف مواطن، 800 منهم في الضّفة بما فيها القدس، كما بلغت حصيلة حالات الاعتقال بين صفوف النّساء بعد السابع من أكتوبر، نحو 410 سيدة.

كما بلغ عدد حالات الاعتقال بين صفوف الأطفال في الضّفة، ما لا يقل عن 735 طفلًا، كما بلغ عدد حالات الاعتقال بين صفوف الصحفيين منذ بدء حرب الإبادة 108، تبقى منهم رهنّ الاعتقال 59 من بينهم 7 صحفيات، و22 صحفيًا من غزة على الأقل ممن تمكّنا التّأكّد من هوياتهم، ومن بين الصحفيين 14 رهنّ الاعتقال الإداريّ، وبلغت عدد أوامر الاعتقال الإداريّ منذ بدء حرب الإبادة، أكثر من 8872 أمر ما بين أوامر جديدة وأوامر تجديد، منها أوامر بحقّ أطفال ونساء. 

ويحكي أول يوم اعتقال له قائلا :"في أول أيام الاعتقال كنّا طوال اليوم مربّطي الأيدي والأرجُل، على الحصى، وفي الليل غفوت ساعتين فقط، أخذ الجنود تفاصيلنا الشخصية وأجروا لي مسحا للعين، ثم أعطوني رقمًا وأخذوني إلى طبيب لإجراء فحوصات، وكان الجنود يتهكّمون علينا ويتضاحكون، سألني الطبيب ما إذا كنت أعاني من أيّ مرض، وقلت له إنّني لا أعاني من أي مرض، وبعد مضيّ يومين أحسست بألم في رجلي ولاحظت أنها متورّمة قليلا، وطلبت من السجان أن يأتي بمن يفحص لي رجلي، وجاءت جنديّة وصوّرت رجلي، مرّتين، لكي تُريها للطبيب لكنّها لم ترد لي جوابًا.

ويتابع الأسير الفلسطيني المحرر :"طيلة أسبوع كنت أعاني أوجاعًا شديدة وحرارة مرتفعة، أخذني الجنود بحافلة صغيرة إلى مستشفى داخل مركز التحقيق، وطوال الطريق كانوا يضربونني بالهراوات وبأسلحتهم على رجلي المصابة، وداسوا على رِجلَي، كنت أصرخ من شدّة الألم، سألني الجنديّ "أيّ من رجليك هي المُصابة؟" ثمّ انهال عليها يضربها بقوّة وبغاية القسوة، وحتى وهُم يُنزلونني من الحافلة الصغيرة واصلوا ضربي على رجلي ورأسي، وأخذ القيح يخرج من الجُرح، وفوق هذا كلّه كانوا يشتمونني: "سأفعل كذا وكذا بأمّك وبأختك وبزوجتك" و"يلعن كرامتك"، وشتائم أخرى من هذا القبيل.

ويواصل شهادته قائلا :"عندما وصلنا انتظرت الطبيب مدة ساعتين تقريبا، وأنا على الأرض مربط اليدين والرجلين ومعصوب العينين، ثمّ أجلسوني على سرير وخلعوا عنّي الملابس وأنا لا أزال مربّط اليدين والرّجلين ومعصوب العينين، وألبسوني حفّاظًا، غبت هناك عن الوعي، حتى لم أشعر بأنّهم فحصوني، وعندما عاد لي وعيي قال لي أحدهم: "أجرينا لك عمليّة جراحيّة"، وكانت عيناي لم تزالا معصوبتين، ولم أعرف ما إذا كان الذي كلّمني طبيبًا أو جنديّا، ولم يخبروني بأيّ تفاصيل عن العمليّة الجراحيّة، وسألتهم عن وضع رجلي فقالوا إنّها بخير، أعطوني مسكّنات في الوريد وأجروا لي فحص سكر.

القانون الدولي يفرض قواعد محددة فيما يخص التعامل مع الأسرى 

من جانبه، يؤكد الدكتور جهاد أبولحية، أستاذ القانون والنظم السياسية الفلسطيني، أن ما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي داخل السجون والمعتقلات الاسرائيلية ضد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين منافي لما يفرضه القانون الدولي من طرق تعامل مع الأسرى.

ويضيف أستاذ القانون والنظم السياسية الفلسطيني، في تصريحات خاصة لـ"الجمهور"، أن القانون الدولي يفرض قواعد محددة وواضحة وضوح الشمس فيما يخص التعامل مع الأسرى وتحديدا في اتفاقية جنيف الثالثة للعام 1949م .

ويؤكد "أبو لحية"، أن اتفاقية جنيف الثالثة معظم  النقاط المهمة في التعامل مع الأسرى بدءاً من طريقة الاعتقال وشكله ووصولاً إلى التحقيق وما يتوجب به وما هو محظور فيه و مروراً بأماكن الاحتجاز وما يتعين أن تكون عليه، والعديد من الحقوق الممنوحة للأسرى والتي يضمن فيها عدم امتهان كرامتهم الإنسانية ومنحهم كافة المتطلبات الأساسية الواجبة.

 

الاحتلال يعتقل 10 فلسطينيين من الضفة

وأصدر نادر الأسير الفلسطيني، بيانا اليوم، يؤكد فيه اعتقال قوات الاحتلال الإسرائيليّ، الليلة الماضية وحتّى صباح اليوم الأحد 10 فلسطينيين على الأقل من الضفة الغربية، بينهم طفل، وأسرى سابقون، موضحا أن عمليات الاعتقال توزعت على محافظات: قلقيلية، وبيت لحم، وطولكرم، ورام الله، والخليل، وطوباس.

وأضاف نادي الأسير الفلسطيني، أن قوات الاحتلال تواصل تنفيذ عمليات اقتحام وتنكيل واسعة خلال حملات الاعتقال، واعتداءات بالضرب المبرّح، وتهديدات بحقّ المعتقلين وعائلاتهم، إلى جانب عمليات التخريب والتدمير الواسعة في منازل المواطنين، لافتا  إلى أن قوات الاحتلال اعتقلت أكثر من 10 آلاف و800 مواطن من الضّفة بما فيها القدس، منذ بدء حرب الإبادة المستمرة والعدوان الشامل على أبناء الشعب الفلسطيني.

ولفت نادي الأسير الفلسطيني، أن المعطيات المتعلقة بحالات الاعتقال، تتضمن المعتقلين من الضفة دون غزة، والتي تقدر أعدادهم بالآلاف.

ويتابع سفيان أبو صالح :"عانيت آلامًا شديدة وكنت جائعًا جدًّا، لكن لم أستطع قول أيّ شيء، وبقيت هناك عشرة أيّام تقريبًا ولم يفعلوا خلالها سوى تغيير الضماد. عندما رفعت عصابة العينين ونظرت رأيت عظامًا وضمادًا، و. جاء طبيب مختصّ بالأوعية الدمويّة وقال لي: "يجب أن نقطع رجلك، وينبغي علينا أن نستشير طبيبًا مختصًّا بالعظام"، وكان الجنود يتضاحكون ويتهكّمون عليّ: "اقطعوا له رجله"، وكان جسمي مغطّى، لأنّنا في مستشفى مدني، كان الجنود متواجدين في الغرفة لدى كلّ فحص أو تصوير أشعّة، وحتى أثناء إجراء العمليّة الجراحيّة، وقالوا إنّني مخرب، وعندما جاء طبيب العظام وفحصني قال لي: "عليك أن تختار: رجلك أو حياتك.. يجب أن تقرّر"، وكان ذلك أصعب قرار اتّخذتُه في حياتي كلّها، أن أختار وأقرر قطع رجلي، كنت مصدومًا، خاصّة وأنّني وحيد ولا أحد بجانبي من أفراد الأسرة لكي أستشيره.

ويواصل شهادته :"عندما وصلت إلى المستشفى العسكريّ قاموا بإجراء حقن في الوريد وغيروا لي الحفاظ. بقيت رجلي ملفوفة بالضمادة نفسها طيلة 5 أيّام، وفقط عندئذٍ غيّروها، وبعد ذلك أعادوني إلى مركز الاعتقال. هناك، كنت أسمع الكلاب تنبح طوال الوقت، وذلك بقصد إزعاجنا ومضايقتنا، لم يفحصني أحد في المعتقل، عاقبني الجنود مرّتين لأنّني طلبت أن أنام، قالوا إنّه ممنوع، وكان عقابي أن أقف على رجْل واحدة طوال نصف ساعة، وأفرِج عني في 15 أبريل الماضي، حيث ناداني الجنود باسمي في اللّيل، طرحوا علي بعض الأسئلة عن عائلتي وقيادات حماس والأنفاق، وربطوا يدي وعصبوا عيني وأمروني بأن أذهب وحدي، دون عكّازات أو كرسيّ عجلات، أخذت أقفز، قفزت أربع مرّات ووقعت أرضًا، وعندئذ رحت أصرخ، وبعد ذلك أدخلني الجنود إلى سيارة إسعاف، وبعد مضي بعض الوقت وجدت نفسي في معبر كرم أبو سالم، وكان في المعبر موظّفون من مكتب الأمم المتحدة، أخذوني إلى مستشفى أبو يوسف النجار حيث أجريت لي فحوصات، وبعد مرور شهر تقريبًا قاموا بفك القطب".

ضرب داخل زنزانة انفرادية 

شهادة أخرى يكشفها الأسير الفلسطيني المحرر، موسى عاصي، والذي يبلغ من العمر 58 عاما، واعتقلته  قوات الاحتلال في 19 أكتوبر الماضي، حيث يقول خلال شهادته :"كانت المعاملة سيّئة جدًّا، طوال الوقت صراخ وإهانات وشتائم من قبَل عناصر مسلحة السجون. كانوا يدخلون إلى الزنزانة 3 مرّات في اليوم، في الساعة 6:00 صباحًا، وفي الساعة 11:00، وفي الساعة 18:00 مساءً، وكان الأمر مهينًا جدا".

ويضيف خلال شهادته :"في كلّ مرّة كانوا يطلبون منا الوقوف وكانوا يدخلون مدجّجين بالسلاح ومجهّزين بقنابل غازيّة، وكانوا يأخذون كلّ من يجرؤ على التحرك إلى زنزانة انفراديّة، وهناك كانوا يضربونه ويقيّدونه في وضعيّة "الشبح" على كرسي ويداه خلف ظهره، ولم تكن في الزنازين أيّة وسيلة لتمضية الوقت، كل شيء ممنوع، حتى مسابح الصلاة صادروها".

ويتابع الأسير الفلسطيني المحرر :"من ناحية التهوية، كان هناك شباك ولكنّه لم يكن كافيًا، مكثتُ في سجن "عوفر" 12 يومًا تقريبًا، وطوال تلك الفترة لم يتمّ التحقيق معي ولم أحظ بأية زيارة، لا من محامٍ ولا من العائلة، ولم أر قاضيًا، لم يعرف أي من المعتقلين ما هي التهمة الموجّهة إليه، وكانوا جميعًا في حالة من التوتّر وعدم اليقين، ولم نكن نعلم ماذا سيحلّ بنا وافترضنا أنّ إطلاق سراحنا متعلّق بتطوّر الحرب بين إسرائيل وقوى المقاومة في القطاع".

تابع موقع الجمهور من خلال (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا

تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجمهور، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة المصرية ، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار، الاقتصاد، حوادث وقضايا، تقارير وحوارات، فن، أخبار الرياضة، شئون دولية، منوعات، علوم وتكنولوجيا، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر العملات الأجنبية، سعر العملات المحلية.

search