مساعد وزير الخارجية الأسبق لـ«الجمهور»: أصابع خارجية تحول السودان إلى «غزة جديدة»، ومصر لن تتوقف عن كتم صوت السلاح
السفيرة منى عمر مساعد وزير الخارجية الأسبق للش
مارسيل أيمن ــ تصوير عبد الله الأجهوري
الشعب السوداني يعاني من الوباء والمجاعة والحرب والقوى الدولية لن تنقذه
مناجم الذهب تشعل الحرب والثروات السودانية منهوبة
لا حل في السودان إلا من أهله لكن كل طرف يتمسك بموقفه
مصر تقاتل وحدها لإنهاء معاناة الشعب السوداني
لا يزال الصراع في الأراضي السودانية قائمًا حتى اللحظة، حيث يعيش الشعب هناك بين رحى الحرب، حيث تحاصره الأوبئة والمجاعات من ناحية والصراعات والنزاعات الدامية من ناحية أخرى، وهوما سيقود البلاد لمصير أكثر ظلامًا.
وحظت الحرب بين قوات الجيش السوداني ومليشيات الدعم السريع على اهتمامًا عالميًا، على مستوى الشعوب والحكومات والمنظمات الدولية في ظل وقوع الآلاف من الضحايا والمصابين نتيجة الحرب المستعرة التي تأكل وستأكل الأخضر واليابس.
وعلى إثر هذا، أجرى موقع الجمهور الإخباري هذا الحوار الخاص مع السفيرة منى عمر، مساعد وزير الخارجية الأسبق للشؤون الإفريقية، والتي تحدثت خلاله عن تطورات الأزمة في السودان ما بين الأوبئة والمجاعات والحروب الدامية، كما كشفت عن مصير مناجم الذهب وموارد الدولة في وسط الصراع، وحقيقة تدخل قوات دولية لإنهائه.. وإلـــــى نــــــص الحـــــــــــوار:
ما بين الأوبئة والمجاعة والحروب الدامية، كيف يعيش الشعب السوداني؟
يعيش الشعب السوداني أزمة قاسية منذ أيام طويلة، ما بين شبح المجاعة والأوبئة والحروب الدائمة في الأراضي السودانية، بالإضافة إلى تلك الحرب الأهلية الدائرة في البلاد ما بين الجيش السوداني الذي يُعد القوى الشرعية والأساسية، ومليشيات الدعم السريع، التي كانت في وقت من الأوقات نظام الرئيس عمر البشير ثم تمردت عليه.
الحرب القائمة في السودان دمرت كل شيء في البنية التحتية، بالإضافة إلى الاستيلاء على المنازل والمحلات التجارية وتدمير المباني الحكومية، كما تم الاستيلاء على مبنى الإذاعة والتليفزيون، أما ما يحدث في «دارفور » فهو بمثابة الكارثة الإنسانية، حيث القتل المنظم للمدنيين السودانيين واغتصاب النساء والفتيات، وإلى جانب ذلك ما فعلته مليشيات الدعم السريع بالنساء من الرق والعبودية.
ما هو تقييمكم للأوضاع الحالية في السودان؟
الوضع في السودان أصبح كارثيًا، فكل المبادرات التي قامت بها العديد من دول العالم لم تصادف أي نجاح، لأنه لا تنازل من الطرفين، وهذا الأمر طبيعي بالنسبة لقوات الجيش السوداني لأنها مسؤولة عن حماية البلاد مهما حدث، أما عن الطرف الثاني (مليشيات الدعم السريع) فلا تزال هناك قوة خارجية تدعمها بالسلاح، وهذا ما أدى إلى استمرار الحرب حتى اللحظة.
هل هناك ضغوط دولية على طرفي النزاع؟
في رأيي، لا تُعد ضغوطًا دولية، لكن هناك محاولات وجهود لحل الأزمة في السودان، وحتى اللحظة لم نرى أي ضغوط من قبل أي دولة أو منظمة دولية أو إقليمية، وعلى إثر تلك المحاولات، عقدت الولايات المتحدة الأمريكية مؤخرًا، اجتماعًا في العاصمة السويسرية جنيف، لمحاولة فض النزاع القائم بين الطرفين، ولكن لم يحضر المجلس العسكري السوداني هذا الاجتماع، وبالتالي فشل الاجتماع، وبالرغم من كل المحاولات التي تسعى لإنهاء الحرب في السودان، لم تنجح أيا منها، حتى «منبر جدة» الذي يعتبر أشمل من كل المحاولات حتى الآن لم يتحقق منه أي شيء.
ما مصير مناجم الذهب وموارد الدولة في وسط الصراع السوداني؟
مناجم الذهب هي من تمول السلاح منذ فترة طويلة قبل بداية الحرب، كما أن معظم مناجم الذهب تسيطر عليها حاليًا مليشيات الدعم السريع، بالإضافة إلى أن ثروات الشعب السوداني تُستغل في الصراع الدائر حاليًا بين الجيش ومليشيات الدعم السريع، حيث إن السودان تُعد أحد أهم منتجي الذهب في القارة الإفريقية والثالث عشر بين بلدان العالم، ولهذا السبب يحاول طرفا الصراع السيطرة على المعدن الأصفر، مما يجعل السودان واحدًا من أكثر البلدان فقرًا، على الرغم من أنه يعوم على بحر من الثروات، كما توفر صناعة الذهب في السودان موارد هائلة وثروة يتم تهريبها إلى الخارج لينفق منها على الحرب الأهلية.
هل هناك توقعات بتدخل قوات دولية لإنهاء الصراع في السودان؟
لن يحدث أي تدخل دولي لإنهاء الحرب في السودان، فلن يرسل أحد قواته من أجل إنهاء الأزمة السودانية، الوضع الحالي لن ينتهي إلا بموافقة طرفي النزاع، ومع الأسف لن يوافق أي منهما على فضه، فكل طرف يرى أنه على حق.
أما عن تقسيم السودان، فنرجو ألا ينتهي هذا الصراع بالتقسيم، لأن الجيش والقوات المدنية متمسكة بالسلامة المدنية للأراضي السودانية، كما أنه لا يوجد طرح لهذا الموضوع من قِبل أي طرف، ولا أعتقد أن يكون هذا الحل أحد السيناريوهات المطروحة.
عرضت مقتنيات أثرية للبيع، فهل هناك خطة لاستعادة تلك المسروقات؟
من الضروري أن يكون هناك خطة لاستعادة المقتنيات الأثرية التي تم الإعلان عن سرقتها خلال الحرب السودانية إذا كانت هذه الأنباء صحيحة، حيث أعلنت السلطات السودانية أنها ستحقق إذا ما كانت هذه القطع بالفعل أصلية أم لا، وذلك بعد تناول وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي هذه الأنباء، وللسودان الحق الكامل في استرداد أي قطع أثرية مفقودة، وذلك لأنها كانت مسجلة في المتحف السوداني، وهذا يأتي على غرار ما تفعله مصر، حيث إنها كثفت جهودها، حتي نجحت في استرداد العديد من المقتنيات الأثرية المصرية.
إلى أي مدى وصل شبح المجاعة والوباء في السودان؟
بحسب الصور التي تنقلها منظمات الإغاثة الدولية للعالم من قلب السودان، أصبح الوضع هناك مثل قطاع غزة، فشبح المجاعة يسيطر على الشعب السوداني لدرجة أن عدد الأطفال المهددين بالموت بسبب المجاعة في تزايد تام بشكل يومي، وتخطت أعدادهم الآلاف، بالإضافة إلى ذلك يعتبر النساء والأطفال هم أكثر من يتضرر من نقص الغذاء والأدوية وإلى جانب المجاعة الشديدة، يأتي خطر مرض الكوليرا الذي يهدد الآلاف السودانيين.
الوضع مأساوي بشكل كبير، فالنازحين الذين انتقلوا إلى دول أخرى أغلبهم يعاني، مثل المعسكرات في إثيوبيا فهم متمركزين في مكان واحد، كما يتعرضون لنقص الغذاء حتى وصل بهم الأمر إلى أن يطلبوا من المجتمع الدولي نقلهم إلى مكان آمن آخر، في حين أنهم شبهوا الوضع في إثيوبيا بالوضع في السودان، بالإضافة إلي ذلك فهم يعيشون وسط غابات، وهذا يمثل خطرًا كبيرًا على حياتهم من الحيوانات المفترسة والحشرات.
أما عن النازحين المتواجدين في مصر فهم يمارسون حياتهم بشكل طبيعي وسط المصريين، وذلك لأن الشعب المصري لا يعاملهم كلاجئين، بل إخوة مثلما قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية.
كيف تقيمين الجهود المصرية الكبيرة لحل الأزمة السودانية؟
الجهود المصرية في حل الأزمة السودانية تنقسم إلى جزئين، الجزء الأول نعتبره ثنائيًا وهذا يتمثل في اللقاءات التي يقوم بها الرئيس عبد الفتاح السيسي مع نظيره السوداني ومع دول أخرى لحل النزاع وإنهاء الأزمة، وذلك لأهمية القضية بالنسبة للأمن القومي المصري.
أما الجانب الآخر، فهو متعدد الأطراف كما يُطلق عليه في وزارة الخارجية، وهو ما يكون على مستوى جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإفريقي والدولي ومنظمة المؤتمر الإسلامي وعلى مستوى جميع المنظمات.
مصر دائمًا ما تتحرك دعمًا للسودان في محاولة لوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب والنزاع، كما نثمن الجهود المبذولة من خلال المساعدات الإنسانية التي تقدمها الدولة المصرية، وكان آخرها وصول سفينة الإمداد «أبو سمبل – 2» للأراضي السودانية.
تابع موقع الجمهور من خلال (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
الجمهور، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة المصرية ، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار، الاقتصاد، حوادث وقضايا، تقارير وحوارات، فن، أخبار الرياضة، شئون دولية، منوعات، علوم وتكنولوجيا، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر العملات الأجنبية، سعر العملات المحلية.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً