نهج المقاومة الجديد، سيناريوهان أمام نتنياهو لمواجهة ضغط أمريكا والشارع الإسرائيلي
غزة
أحمد محمود
يبدو أن المقاومة الفلسطينية بدأت اتباع نهج جديد، ظهرت ثماره بشكل جلي من خلال حالة الانتفاضة التي يشهدها الشارع الإسرائيلي الآن، بعد أن عثر جيش الاحتلال على جثث 6 محتجزين إسرائيليين في مدينة رفح الفلسطينية، تلك المدينة التي يزعم الاحتلال أنه سيطر عليها بالكامل لكنه في نفس الوقت غير قادر على تحرير أسراه، لتمثل تلك الواقعة أكبر ضربة لحكومة الاحتلال المتطرفة التي فشلت عسكريا في تنفيذ وعودها لمواطنيها بتحرير الأسرى.
السياسة الجديدة التي اتبعتها المقاومة الفلسطينية، والتي قلبت الموازين وجعلت الأعباء تذهب إلى نتنياهو وحكومته، هي سياسة التعامل بشكل مباشر من قبل أفرادها مع المحتجزين الإسرائيليين حال شعورهم باقتراب أفراد جيش الاحتلال لتحريرهم، وهو ما فسرته المقاومة خلال فيديو الأخير الذي بثته لإحدى المحتجزات القتيلات، وهي تطالب بضرورة إتمام صفقة تبادل المحتجزين، لتعنون المقاومة في نهاية الفيديو بمدلول يؤكد إما صفقة ويعود المحتجزين بسلام أو حرب تعيدهم جثث لعائلاتهم.
الفصائل الفلسطينية تضغط على نتنياهو وتقلب الطاولة عليه
هذه الرسائل شكلت ضغطا كبيرا على نتنياهو، الذي حاول امتصاص حالة الغضب في الشارع الإسرائيلي ، إلا أنه فشل في ذلك بل إن خطابه الأخير زاد من حالة الغضب، خاصة مع ضغوط أهالى المحتجزين الإسرائيليين لسرعة إنهاء مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة وتبادل المحتجزين، في ظل إصرار نتنياهو على عرقلة أي مفاوضات.
مراقبون للشأن الفلسطيني أكدوا أن الخطوة التي اتخذتها الفصائل الفلسطينية، ستشكل ضغطا كبيرا على الحكومة الإسرائيلية، خاصة أنها لن تكون قادرة على تحرير أي محتجز إسرائيلي بعد صدور تعليمات من الفصائل بالتعامل مع الأسير حال اقتراب الاحتلال من تحريره، مما يجعل فكرة هدف نتنياهو بتحرير الأسرى أحياء أمرا بعيد المنال.
ويضيف المراقبون، بأن هذا النهج الجديد للفصائل الفلسطينية يأتي في ظل مفاوضات ما زالت قائمة لوقف إطلاق النار وتبادل المحتجزين والتي يحاول نتنياهو إفشالها، إلا أن الأمور تعقدت الآن على نتنياهو والذي يحاول الهروب إلى الإمام من خلال توسيع رقعة الحرب وشن عملية عسكرية شاملة في الضفة طالت عدة مدن لإشغال الرأي العام في إسرائيل بتطورات الضفة عن فشله العسكري في غزة.
ويوضح المراقبون، أن تلك العملية العسكرية التي شنها الاحتلال في الضفة جاءت بنتائج عسكرية، خاصة بعد مقتل ثلاث شرطيين عسكريين إسرائيليين، بجانب ما تحققه الفصائل الفلسطينية من نجاحات في مدن الضفة في مواجهة الاحتلال، وهو ما زاد من إنهاك القوات الإسرائيلية التي أصبحت تحارب على ثلاث جبهات وهي قطاع غزة، والضفة الغربية وحزب الله.
ويشير المراقبون، إلى أن تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي قلب الطاولة على نتنياهو عندما اتهمه بأنه يعرقل مفاوضات تبادل الرهائن، وهى لغة جديدة في السياسة الأمريكية منذ بداية العدوان، خاصة أن البيت الأبيض كان دائما ما يتهم الفصائل الفلسطينية بأنها السبب في عرقلة المفاوضات، إلا أن خروج بايدن بهذه اللغة الحادة ضد نتنياهو يؤكد تغير السياسة الأمريكية التي ستدفع نحو إنجاح المفاوضات لضمان حياة المحتجزين داخل القطاع.
سيناريوهات نتنياهو للتعامل مع ضغط واشنطن والشارع الإسرائيلي
وتوقع المراقبون سيناريوهين، وهما إما أن يستجيب نتنياهو إلى الضغوط الأمريكية خاصة مع لقاءات جو بايدن مع الفريق الإسرائيلي المفاوض وتأكيده أنهم قريبون من إتمام صفقة، بجانب ضغط الشارع الإسرائيلي والمعارضة الذي زاد بشكل واسع وزادت أعداد المتظاهرين الإسرائيليين في تل أبيب، مما قد يجعل نتنياهو يعيد حساباته، في ظل الانقسامات التي تشهدها حكومته وجناح جالانت الذي يدعم صفقة تبادل المحتجزين.
ويوضح المراقبون، أن السيناريو الآخر هو أن يقدم نتنياهو على عملية تؤدى لتوسيع رقعة الحرب، مثلما فعل في اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، لدفع إيران إلى التدخل وشن رد يضمن به توسيع رقعة الصراع في المنطقة، وإدخال أطراف جديدة لإطالة أمد الحرب، خاصة أن نتنياهو يعلم بأن نجاح أي صفقة لتبادل المحتجزين تعني انتهاء مستقبله السياسي بشكل كامل.
تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
الجمهور، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة المصرية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار، الاقتصاد، حوادث وقضايا، تقارير وحوارات، فن، أخبار الرياضة، شئون دولية، منوعات، علوم وتكنولوجيا، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر العملات الأجنبية، سعر العملات المحلية.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً