مستشار محافظ القدس لـ "الجمهور": الاحتلال يحاول تهويد المدينة ولابد من موقف عربي وإسلامي موحد
معروف الرفاعى
أحمد محمود
-هدف إسرائيل إلغاء مدينة القدس كمدينة عربية من الوجود ومحاولة تهويدها
- الاحتلال أدخل القرابين النباتية للمسجد الأقصى ولم يتبق سوى القرابين الحيوانية
-محاولات مزعومة من جانب المستوطنين لتغير الوضع التاريخي والقانوني للمسجد الأقصى
نشاهد بشكل يومي عمليات اقتحام مستمرة من جانب قوات الاحتلال والعديد من المستوطنين المتطرفين لمدن الضفة الغربية والقدس، في استفزاز واضح للفلسطينيين بتدنيس عددًا من الأماكن المقدسة وعلى رأسها المسجد الأقصى ومنع رفع الآذان في الحرم الإبراهيمي، وسط حماية جيش الاحتلال.
ولذا كان لنا هذا الحوار مع معروف الرفاعي، مستشار محافظ القدس، ليكشف لنا تاريخ الاستفزازات الإسرائيلية للفلسطينيين في المدينة ومحاولات التهويد المستمرة والتي زادت بشكل كبير بعد أحداث السابع من أكتوبر الماضي، وعمليات الاعتقال الواسعة وهدم المنازل وتدنيس المقدسات، رغم التحذيرات الدولية من إشعال الأوضاع في مناطق الضفة الغربية والقدس، وإلى نص الحوار.
في البداية حدثنا عن تاريخ الاستفزازات الإسرائيلية للقدس والمسجد الأقصى؟
مدينة القدس مستهدفة منذ عام 1967 بالتهويد والاستيطان، وفي عام 1980 عندما أعلنت حكومة الاحتلال ضم القدس الشرقية إلى القدس الغربية باعتبارها عاصمة موحدة لدولة الاحتلال، تسارعت عمليات التهويد وبناء المستوطنات والمشاريع الاستيطانية.
وكيف أثر إعلان الولايات المتحدة “القدس عاصمة لإسرائيل” على المدينة؟
بعد عام 2018 واعتراف الولايات المتحدة الأمريكية والرئيس ترامب بالقدس الشرقية كعاصمة موحدة لسلطة الاحتلال ونقل سفاراتها للقدس الشرقية، أعطى هذا القرار الضوء الأخضر لحكومة الاحتلال الذي ترأسها نتنياهو للتغول في عمليات التهويد وبناء المستوطنات والمشاريع الاستيطانية في مدينة القدس ومحاولة السيطرة على المقدسات الإسلامية والمسيحية فيها.
هل زادت عمليات التهويد في القدس بعد أحداث 7 أكتوبر 2023؟
بعد السابع من أكتوبر الماضي، وجدت حكومة الاحتلال والجمعيات الاستعمارية الفرصة سانحة لممارسة مزيد من عمليات التهويد بالقدس في ظل حرب الإبادة التي تمارسها قوات الاحتلال على قطاع غزة وانشغال العالم والمجتمع الدولي بمحاولات وقف هذه الحرب والإبادة الجماعية على أهلنا في قطاع غزة.
ما طبيعة تدنيس الاحتلال للمقدسات الدينية في القدس؟
الجمعيات الاستعمارية لا تدع أي فرصة وأي عيد وأي مناسبة عبرية أو يهودية إلا وتقوم باقتحامات للمسجد الأقصى بشكل كثيف، ويتواجد على رأس هذه الاقتحامات وزراء في الحكومة الحالية مثل سموتريتش وبن غفير أعضاء الكنيست المحسوبين على حزب الليكود التابع لنتنياهو.
كيف ترى تصريحات مسؤولي الاحتلال التحريضية ضد المسجد الأقصى؟
بن غفير أعلن أكثر من مرة أن المسجد الأقصى هو مكان مقدس لليهود، وأنهم سيقومون بضرب المسلمين بأعز ما يملكون، وهناك محاولات محمومة لتقسيم المسجد الأقصى مكانيًا بعد أن تم تقسيمه زمانيًا، ومنذ عام 2002 هناك اقتحامات صباحية ومسائية لمدة ساعتين.
كم عدد الاقتحامات للمسجد الأقصى منذ 7 أكتوبر وحتى الآن؟
حكومة الاحتلال والجمعيات الاستعمارية وجدت بعد أحداث السابع من أكتوبر الماضي الفرصة سانحة لممارسة المزيد من عمليات التهويد، خاصة وأن الاحتلال أغلق كافة مداخل مدينة القدس وفصلها عن محيطها العربي، وبدأت اقتحامات المستوطنين تزداد في المسجد الأقصى بعد السابع من أكتوبر، حيث بلغت حتى الآن حوالي 45 مرة.
كيف ترى حقيقة مساعي الاحتلال لهدم المسجد الأقصى؟
تحاول الجمعيات الاستعمارية المدعومة من حكومة نتنياهو، تدمير المسجد الأقصى وإقامة هيكلهم المزعوم مكان قبة الصخرة، وتسعى بشكل ممنهج ومدعوم للسيطرة على المسجد الأقصى وإقامة هذا الهيكل.
حدثنا عن المظاهر الدينية التي يمارسها المستوطنين خلال اقتحاماتهم؟
الجمعيات الاستعمارية مارست كل الطقوس الدينية والكهنوتية التي ينص عليها التلمود من إدخال الملابس البيضاء التي يرتديها اليهودي المتدين خلال الصلاة وأداة التيفلين الذي يضعها على جبينه خلال الصلاة، كما مارسوا السجود الملحمي وأدخلوا القرابين النباتية ولم يبق إلا إدخال القرابين الحيوانية وذبح ما يعرف بالبقرات الحمراء حتى تكتمل هذه الطقوس التلمودية، ويكون هناك ضوء أخضر لجميع المستوطنين بالصلاة داخل المسجد الأقصى واعتباره هيكلهم المزعوم.
ما هو مخطط الاحتلال لتغيير الوضع القانوني للمسجد الأقصى؟
هناك محاولات مزعومة من جانب المستوطنين والجمعيات الاستعمارية لتغيير الوضع التاريخي والقانوني المستمر في المسجد الأقصى منذ أكثر من 200 عام، وهذه اعتداءات على الوصاية الهاشمية والإدارة الأردنية للمقدسات المسيحية في المدينة ومحاولة لتغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم واستغلال الظروف الدولية والمحلية لتمرير مثل هذه المخططات.
ما هو هدف إسرائيل من تلك المشاريع الاستيطانية؟
هدف إسرائيل هو إلغاء مدينة القدس كمدينة عربية من الوجود ومحاولة تهويدها وإضافة الطابع اليهودي عليها وتغير الصورة الذهنية لدى المشاهد العربي والدولي عن مدينة القدس، حتى تصبح ذات طابع أوروبي كما هو الحال في تل أبيب والمدن الداخلية في كيان الاحتلال.
برأيك ما هو المطلوب لوقف تلك المشاريع الاستيطانية؟
لابد أن يكون هناك وقفة عربية جادة، وموقف إسلامي موحد تجاه ما تقوم به حكومة الاحتلال من اعتداءات وجرائم على مدينة القدس، ويجب أن يكون هناك موقف دولي، لأن كل العالم يعرف ويعترف أن القدس الشرقية هي مدينة عربية فلسطينية واقعة تحت سطوة الاحتلال.
أخيرًا، ما هي رسالتك للمجتمع الدولي؟
هناك قرارات صادرة عن الأمم المتحدة كقرار 2334 الذي يعتبر الاستيطان غير شرعي في مدينة القدس، وينص على وقف هذا الاستيطان، لذلك فإذا كان المجتمع الدولي جاد في حل الدولتين، فيجب عليه أن ينفذ القرارات الدولية بالضغط على حكومة نتنياهو لوقف هذه المحاولات التهويدية والاستيطانية لمدينة القدس وإحلال المستوطنين محل العرب، فإسرائيل من خلال هذه المحاولات تحاول القضاء على حلم حل الدولتين الذي يعترف به العالم وتعترف به الولايات المتحدة الأمريكية ويدعمه المجتمع الدولي.
تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
الجمهور، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة المصرية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار، الاقتصاد، حوادث وقضايا، تقارير وحوارات، فن، أخبار الرياضة، شئون دولية، منوعات، علوم وتكنولوجيا، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر العملات الأجنبية، سعر العملات المحلية.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً