دلالات زيارة رئيس وزراء الهند لكييف، هل يحمل مودي في حقيبته اتفاق سلام بين أوكرانيا وروسيا؟

زيارة مهمة أجراها رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي للعاصمة الأوكرانية كييف، تلك الزيارة التي جاءت بعد أسابيع من زيارة "مودي" إلى العاصمة الروسية موسكو، ولقائه بالرئيس فلاديمير بوتين، لتأتى الزيارة الحالية لأوكرانيا والتي تحمل دلالات عديدة، وسيكون لها تبعات مستقبلية، خاصة أنها جاءت في وقت تتصاعد فيه المعارك وسط تقدم أوكراني في مقاطعة كورسك.

الزيارة تحمل تساؤلا هاما حول ما إذا كان رئيس وزراء الهند يحمل في حقيبته مبادرة سلام بين موسكو وكييف، خاصة في ظل العلاقات المتميزة التي تتمتع بها الهند مع كل من الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وأوكرانيا.

مودي يبلغ زيلينسكي استعداده للعب دور شخصي لإحلال السلام في أوكرانيا
 

هذا التساؤل يزيد أهميته مع تصريحات رئيس الوزراء الهندي لفلودومير زيلينسكي الرئيس الأوكراني خلال الزيارة، بأنه مستعد شخصيًا للعب دور كصديق لإحلال السلام في أوكرانيا، موضحا في تصريحات نقلتها صحيفة الجارديان البريطانية، أن الهند مستعدة لتقديم مساهمات استباقية لتحقيق السلام، بينما أخبر فولوديمير زيلينسكي أنه يجب فتح الحوار دون إضاعة أي وقت، مع جلوس الجانبين معًا لإيجاد طريقة للخروج من الصراع.

بينما قال ميخايلو بودولياك، المستشار في مكتب الرئيس الأوكراني، لوكالة رويترز البريطانية، أن زيارة رئيس وزراء الهند إلى كييف لها أهمية خاصة لأن نيودلهي لها تأثير معين حقا على موسكو، متابعا :"من المهم للغاية بالنسبة لنا أن نبني علاقات فعالة مع مثل هذه الدول، وأن نشرح لها ما هي النهاية الصحيحة للحرب - وأن ذلك يصب في مصلحتها أيضا".

الهند تحاول إحداث توازن في علاقتها مع أوكرانيا وروسيا

من جانبها، أكدت الدكتورة تمارا برو، الخبيرة في الشؤون الأسيوية، أن زيارة رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي إلى أوكرانيا تأتي بعد عدة أسابيع من زيارته لروسيا الزيارة التي أثارت استياء الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خاصة أنها جاءت في وقت تعرضت فيه مستشفى أطفال في كييف لهجوم، وأتهمت أوكرانيا روسيا بأنها هي من قامت بهذا الهجوم، متابعة :"شاهدنا عندما زار "مودي" روسيا، العناق الذي تم بينه وبين الرئيس الروسى فلاديمير بوتين.

وتضيف الخبيرة في الشؤون الأسيوية، في تصريحات خاصة لـ"الجمهور"، أنه من المحتمل أن تكون زيارة رئيس وزراء الهند لأوكرانيا محاولة لإحداث توازن في علاقته مع روسيا وكييف والغرب بشكل عام، والرئيس مودي قال مرارا إن العصر اليوم ليس عصر حرب، وليس من المستبعد أن يكون مودي قد تباحث مع الرئيس الروسي على إيجاد صيغة لإنهاء الحرب في أوكرانيا وزيارته لأوكرانيا سيبحث مع زيلينسكي عملية وقف الحرب.

وتوضح "برو"، أن زيارة رئيس وزراء الهند لكييف حاليا تأتى في وقت حساس للغاية خاصة مع تقدم القوات الروسية في كورسك، وهو ما أثار استياء روسيا التي قالت إنها لن تنتهى الحرب إلا بعد استسلام كييف، والموضوع اليوم أصبح معقد بشكل كبير، و ربما لا تقدم الهند حاليا مبادرة للسلام، ولكن ربما تقرب وجهات النظر بين كييف وروسيا لأن الأرضية اليوم ليست بعد جاهزة من أجل أن تقوم الهند بأي دور وساطة بين روسيا وأوكرانيا.

وتشير إلى أن زيارة رئيس وزراء الهند لأوكرانيا تأتى لتطوير العلاقات الاقتصادية والعسكرية، ومن المحتمل أن تكون زيارة مودي لأوكرانيا لقطع الطريق على الصين من أجل أن تلعب الأخيرة دور الوساطة بين أوكرانيا وروسيا، حيث أن الهند الأقرب في أن تلعب دور الوسيط إذا رغبت في ذلك، خاصة أن الهند لديها علاقات جيدة مع روسيا وأوكرانيا والغرب بشكل عام لأننا نعرف أن الحرب في أوكرانيا ليست حرب زيلينسكي بل حرب الولايات المتحدة الأمريكية بالوكالة.

أسباب زيارة رئيس وزراء الهند لأوكرانيا الآن

وتوضح الخبيرة في الشأن الأسيوي، أن علاقة الولايات المتحدة الأمريكية بالهند جيدة نوعا ما بينما الصين علاقتها جيدة مع روسيا وأوكرانيا ولكنها ليست جيدة مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية لذلك لن تسمح الولايات المتحدة للصين بأن تلعب دور الوساطة، ولكن يمكن لواشنطن أن تسمح للهند بلعب دور الوساطة .

وقالت تمارا برو، إنه من المحتمل أن تكون الهند قد وجدت الانتخابات الأمريكية على الأبواب وحال فوز دونالد ترامب فإنه سيوقف الحرب في أوكرانيا، وبالتالي قد وجدت الهند أنه إذا بادرت باتخاذ بعض الأعمال لتقريب وجهات النظر حول إنهاء الحرب في أوكرانيا وجاء ترامب وأنهى الحرب يكون للهند دور في إنهاء الحرب.

تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا

تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجمهور، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة المصرية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار، الاقتصاد، حوادث وقضايا، تقارير وحوارات، فن، أخبار الرياضة، شئون دولية، منوعات، علوم وتكنولوجيا، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر العملات الأجنبية، سعر العملات المحلية.