رئيس أنصار الأسرى الفلسطينية لـ«الجمهور»: الاحتلال يتلذذ بتعذيب المعتقلين والعالم لا يتكلم

بعد مرور أكثر من 10 أشهر من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، كشف جنود الاحتلال الإسرائيلي للعالم بأسره عما تكنه صدورهم للفلسطينيين، من رغبة جامحة في محو كل الفلسطينيين من على وجه الكرة الأرضية، وهو ما ظهر جلياً في تصريحات لمسؤولي الاحتلال، وعلى رأسهم إيتمار بن غفير وزير الأمن القومي، وتعذيب الأسري الفلسطينيين في السجون.

جمال فروانة، عضو لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية ورئيس منظمة أنصار الأسرى الفلسطينية، كشف لنا عن الأساليب التي يعامل بها الأسرى داخل سجون الاحتلال في حوار خاص لـ«الجمهور».

كيف يعيش الأسرى الفلسطينيون داخل سجون الاحتلال؟

ما زالت حياة الأسرى في سجون الاحتلال سيئة وخطيرة والأوضاع الصحية مزرية، مع استمرار سياسة التنكيل والتعذيب والحرمان من المأكل والمشرب والأدوية والعلاج، حيث تفرض سلطات الاحتلال عقوبات على الأسرى، تتمثل في أن لكل أسير مساحة معينة مخصصة له، تكون في الغالب أقل من متر، يمارس فيها حياته، ينام فيها، ويستيقظ فيها، وغير مسموح للأسير أن يتحرك في غير المساحة المخصصة له، فالغرفة تحتوي على ما يتراوح من 150 إلى 200 أسير، يكون الأسرى مقيدي الأيدي، ومعصوبي الأعين باستثناء وقت الطعام، والاستحمام، الذي يكون عبارة عن دقيقة واحدة كل نهاية الأسبوع، ومن يتجاوز هذه المدة، يمارس معه أبشع أنواع التعذيب، أما دخول الحمام فيكون مرة واحدة في اليوم، وإحدى الحالات التي يكشف فيها جنود الاحتلال عن أعين الأسرى، هي الحالة التي يسمح فيها برؤية أسير آخر يتعرض لمحاولة التعذيب والتنكيل.

ما أبشع أنواع التعذيب التي تمارس ضد الأسرى؟

أبشع أنواع التعذيب ضد الأسرى تتمثل في أن يقوم جندي إسرائيلي بأخذ أسير فلسطيني وتجريده من كل ملابسه، ويقوم بوضع خرطوم المطفأة في مؤخرة الأسير، وضخ المادة الكيماوية داخل المؤخرة.

أحد الأساليب الأخرى، تتمثل في إيقافه في الشمس لمدة تتراوح ما بين 8 إلى 10 ساعات في فصل الصيف عندما يقوم بمخالفة، والتي قد تكون أنه تأخر في المرحاض أثناء قضاء حاجته.

أما بالنسبة للأكل، فغالباً ما يقدمون لهم علبة لبن صغير، وصفها أحد الأسرى الذين التقيت بهم بأنها “لحسة إصبع”، وخيارة صغيرة، ورغيف عيش يزن 100 جرام، وكل أسبوعين يتم إعطائهم تفاحة، وبالنسبة للماء، يكون مرة واحدة في اليوم، ويتم تقديمه من الماء الموجود في المرحاض.

كيف يمارس الاغتصاب والانتهاكات الجسدية في حق الأسرى الفلسطينيين؟

عندما يرغب جندي إسرائيلي بالتلذذ في تعذيب أسير فلسطيني يقوم باختياره بشكل عشوائي من بين الأسرى، ويخرج به كأنه جارية لا حول لها ولا قوة، ويقوم بتجريده من كل الملابس حتى الداخلية، وعذراً يجعله ينام على بطنه، ويقوم بوضع هاتفه في مؤخرته، حتى المجندات الإسرائيلية، يقمن بالتنكيل بالنساء الأسرى بهذه الوسائل، دون أدني اعتبار لحقوق الإنسان.

وتمارس تلك الأساليب من التعذيب والتنكيل في كل سجون الاحتلال، ولعل معسكر سدي تيمان يأتي في مقدمة تلك السجون التي يمارس فيها التنكيل باحترافية، وحولته إسرائيل لمعسكر عسكري، لا يصلح للحياة، بعد السابع من أكتوبر، وأساليب التنكيل تعتبر أداء من أدوات العدوان الإسرائيلي على القطاع، كما يتم التعذيب بحق كل الأسرى الفلسطينيين من كل الفئات العمرية من الأطفال والنساء والسباب وكبار السن، والكل سواسية في الأسلوب.

فالأسرى المصابون في سجون الاحتلال يقوم بعمليات جراحية لهم، وفي الغالب بتر الأطراف، بدون تخدير، وبدون علاج، وهو ما أسفر عن استشهاد أسرى كثيرين.

عدد الأسرى في سجون الاحتلال بالنسبة للنساء والأطفال؟

بالنسبة للنساء والأطفال، بحسب الإحصائيات التقريبية، جرى اعتقال345 أسيرة فلسطينية ما بعد السابع من أكتوبر ، متبقي الآن حوالي 83 أسيرة منهم حوالي 20 أسيرة معتقلين إدارياً، هناك حوالي 700طفل جري اعتقالهم منذ السابع من أكتوبر، فضلاً عن التقرير اليوم الذي يخرج من هيئة شؤون الأسرى، وما يجمله من أرقام تقريبية.

ما إمكانية المجتمع الدولي في مناصرة الأسرى في سجون الاحتلال؟

موضوع الأسرى مهمش سواء محليا أو عالميا، فمع بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، شنت إسرائيل حرب موازية في سجونها ضد الأسرى، بدأت بعزلهم عن العالم الخارجي، ومنعت المحامين، من زيارتهم حتى لا يتمكنوا من فضح الاحتلال، وهو ما تخشي منه إسرائيل، حتى زيارة العائلات تم منعها بعد السابع من أكتوبر.

ولكن بعد محاربات مع المحاكم الإسرائيلية، تمكنت المؤسسات المعنية بشؤون الأسرى، مثل هيئة شؤون الأسرى ومؤسسة الضمير،  وبعض المنظمات الحقوقية، وتحديداً هيئة الصليب الأحمر، بزيارة الأسرى والإطلاع على أوضاعهم  في السجون ، والاستماع اليهم، العالم منشغل بمفاوضات غزة، ولم ينتبه للأسرى، إلا بعد تداول بعض الفيديوهات، ونعول على المحاكم الدولية، باتخاذ إجراءات صارمة ضد جنود الاحتلال، فيما يتعلق بارتكابهم أبشع الجرائم ضد الأسرى.

لكن يمكن القول إن المجتمع الدولي عاجز عن أن يضع حد لسياسة الاحتلال تجاه الانتهاكات الإنسانية بحق الأسرى ، طالما أنه لم يستطع أن يلاحق الاحتلال ولا أن يقدم قادة الاحتلال للمحاكم الدولية 
وهو ما ينطبق عليه مثل" من أمن العقاب أساء الأدب"

ما الحلول التي يمكن من خلالها إيقاف جنود الاحتلال عن ارتكاب مجازر ضد الأسرى؟

الحلول خرجت من الإسرائيليين أنفسهم تطالب بإغلاق المعتقل التي يمارس فيها تلك الجرائم، حيث آن الأوان لتتحرك المؤسسات الدولية التي تدافع عن حقوق الإنسان والمجتمع الدولي وان تطالب بتشكيل لجنة تحقيق دولية، لزيارة تلك المعتقلات وخاصة سدي تيمان، وبعض المعتقلات التي يشرف عليها الجيش الإسرائيلي، وان تتخذ قرارا بملاحقة من أعطي الأوامر لاتباع سياسة التنكيل بالأسرى في سجون الاحتلال، فما يمارسه الاحتلال يرتقي لجرائم حرب تمارس ضد الفلسطينيين، ويحب التحرك نحن كفلسطينيين وكعرب للجنائية الدولية، وتقديم ملف كامل معتمد على التصريحات التي خرجت من الساسة الإسرائيليين الذين شرعوا التعذيب والقتل، بالإضافة إلى شهادات من قبل المعتقلين الذين تم الإفراج عنهم ، وشرائط الفيديو التي خرجت من الإسرائيليين أنفسهم أو من أطباء وجنود خدموا في المعتقلات، ووصفوا بعض المشاهد والصور والجرائم التي ترتكب، والتوجه للأمم المتحدة وطرد حكومة الاحتلال من كل المؤسسات الدولية وخاصة لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة.

ما أسباب قيام جنود الاحتلال بتلك الجرائم دون شرط أو قيد؟

الغطاء القانوني للاحتلال الإسرائيلي هو السبب الرئيسي في تلك الجرائم، فكل مؤسساته تشرع تعذيب الأسرى، باستثناء المؤسسات المعنية بحقوق الإنسان كـ"بيت سالم" وبعضها التي تنشط في الدفاع عن حقوق الإنسان كل ما دون ذلك، حكومة نتنياهو تعطي الإذن للسجانين بمزيد من القتل والتعذيب، ولعل ما يبرهن على صحة كلامي تصريحات بن غفير وسموتريتش، عن وجود غطاء سياسي من قبل الحكومة الإسرائيلية في كل ما يرتكب ضد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين ف سجون الاحتلال.

تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا

تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجمهور، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة المصرية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار، الاقتصاد، حوادث وقضايا، تقارير وحوارات، فن، أخبار الرياضة، شئون دولية، منوعات، علوم وتكنولوجيا، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر العملات الأجنبية، سعر العملات المحلية.